شرخ وسط الطائفة العلوية.. مخلوف يُحرج الأسد بنقل أسهم شركاته لمؤسسة خيرية!

اقتصاد سوريا

تحرك جديد أقدم عليه رامي مخلوف ابن خال رئيس النظام السوري بشار الأسد، عبر منشور على صفحته الرسمية في فايسبوك رآه البعض محاولة التفاف على الأسد لإحراجه في كيفية التعامل مع الأزمة المالية الأخيرة التي سقطت فيها هالة إمبراطورية مخلوف.

تضمن المنشور إعلان رامي التنازل عن أسهمه في مصارف وشركات تأمين، لصالح شركة “راماك” للأعمال الخيرية والتنموية التابعة له. وقال مخلوف إنه سينقل ملكية أسهمه في البنوك وشركات التأمين، لتصبح تابعة لمؤسسة “راماك” الخيرية التي وصفها بأنها “وقْف” لا يمكن توريثه لأحد، مؤكداً أن بيع أو ربح تلك الأسهم، ستكون لصالح جرحى جيش النظام السوري وذوي قتلاه.

النزاع مستمر

كلام رامي جاء بعد أيام حافلة أقدم فيها نظام الأسد على اتخاذ قرارات حجز احتياطي على أموال مخلوف المنقولة وغير المنقولة، ثم قرر حرمانه من التعاقد مع مؤسسات النظام لمدة خمس سنوات، بعدها منعه من مغادرة البلاد، وتلاه بحجز أمواله في 12 مصرفاً، بعدما امتنع ابن خال الأسد عن دفع مستحقات مالية لخزينة النظام، تبلغ 130 مليار ليرة سورية.

تتالت فيديوهات مخلوف ومنشوراته ضمن سلسلة من الاستفزازات المتتالية لنظام الأسد

وبنقل أسهم مخلوف، لصالح شركة خيرية تقدم معونات لصالح مصابي جيش الأسد، يصبح وضع يد النظام على تلك الأموال، كما لو أنه وضع اليد على أموال جرحاه وفقرائه. الخطوة التي يمكن تفسيرها، بالمحرجة لنظام الأسد، تقصَّد مخلوف القيام بها، خاصة وأنه رفض الإعلان عن دفعه الأموال التي طالبه بها النظام.

إقرأ أيضاً: حرب النظام مستمرة على مخلوف: أخوه يتخلى عنه وينحاز الى الأسد..ورامي يهاجم شقيقه!

وعن مدى ذكاء خطوة مخلوف، تساءل متابعون عن موقف النظام منها. وسبق لمخلوف، في 23 من أيار الجاري، أن تحدى قرارات الأسد بالحجز على أمواله، فأعلن تحويل مبلغ مليار ليرة ونصف المليار، لصالح جمعية “البستان” التي يصفها أيضا بالخيرية، وأصبحت تحت إشراف الأسد، منذ عام 2019.

فردّت مصادر الأسد على مخلوف، سريعاً، بإعلان مؤسسة البستان، أنها تعمل تحت إشراف بشار الأسد.

حرب في الطائفة

وبينما كان مخلوف يتحرك للعب على وتر جرحى وفقراء الجيش، متحدياً بذلك أسماء الأسد والتي ظهرت في الأشهر الأخيرة كطرف يريد الإشراف والسيطرة مباشرة على مجمل نشاطات مخلوف المالية والاقتصادية.

فكثّفت زوجة الأسد ظهورها الإعلامي داخل البيئة التي يخاطبها مخلوف، وهي جرحى الأسد وفقراؤه، وأعلنت في 17 من الشهر الجاري، تقديم منحة مالية لجميع جرحى جيش الأسد، تلاها النظام بإصدار قرارات تعيين فوري لزوجات وأبناء قتلى جيشه، في مختلف وزارات حكومته، بدءا من 26 أيار.

إقرأ أيضاً: خلاف على شفير الهاوية.. مخلوف يحرق المركب وبشار يتعنت!

كما يأتي تنازل مخلوف عن أسهمه، لصالح مؤسسة ترعى مصابي جيش الأسد، كجزء من معركته داخل بيئة الأسد لتجييرها لصالحه.

ردّ النظام بشكل غير مباشر ولأول مرة على مخلوف بالحجز الاحتياطي على أمواله ومنعه من السفر

في حين يسعى الأسد بالمقابل، إلى سحب ملف الجرحى والفقراء، من يد مخلوف، عبر قرارات مختلفة. لتكون المعركة بينهما بانتظار رد مؤسسات الأسد، على خطوة مخلوف الأخيرة.

وتتمحور “المعركة” بين الأسد وابن خاله، في الأيام الأخيرة، على بيئة النظام الموالية، من طرف رامي مخلوف من جهة، والأسد من جهة ثانية.

وشهدت نهاية العام الماضي، بداية تضييق الأسد على ابن خاله، رامي مخلوف، عندما أوعز لجهاته الحكومية بإصدار قرارات بالحجز الاحتياطي على أمواله، سبقها، في شهر آب الفائت، وبإيعاز روسي، بإصدار أمر بحلّ ميليشيات جمعية “البستان” التي كانت تعمل تحت إمرة مخلوف، وتضم عددا كبيرا من المسلحين الذين يتقاضون مرتبات أكبر بكثير من مرتبات ضباط الأسد وجنوده.

السابق
المغرب.. رحيل الوزير الأول الأسبق عبد الرحمن اليوسفي
التالي
هل من اصابات جديدة بـ «كورونا» في عكار؟