لا ينفع «غسل» اليدين مع «جائحة» الفساد!

غسل اليدين للوقاية من فيروس كورونا

“فتحنا البلد أو سكرناه”، الأمر سيان، وهو متروك لله العزيز القهار المتعال، لكن الأصل اليوم يكمن في فتح ملفات الفساد التي قضت على البلد وأدت إلى إغلاق آلاف المؤسسات والمصانع والشركات، وحجرت مئات الألوف من العاملين فيها بالمنازل، ولحكمة ما الملفات تلك مازالت تقبع في صناديق الجمهورية السوداء عبثاً تنتظر من يحللها، جائحة الفساد لا يمكن الإكتفاء بمحاربتها بوسائل الوقاية منها، لا غسل اليدين يصلح فيها ولا المعقمات أو التباعد الإجتماعي والأقنعة قادرة على التخفيف من وطأتها، وحده العقاب قادر على الحد من الجريمة المرتكبة بحق وطن الرسالة وشعبه العنيد.

اقرأ أيضاً: لا تخافوا من «المعادلة الذهبية».. للثورة!

فساد السياسات المالية

في إدارة ملف السياسات المالية فساد، في قطاع الكهرباء كم كبير منه، في العلاقات الخارجية  الدولية والعربية خلل كبير ومجاعة فكرية أدت إلى إفساده، على الحدود تفلت موصوف، على المرافىء وفي المطارات تهريب خطير، في الصحة إستهتار وفي صناديق الضمان والتعاونيات نهب وإستغلال مريب، تحزيب الوزارات والإدارات والسلطة القضائية وتجيير عملها للتيارات والأحزاب هو رأس الفساد المخيف، التمثيل الديمقراطي وآليات التشريع ومشاريع القوانين التي تملأ الأدراج بحاجة إلى إصلاح وتغيير، تلزيمات بالتراضي وعشوائية ومزاجية في تنفيذ المشاريع، الرعاية الإجتماعية وحماية السلة الغذائية ليست أولوية لدى الطبقة الحاكمة ذات السياسات الفاشلة على مر العهود وهي تحتاج إلى إعادة صياغة وتنظيم، المشاركة بالحروب الإقليمية و الإنصهار في التحالفات الدولية من دون إجماع وطني بالفرض والقوة وبالغصب جريمة كبرى بحق الوطن والمواطنيين، خصوصا وانها أي تلك الإصطفافات ستتسبب عاجلا ام اجلا بهجرة كبيرة للناس من الحياة الدنيا إلى الآخرة وبالجملة أملا بملاقاة العدل عند خالقها  رب العالمين.

قصة وطننا تشبه كثيراً قصة مجموعة أطفال وجدوا أنفسهم بمفردهم على جزيرة مهجورة بعد تحطم طائرتهم التي كادت أن تقتلهم وتودي بحياتهم

دواء الوهم

بالمناسبة دواء الوهم لا يصلح للشفاء من الداء، شجاعة الذباب التي يمارسها أمراء السياسة على الناس تعكس حجم الصراع الذي تعيشه تلك الفئة بين الرغبة في الحياة وفي نفس الوقت الرغبة بالهمجية. قصة وطننا تشبه كثيرا  قصة مجموعة اطفال وجدوا  انفسهم بمفردهم على جزيرة مهجورة بعد تحطم طائرتهم التي كادت ان تقتلهم وتودي بحياتهم، وبالتالي يحاولون بغريزتهم تنظيم انفسهم لمحاولة العيش بانتظار النجاة، ولكن بدل عن ذلك وبعد أن ينتخبوا  زعيما لهم ويوزعوا  المهام على بعضهم بين من هو  مسؤول عن جمع الطعام وآخر  مهمته بناء الأكواخ وهكذا،  تتحول تدريجياً براءتهم إلى الشر الكامن بداخلهم، ينفصلوا عن بعضهم، يكسرون القوقعة التي كان يستخدموها  لينادوا بها على بعضهم لكي يجتمعوا، وعوضا عن ذلك يبدأون  بالتقوقع وبقتل بعضهم لبعض.

السابق
بعد ارتفاع عدد الاصابات بـ «كورونا».. توجّه لعزل بلدة قبريخا!
التالي
سحبت خيوط اللعبة من يد زوجها.. أسماء الأسد من «زهرة الصحراء» إلى «السيدة الحديدية» في سوريا!