«جنوبية» ترصد ثورة الشارع السبت.. السلاح مقابل الجوع!

لبنان ينتفض

على وقع الدعوات المكثّفة للمشاركة في تظاهرة السبت الموافق في 6 حزيران، إنقسم الشارع اللبناني بين مشاركٍ في التظاهرة ومحرّضٍ عليها. التظاهرة هذه التي بدأ التحضير لها على أنها تظاهرة معيشية مطلبية منددة بالجوع والفقر والإنهيار الإقتصادي الذي يعصف باللبنانيين، خُرقت هذه المرّة أيضاً من قبل أبواق السلطة المتخوفين من الغضب الشعبي كالعادة، وما كان عليهم سوى طرح موضوع سلاح حزب الله أداةً لتعميق الشرخ بين اللبنانيين وتفشيل تكاتفهم بوجه سلطة جوّعتهم وأفقرتهم، الى أن بات هدف نزع السلاح ثانوياً. فماذا حصل قبل أيام على تظاهرة 6 حزيران؟ وما سبب الهجوم عليها؟ وما حقيقة الدعوة الى تظاهرة أخرى في 5 حزيران تمهيداً لخلق شارع مقابل شارع آخر في لبنان؟

إقرأ أيضاً: كي تسقط «فزاعة الثورة» من يد «حكومة الفزاعة»!

سلاح حزب الله ليس هدفاً للتظاهرة

موضوع سلاح حزب الله الذي شكل سبباً للإنقسام بين الثوّار، فنّده الناشط زين ناصرالدين لـ”جنوبية” قائلاً: “الحديث عن نزع سلاح حزب الله كهدف اساسي للتظاهرة كلام غير صحيح، وتوقيته مشبوه، فالناس تعاني الفقر والجوع والظام المالي انهار، ولا هدف لمثل ذلك الكلام سوى للتشويش على التظاهرة المطلبية بعدما كان هناك تجاوباً كبيراً مع الدعوات التي وجهت في بداية الامر للمشاركة”.

اضاف ناصرالدين: “هناك أشخاص يريدون جعل تظاهرة السبت ضد سلاح حزب الله كي لا يجرؤ أحد على النزول الى الشارع، ومن رمى هذه “الفتيشة” هو الجيش الإلكتروني لحزب الله لقلب الأدوار، وتبنت الحركة الشبابية للتغيير أو ما يمكن تسميتها بالحركة “السليمانية”، القريبة من حزب الله، عملية قلب الأمور في الشارع والإعتراض على التظاهرة مما أثر سلباً على الناس، وعكس إنقساماً كبيراً في الشارع”.

وعما إن كان سيتم رفع شعارات رفضاً لسلاح حزب الله، يقول ناصرالدين: “بالطبع سيرفع أشخاص شعارات مناهضة لسلاح حزب الله من أجل تعميق الشرخ في الشارع، وتجديد التوتر كما كان يحصل على “الرينغ” وليبرر التهجم عليهم من قبل شبان الثنائية الشيعية، كما كان يحصل أيام الخندق الغميق”.

المحرّضون على التظاهرة

هذا وبرز صوتٌ آخر رافض لهذه التظاهرة على انها تحرك “مندس”، وعلى أن السلاح هو “حامي عرضنا وشعبنا وكرامتنا من العدوان الاسرائيلي ومن جعل الاسرائيلي يخاف يعتدي على ارضنا وهوّي السيادة والاستقلال بحد ذاته”، كما قال محمد عبر حسابه على “تويتر””.

من جهته، رأى بلال أن المشاركة في التظاهرة نهار السبت لها “رمزيتها وتمثل ذكرى اجتياح بيروت وله رمزية مش وطنية للي نازلين، والسؤال مين هو اللي قادر ينزع السلاح يعني بدو يعمل حرب مثلا او بدو يطالب اسرائيل تعمل اجتياح جديد”.

فيما تمعّن آخرون بتعميق الشرخ وترهيب الناس، خاصةً الصفحات الوهمية عبر مواقع التواصل الإجتماعي، محذرين من رفع أي شعر ضد حزب الله، إذ كتبت صفحة “شباب الضاحية الجنوبية الصفحة الرسمية” عبر “الفايسبوك” :”إنّما نضربكم لوجه الله ..السبت ٦-٦-٢٠٢٠”، مرفقة بالصورة الأشهر حينما صفع عناصرحزبي تابع للثنائية الشيعية متظاهر في وسط بيروت.

أضافت الصفحة نفسها: “بكرا لما ابن الضاحية مترين بمترين ، يفقعوا بدن لشي واحد نهار السبت يجلسلوا براغي حنكو ، يطلعش حدا يتفلسف بالعيش المشترك و التعبير عن الرأي و السلمية .Save the date :٦/٦ السبت”.

استنفاراً أمنياً

إستعداداً للتظاهرة، نقلت وسائل إعلامية من مصادر قريبة من وزارة الداخلية والبلديات أن “الوزارة وضعت قوى الأمن الداخلي وفرق مكافحة الشغب في حالة تأهب تام لمواجهة التظاهرات المرتقبة، وقد أعدت خطة محكمة بالتنسيق مع مختلف القوى المسلحة المولجة بحماية المتظاهرين، وثمة معلومات تؤكد وجود مندسين ومشاغبين بين المتظاهرين، وسيتم التعامل معهم بحزم وتوقيف كل من يحاول استخدام العنف وتكسير المتاجر والمؤسسات العامة والخاصة”.

وتوقعت المصادر بأن “عدد المتظاهرين لن يكون كبيرا كما كان منذ انطلاق الانتفاضة، كونهم مفتقدين التنظيم ولديهم نقاط ضعف، مما سيسهل على القوى الأمنية مواجهتهم بأقل مستوى من العنف”.

السابق
عاصفة التوتر تستعرّ بين بعبدا وبيت الوسط.. والرئاسة الثالثة تُصارع البقاء!
التالي
«الكورونا» تابع.. إصابة جديدة في صور!