تعرف على حركة «أنتيفا»..ولهذا يتهمها ترامب بالإرهاب!

شنّ مسؤولون جمهوريون وديمقراطيون هجوماً على مجموعة يسارية تدعى “أنتيفا” وأخرى يمينية وتدعى “بوغالو”، إضافة الى محتجين يقفون وراء أعمال العنف التي اجتاحت المدن الأمريكية في الأونة الأخيرة.

وصرّح الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في تغريدة عبر تويتر، أن الولايات المتحدة ستصنّف “أنتيفا” على أنها منظمة إرهابية.

وجاء إعلان الرئيس ترامب بعدما أشار وزير العدل “ويليام بار” الأحد على إتهام أنتيفا “المنظمين المناهضين للفاشية” وحملهم مسؤولية الفوضى التي سببت بوفاة الأمريكي الأسود “جورج فلويد” نهار الإثنين الماضي خلال اعتقاله في سجن مينيابوليس بولاية مينيسوتا.

قال مستشار الأمن القومي “روبرت أوبرايان” في تصريحاته أن “ما يحدث تقوده أنتيفا”، مضيفاً “فعلوها في سياتل وفعلوها في بورتلند، وقاموا بذلك في بيركلي، هذه قوة راديكالية مدمرة، لا أعلم إن كان يمكننا أن نسميهم يساريين، لكن مهما كانوا، إنهم مسلحون يأتون ويحرقون مدننا، وسنصل إلى الحقيقة”.

ودعا أوبرايان مكتب التحقيقات الفدرالي إلى مراقبة منظمة “أنتيفا” وملاحقة أعضائها. 

وقال السناتور الجمهوري “ماركو روبيو”، في تغريدة عبر تويتر صباح الأحد “قصة كبيرة يتم تغييبها وهي أنه في كل مدينة لدينا إرهابيون من جماعات مثل أنتيفا وبوغالو يشجعون على العنف ويرتكبون أعمال عنف”.

وتابع روبيو، الذي يترأس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، “قد لا تكون لديهم نفس الأيديولوجية لكنهم يتشاطرون كراهية إزاء الشرطة والحكومة ويستغلون الاحتجاجات، وأن هؤلاء الأفراد يريدون هدم النظام بالكامل حتى وإن تطلب ذلك حرباً أهلية جديدة”.

اقرأ أيضاً: جنوب آسيا بين التحديات الأمنية وعوائق حفظ السلام

ما هي حركة أنتيفا؟

أنتيفا أو “Anti-Fascist مكافحة الفاشية” هي تحالف من المحتجين والنشطاء اليساريين ويرفضون التسلسل الهرمي في المجتمع، ويسعون الى مواجهة جسدية بإستخدام وسائل العنف وإسقاط ما يعتبرونه يميناً متطرفاً.

من هم أعضاء حركة انتيفا؟

من الصعب معرفة عدد الأفراد الذين يعتبرون أنفسهم من أعضاء أنتيفا، إذ يعتبر أتباعها بأنها حركة سرية ليس لديها زعماء رسميون أو أدوار لأتباعها أو هيكل مركزي محدد، حيث تنشط عبر خلايا محلية مستقلة.

وتعد المجموعة واحدة ضمن الحركات الناشطة التي اجتمعت في السنوات الأخيرة لمعارضة اليمين المتطرف، وتنشط حملات أعضاء أنتيفا ضد كل التصرفات التي يعتبرونها استبدادية أو عنصرية أو فيها رهاب المثلية أو كراهية الأجانب.

فعلى الرغم من أنها ليست مرتبطة بأي حركات يسارية، وأن المنظمون الآخرون ينظرون إليها على أنها تشويش، إلا أن أعضاءها يعملون أحياناً مع شبكات ناشطة محلية أخرى تتقاطع مواقفهم معها بخصوص بعض القضايا كحركة “حياة السود مهمة” (Black Lives Matter).

أهداف حركة انتيفا:

يسعى مؤيدو أنتيفا إلى وضع حد لما يرون أنه فاشي وعنصري، ومنع الجماعات اليمينية المتطرفة من أن يكون لديها منبر لترويج أفكارها، ويقولون إن العروض العامة لتلك الأفكار تؤدي إلى استهداف الأفراد المهمشين بما في ذلك الأقليات العرقية والنساء وأعضاء مجتمع الميم.

ويشارك كثيرون من منظمي أنتيفا، في أشكال أكثر سلمية من التظيم المجتمعي، لكنهم يؤمنون بأن استخدام العنف مبرر بسبب موافقهم التي ترى أنه إذا سمح للجماعات العنصرية أو الفاشية بالتنظيم بحرية، فإن “ذلك سيؤدي من دون شك إلى عنف ضد المجتمعات المهمشة”، وذلك بحسب ما صرّحه مارك بريي لصحيفة نيويورك تايمز، محاضر التاريخ في دارتمث كوليدج ومؤلف كتاب “Antifa: The Anti-Fascist Handbook”.

متى ظهرت حركة أنتيفا؟

استخدمت كلمة “أنتيفا” لأول مرة في عام 1946 وفق قاموس ميريام وبستر الإنكليزي، وتمت استعارتها من عبارة ألمانية تشير إلى معارضة النازية، إلا أن مزيداً من الأفراد بدأوا بالانضمام إلى هذه الحركة في الولايات المتحدة بعد وصول الرئيس ترامب إلى السلطة في عام 2016.

ومن أوائل المجموعات التي بدأت استخدام اسم أنتيفا في الولايات المتحدة مجموعة أنتيفا روز سيتي، والتي أسست في 2017 في مدينة بورتلند بولاية أوريغن.

وتزايد ظهور الحركة في عام 2017 بعد سلسلة من الأحداث التي سلطت الضوء على المحتجين المناهضين للفاشية، بما في ذلك الاعتداء على عضو بارز في اليمين المتطرف، وإلغاء فعالية لليمين المتطرف في جامعة كاليفورنيا بيركلي، واحتجاجات شارلوتسفيل في فرجينيا التي تحولت إلى مواجهات عنيفة.

ماذا يميز أتباع أنتيفا عن غيرهم؟

تستخدم جماعات أنتيفا نفس التكتيكات التي تلجأ إليها كل المجموعات الفوضوية، كإرتداء أتباعها ملابس سوداء وتغطية وجوههم، وتتداخل أيديولوجيتها في قضايا، كإنتقاد الرأسمالية والسعي الى تفكيك هياكل السلطة، بما فيها قوات الشرطة.