شريك جديد لنظام الأسد بديل عن رامي مخلوف..من هو الملياردير السُّني سامر فوز؟

رجل الاعمال السوري سامر فوز

لم تنته فصول الكباش بين الرئيس السوري بشار الاسد وإبن خاله الملياردير رامي مخلوف حتى بدات تنتشر اخبار واقاويل عن بروز إسم منافس مخلوف، في الأيام الماضية رجل الأعمال السوري سامر فوز (46 عاما) الذي أنشأ “إمبراطورية مالية ضخمة” خلال الحرب السورية.

 وأثار ظهور اسم فوز في هذا التوقيت تساؤلات وإشارات إلى أنه قد يكون “رامي مخلوف الجديد” في سوريا. إلا أن المحلل السياسي السوري أيمن عبد النور قال في تصريح لموقع “الحرة”: إن أطرافا تابعة لمخلوف هي التي روجت اسم فوز ونشرت شائعات أن الأخير التقى بالأسد وناقشا الأوضاع الاقتصادية في البلاد. وأضاف عبد النور أن الأطراف التابعة لمخلوف أرادت أن تقول إن النظام السوري يريد أن يتخلى عن الطائفة العلوية الحاكمة، باعتبار أن فوز ينتمي للطائفة السنية. 

الاسد التقى فوز!

وكانت صفحة على موقع فيسبوك منسوبة لسامر فوز قد قالت إنه التقى الأسد وناقش معه مواضيع اقتصادية منها ملف شركات الاتصالات الخلوية ومشاريع تنموية، لكن فوز نفى علاقته بتلك الصفحة وكذب خبر اللقاء. 

ويأتي هذا في وقت استعرت الخلافات خلال الأسابيع الماضية بين نظام الأسد ومخلوف ما دفع الأخير إلى الخروج علنا لشن هجوم على النظام بسبب مطالبات ضريبية تصل قيمتها إلى عشرات المليارات السورية.

 ويرى عبد النور أن هناك أسبابا تدفع بعدم إقدام النظام على استبدال مخلوف بفوز، من بينها أن النظام لن يكرر تجربة الشخص الواحد الذي يعتمد عليه والسماح له بتحقيق مكاسب مالية ضخمة.

من هو سامر فوز؟

لم يكن فوز معروفا قبل اندلاع الثورة السورية في عام 2011، لكن بعد الحرب أصبح أحد أهم رجال الأعمال في البلاد وصعد بقوة خلال السنوات التي تلت الثورة. ومع زيادة نفوذه في تلك الفترة، زادت الاتهامات له بالاستفادة من انتهاكات الحرب وبأنه مدعوم من قبل النظام السوري. حقق فوز ثروة هائلة من خلال تمرير صفقات القمح بين النظام والأكراد، بل واتهم أيضا بشراء القمح من المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش، وقال تقرير سابق إنه اشترى قمحا ملوثا من تنظيم داعش وخزنه في تركيا ثم باعه على أنه قمح روسي في مناطق بشمال سوريا. واستفاد أيضا من إقامة مشاريع عقارية على أراض لأسر فرت من الحرب، بحسب تقرير لصحيفة التايمز البريطانية. 

وتقول الحكومة الأميركية إن عائلة فوز تستفيد من نقل وبيع النفط الإيراني إلى سوريا عن طريق شركة لبنانية، بالمخالفة للعقوبات المفروضة من قبل واشنطن على طهران. 

ومستغلا قربه من النظام، أصبح فوز المساهم الأكبر، إلى جانب الحكومة، في فندق “فور سيزونز” الفاخر بالعاصمة دمشق الذي تم شراؤه من رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال، وحصل على حق بناء ثلاثة أبراج وخمس وحدات أخرى أصغر على أرض قال دبلوماسيون إنها صودرت من أشخاص معارضين للنظام في بداية الثورة. صحيفة وول ستريت جورنال قالت إنه عمل أيضا في مجالات إنتاج السكر وتجميع السيارات والعقارات ومستحضرات الدواء والأسمدة، وأصبح أحد أهم قنوات نظام الأسد لإبرام للصفقات التجارية، لكن دون أن يلتفت إليه أحد لعدة سنوات، ففي أوروبا، يُسمح للشركات الأوروبية بالتعامل مع أفراد سوريين طالما أنهم ليسوا أعضاء في الحكومة أو الجيش أو عائلة الأسد.

الإفلات من العقوبات!

 وتحت غطاء “مجموعة أمان القابضة” قام فوز بتقديم خدمات للنظام وأبرم صفقات من بينها رعاية معرض تجاري دولي في دمشق. وول ستريت جورنال قالت إن فوز “تمكن من تحقيق إنجاز نادر في الاقتصاد السوري في زمن الحرب وهو الثراء دون الحصول على عقوبات” لفترة طويلة. ومع صعوده، زاد طموحه للمشاركة في إعادة اعمار سوريا وعودة اللاجئين، فقد قال في تصريح سابق لوول ستريت جورنال إنه يسعى إلى إعادة اللاجئين إلى سوريا من “خلال خلق آلاف الوظائف”. وأضاف: “بمجرد أن تجني ما يكفي من المال، تبدأ في التفكير فيما يمكنك القيام به لبلدك.. إذا لم أفكر في إعادة بناء بلدي، فمن سيفعل؟”.

نشأته وطموحه

ولد فوز في عام 1973 في مدينة اللاذقية الساحلية لأب صيدلاني. ونشأ خلال فترة أدخلت فيها عائلة الأسد الحاكمة سياسات لتحفيز الاقتصاد ما ولّد نخبة من رجال الأعمال، من بينهم والده زهير الذي أساس في عام 1988 شركة تجارية تسمى “فوز للتجارة” والتي أصبحت فيما بعد “مجموعة أمان”. 

درس فوز في الجامعة الأميركية في باريس في أوائل التسعينات وحصل أيضا على دورات في جامعتي بوسطن وسان دييغو في الوليات المتحدة. ورغم أنه اعتبر أنه قضى في فرنسا “أفضل سنوات” حياته إلا أن الولايات المتحدة هي التي حركت طموحاته، فقد قال للصحيفة “في الولايات المتحدة، يمكنك أن تكون كبيرا جدا.

إقرأ أيضاً: إنتفاضة علوية للدفاع عن الأسد..إيران «مُراوِغة» وروسيا «مُخابراتية مَاكرة»!

لا يمكنك فعل ذلك في فرنسا. كل شيء صغير للغاية”. بعد عودته لسوريا وسعت شركة فوز أعمالها باستيراد الآلات الزراعية والإسمنت، لكنها لم تنمو بقوة بسب المنافسة، إلا أن ذلك تغير مع اندلاع الحرب في 2011 فبعدها وجد فوز الفرصة مستغلا خروج رجال الأعمال من سوريا: “لقد عملت لمدة أربع سنوات دون أي منافسة على الإطلاق”. حصل على الجنسية التركية من خلال إقامة مشاريع هناك وانتقلت عائلته، ونجح من الإفلات من قضية قتل غامضة لأوكراني من أصل مصري كان قد دخل في خلاف تجاري معه بملايين الدولارات. 

ومع العقوبات التي فرضت على أطراف النزاع ومن بينهم رامي مخلوف، لم يظهر اسم فوز، لكن بعد فترة بدأت دول الاتحاد الأوروبي مناقشة فرض عقوبات عليه بسبب قربه من النظام. وفي يناير 2019، أضاف الاتحاد الأوروبي اسم سامر فوز وشركاته إلى قائمة العقوبات لدورهم في الصراع السوري. ورغم ذلك وردت تقارير بريطانية أن العقوبات لم تٌفعل، ووصف تقرير للجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني العقوبات بأنها “غير متماسكة” خاصة أن فوز واصل إدارة أعماله وتجاوز حظر السفر المفروض عليه، وقالت التايمز في تقرير لها العام الماضي إن فوز يدير محطة تلفزيونية عبر شركة في لندن. 

عقوبات أميركية

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على فوز وأسرته في يونيو من العام الماضي، وقالت إنهم جنوا الملايين من خلال تطوير عقارات على أراض تم الاستيلاء عليها ممن فروا من الحرب. 

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إنها فرضت عقوبات على سامر وشقيقيه عامر وحسين وشركة “أمان القابضة” التي تملكها أسرته وتديرها في مدينة اللاذقية الساحلية. 

وتشمل العقوبات أيضا شركة (إيه. أس. أم) للتجارة العامة الدولية والمملوكة لفوز وكذلك الشركات التابعة لها في أنحاء الشرق الأوسط، والتي تشمل أنشطتها الحبوب وتجارة السكر وعمليات خاصة بحقول النفط. 

وقالت سيغال مانديلكر وكيلة وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية في بيان “سامر فوز وأقاربه وإمبراطوريته التجارية استغلوا فظائع الصراع السوري في مشروع مدر للربح”. 

وفرضت الوزارة عقوبات أيضا على شركة سينرجي (إس.إيه.إل) وشركة (بي.إس) اللتين جلبتا كميات كبيرة من النفط الإيراني إلى سوريا. المحل السياسي السوري أيمن عبد النور أوضح للحرة أن فوز غير قادر على أن يحل محل مخلوف ولا يستطيع منافسته رغم هذا الصعود. 

من بين الأسباب التي أوردها عبد النور القوة الاقتصادية التي تتمتع بها عائلة مخلوف مقارنة بفوز، فرامي وعائلته يجمعون الأموال من الصفقات منذ نحو 40 عاما، ولديهم نفوذ قوي، بينما لم يظهر فوز على الساحة سوى منذ بضع سنوات. ويشير أيضا إلى أن القطاعات التي يعمل فيها مخلوف تدر أرباحا يومية، بينما القطاعات التي يعتمد عليها فوز تحقق أرباحا كبيرة لكنها ليست مستمرة وليست كبيرة الحجم مقارنة بشركات مخلوف. وفضلا عن ذلك، يتمتع رامي مخلوف بنفوذ عائلي بين الطائفة العلوية، وهي ميزة لا يتمتع بها فوز وعائلته.

السابق
الجاهزية العملانية لإيران وحزب الله في الغرب
التالي
الطقس الصحراوي مستمر.. والحرارة ترتفع 10 درجات عن معدلاتها!