الجاهزية العملانية لإيران وحزب الله في الغرب

ايران

وزع الباحثان الأميركيان آيوان بوب وميتشل سيبلر ورقتهما عن «الجاهزية العملانية لإيران و(حزب الله) في الغرب» على سبعة محاور، كالآتي:

1- الجاهزية العملانية: نشاطات المخابرات والمراقبة

كانت إحدى السمات المميزة لجاهزية إيران و«حزب الله» للتخطيط العملياتي في الغرب هي الالتزام المتواصل لجهة جمع معلومات استخبارية دقيقة والقيام بنشاطات مراقبة للأهداف التي يمكن أن تدعم التخطيط للهجوم على المدى الطويل.

في بعض الحالات، قام الإيرانيون بنشاطات لجمع معلومات استخبارية وفي حالات أخرى قام بها مغتربون لبنانيون يعملون نيابة عن «حزب الله» بعدما امتزجوا بمجتمعات الشتات لإخفاء جهودهم.

وشهدت مدينة نيويورك أنشطة جمع معلومات استخباراتية من قبل كل من الإيرانيين وعناصر «حزب الله»، مما يدل على المنهجية والأهداف المحتملة. في حال إيران، اكتشفت شرطة نيويورك والسلطات الفيدرالية بين عامي 2002 و2010 ما لا يقل عن ست حوادث تتعلق بدبلوماسيين إيرانيين، حين كان المؤلفان يعملان في الشرطة، وكافحا للتصدي للاستطلاع العدائي في مدينة نيويورك.

وامتدت نشاطات جمع الاستخبارات والمراقبة الإيرانية إلى أبعد من مدينة نيويورك. ففي نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، اعترف رجلان بذنب العمل عميلين غير شرعيين للحكومة الإيرانية بتهم ناشئة عن مراقبة منشأتين يهوديتين في شيكاغو وكذلك أعضاء أميركيين في جماعة معارضة إيرانية منفية، هي مجاهدين خلق.

وفي 3 ديسمبر (كانون الأول) 2019، حُكم على علي كوراني بالسجن 40 عاماً بتهمة القيام «بنشاطات إرهابية سرية نيابة عن منظمة الجهاد الإسلامي التابعة لحزب الله». ولا تزال قضية سامر الدبق قيد النظر في المحاكم.

2- غطاء دبلوماسي وتجاري وثقافي معقول لإخفاء نشاطات التشغيل

خلال زيارة قام بها عام 2008 فريق من وحدة الاستخبارات في نيويورك (بما في ذلك أحد المؤلفين) لبيونس آيرس، حدد مسؤولو الاستخبارات الأرجنتينية كيف كان «حزب الله»، بالتعاون مع عناصر من المخابرات الإيرانية، مسؤولاً عن هجومين منفصلين في بوينس آيرس، عام 1992 ضد السفارة الإسرائيلية وعام 1994 ضد الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية. وفي كلتا الحالين، استفادت إيران من شبكة استخبارات محلية معقدة للغاية تم تطويرها منذ منتصف الثمانينات، وكانت تديرها السفارة الإيرانية ومستشاريتها الثقافية في بوينس آيرس. وأخبر مسؤولو الاستخبارات الأرجنتينية المؤلفين أن قرار مهاجمة الأرجنتين عام 1994 اتخذ على أعلى المستويات في الهيكل الحكومي الإيراني. واستخدم الإيرانيون الغطاء الدبلوماسي والتجاري وغير الحكومي – الديني لإخفاء شبكتهم على الأرض في أميركا الجنوبية.

وعلى غرار المنظمات المختبئة تحت أنواع مختلفة من الأغطية في بوينس آيرس، يشمل حضور إيران في مدينة نيويورك مؤسسة العلوي، وهي منظمة غير ربحية مكرسة ظاهراً للأعمال الخيرية وتعزيز الثقافة الفارسية والإسلامية. لكن في ديسمبر (كانون الأول) 2009، قال النائب بريت بهارا إن هذه المؤسسة «كانت فعلاً واجهة للحكومة الإيرانية». ويبدو أن هناك أدلة «لا جدال فيها» على ارتباطات المؤسسة بالحكومة الإيرانية.

3- التسلل إلى الجماعات الإيرانية المعارضة

تستخدم أجهزة الأمن الإيرانية مجموعة من التكتيكات لحماية النظام، بما في ذلك اختراق مجموعات المعارضة. وقد قامت هذه الوكالات «بتحديد واستئصال المعارضين والمنشقين داخل البلد وخارجه». ففي التسعينات، ركزت عناصر داخل المخابرات الإيرانية على استهداف المعارضة خارج إيران ويعتقد أنها كانت مسؤولة عن اغتيال عدد من المنشقين، وبينهم شهبور بختيار، آخر رئيس وزراء في عهد الشاه، الذي تعرض للطعن والخنق حتى الموت في منزله في فرنسا من قبل ثلاثة عملاء إيرانيين في أغسطس (آب) 1991.

ويُزعم أن المخابرات الإيرانية تستخدم منظمة مقرها باريس تسمى «دعم اللاجئين الإيرانيين» لتجنيد طالبي اللجوء الإيرانيين في فرنسا، من أجل التجسس على المواطنين الإيرانيين المقيمين هناك. ولوحظت ظاهرة مماثلة لرصد المجتمع المحلي في مدينة نيويورك بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية لعام 2009 ومظاهرات الشوارع لدعم الحركة الخضراء في إيران.

ولدى المخابرات الإيرانية تاريخ من التسلل إلى مجموعات المعارضة مثل منظمة مجاهدين خلق، التي كشفت علناً عام 2002 أن إيران تخفي منشأتين نوويتين سريتين تقعان في نطنز وأراك.

4 – التخطيط اللوجيستي لهجمات مستقبلية محتملة

غالباً ما تتميز طريقة عمل إيران و«حزب الله» بالتخطيط اللوجيستي المتقدم للهجمات المستقبلية المحتملة. في بعض الحالات الأخيرة، ركز هذا التحضير على التراكم والتخزين السري للمواد المتفجرة لهجمات مستقبلية محتملة. وبحسب مصادر المخابرات الإسرائيلية، كما ورد في الصحافة الإسرائيلية، فإن جهد الوحدة 910 في «حزب الله» ينطوي على «تخطيط طويل الأمد لهجمات إرهابية ضخمة غيّرت اللعبة». وأجرى «حزب الله» مراراً وتكراراً عبر القارات المختلفة هذا التخطيط اللوجيستي المتقدم من خلال إنشاء مخزونات كبيرة من أكياس الثلج الخاصة بـ«الإسعافات الأولية» والتي تبدو غير مؤذية، ولكنها مملوءة بنترات الأمونيوم. وهذا الدليل المميز لـ«حزب الله» من أجل تخزين المتفجرات حول العالم قد ثبت من خلال اكتشافات في تايلاند وقبرص والمملكة المتحدة.

كانت المرة الأولى التي يقوم فيها «حزب الله» بتخزين نترات الأمونيوم في أكياس ثلج مخصصة للإسعافات الأولية في تايلاند في عام 2012 وارتبطت بجهود عضو الوحدة 910 المذكور سابقاً، سامر الدبق.

5- إعداد «حزم استهداف بشرية لاغتيال الخصوم والأعداء»

«حزم الاستهداف» هي ملف معلومات «يمكّن وحدة استخبارات أو وحدة عسكرية من العثور على تهديد وإصلاحه وتتبعه وتحييده. تتضمن حزمة الهدف البشري المعلومات التي جرى جمعها عن الفرد، مثل المركز الرسمي للفرد، وتحليل نقاط الضعف الشخصية أو الفرص الأخرى لاستغلال الفرد وتأكيد هوية وموقع الفرد». ويمكن أن تتضمن الحزمة المستهدفة «عمليات القبض – القتل». هناك أدلة قوية على أن تجميع حزم الاستهداف البشرية كان عنصراً ثابتاً في طريقة عمل إيران و«حزب الله» في الغرب مع أمثلة في هولندا وفرنسا والدنمارك ومدينة نيويورك والعاصمة واشنطن.

وعلى سبيل المثال، في أمستردام، من المحتمل أن المنشق الإيراني المناهض للنظام، أحمد مولا نيسي، كان على الأرجح ضحية لعملية تصفية من إيران و«حزب الله» في أواخر عام 2017 عندما قتل بالرصاص أمام شقته بصفته قائدا لـ«أسمالا»، وهي حركة تروج لحقوق الأحوازيين العرب الذين يشعرون بالاضطهاد في منطقة خوزستان الإيرانية الغنية بالنفط، لجأ مولا نيسي إلى هولندا منذ عام 2005. في الشهر الذي سبق الهجوم، كان مولا نيسي ذهب إلى الشرطة للتعبير عن مخاوفه على سلامته. وبدا أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يشير إلى الاغتيال المزعوم في مايو (أيار) 2018 عندما قال في بيان: «اليوم، تقوم قوة القدس الإيرانية بعمليات اغتيال سرية في قلب أوروبا».

6- حرفة مكافحة التجسس والأمن العملياتي

السمة المميزة الأخرى لعمليات التجسس التي تقوم بها إيران و«حزب الله» هي استخدام حركات المراقبة المضادة وأمن العمليات المعقد. وجرى استخدام مجموعة متنوعة من طرق التجسس هذه في الولايات المتحدة. ومن الأمثلة على ذلك قضية دوسدار، التي توضحها معلومات نشرتها وزارة العدل الأميركية، وفيها أنه «من 25 يوليو (تموز) حتى 30 يوليو 2017، كان دوسدار في كوستا ميسا بولاية كاليفورنيا، حيث التقى مرات بغورباني. واستخدم دوستدار حرفة مخابراتية وأدار طرق الكشف عن المراقبة قبل وأثناء وبعد اجتماعاته مع غورباني. كما استخدم دوستدار حرفة مثل (تغيير الملابس قبل كل اجتماع، وزيارة مواقع الاجتماع قبل الاجتماع الفعلي، والوصول والمغادرة من كل اجتماع. بطريقة دائرية)». ولاحظت فرق المراقبة بمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) أيضاً أن «دوستدار كان يسير ببطء وكان ينظر باستمرار حول محيطه» ونظر إلى «انعكاس نوافذ المتاجر أثناء مروره، بما يتفق مع التحقق من المراقبة». وحرفة المخابرات وتدابير المراقبة المضادة هذه كانت منسجمة مع تلقي التدريب من «جهاز مخابرات إيراني».

7- استقدام عاملين بجنسيات مزدوجة وجوازات سفر غربية

لدى إيران و«حزب الله» تاريخ في تجنيد عملاء على مستوى العالم من داخل الشتات الشيعي، ويفضل أن تكون لديهم جوازات سفر غربية. ومن الأمثلة على ذلك، منصور أربابسيار، وهو مواطن أميركي من أصل إيراني، الذي اعتقل في أكتوبر (تشرين الأول) 2011 واتهم بالتآمر لقتل السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل الجبير. وطبقاً لوثائق المحكمة، فإن أربابسيار ادعى أنه تم تجنيده من قبل أحد أقاربه في إيران الذي كان عضواً رفيع المستوى في فيلق القدس لدى الحرس الثوري. وبالمثل، فإن الاعتقالات الأخيرة لنشطاء وحدة «حزب الله 910» علي كوراني وسامر الدبق وأليكسي صعب في الولايات المتحدة، تعزز فكرة أن «حزب الله» يركز تجنيده الخارجي على الأفراد المقيمين في الغرب، ممن يحملون جنسيتين مزدوجتين ويمكنهم الوصول إلى الغرب بجوازات سفر أجنبية.

ووفقاً لوثائق المحكمة، جند كوراني لأنه مقيم في الولايات المتحدة. وبالمثل، اعتقل سامر الدبق لصلته بـ«حزب الله» ويدعي أنه جنّد لأنه مواطن أميركي. وعلى الرغم من أن أليكسي صعب جند في لبنان قبل أن يمضي وقتاً في الولايات المتحدة في غضون خمس سنوات من دخوله القانوني، فقد تقدم بطلب للحصول على الجنسية في الولايات المتحدة بعد ذلك، وفقاً لوثائق المحكمة، عبر زواج احتيالي.

السابق
إنتفاضة علوية للدفاع عن الأسد..إيران «مُراوِغة» وروسيا «مُخابراتية مَاكرة»!
التالي
شريك جديد لنظام الأسد بديل عن رامي مخلوف..من هو الملياردير السُّني سامر فوز؟