حارث سليمان لـ«جنوبية»: مصرف لبنان جفف مصادر الدولار لـ«حزب الله».. فإستعاض بتهريب الطحين والنفط!

لم يكن غريباً على سلطة إنتهجت الفساد وهدر المال العام والخضوع لسلاح خارج عن الشرعية، أن تستغل حتّى وجع اللبنانيين ومعاناتهم لتلعب على وتر السياسة وتسجيل النقاط والأهداف لمصالح وحسابات خارجية.

كيف لا وحزب الله القابض على القرار اللبناني، هو نفسه الذي أشعل فتيل الأزمة المالية بتهريبه الدولار كما المازوت والطحين الى سوريا، وإنكبابه لاحقاً على شنّ الحملات “التأديبية” على حاكم “المركزي ، الى أن بات “الأوفر” حظاً لأن يكون “كبش محرقة” للطبقة السياسية الحاكمة، وغطاء لحزب الله ليتخفّى خلفه ويستمر بعمليات التهريب الى سوريا وإيران.

حزب الله القابض على القرار اللبناني، هو نفسه الذي أشعل فتيل الأزمة المالية بتهريبه الدولار كما المازوت والطحين الى سوريا!

فمنذ بداية الأزمة المالية، تصوّبت السهام باتجاه “حزب الله” الذي سحب العملة الدولارية الصعبة التي يشتمها علناً، ويُطاردها سرّاً، من الأسواق المالية اللبنانية، وقام بتهريبها الى سوريا، ليعود لاحقاً ويحوّر الرأي العام، ويستغل الأزمة المالية المعيشية ويصوّب سهامه باتجاه مصرف لبنان وحاكمه رياض سلامة مُتهماً إيّاه بالتلاعب بسعر صرف الدولار، مع العلم أن “قوى الأمن الداخلي” ألقت القبض منذ قرابة الشهر على 4 إيرانيين يمارسون أعمال “الصيرفة” في الضاحية الجنوبية وتم توقيفهم، بالإضافة الى المعلومات التي كانت قد أفادت بأن يحيى مراد، شقيق نقيب الصرافين يدير معه شركة، مركزها منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل “حزب الله”. وهذه الشركة تشتري الدولار بأسعار تفوق سعر السوق، مِمَّا أسهم في رفع سعر الصرف.

إقرأ أيضاً: «حزب الله» يشق طريق تهريب المازوت بالسلاح..وكورونا «يزحف» جنوباً!

وتعليقاً على الحملة الممنهجة التي أطلقها “حزب الله” باتجاه “المركزي” قال المحلل السياسي حارث سليمان في حديث لموقع “جنوبية” ” أن “مطلب الحزب من مصرف لبنان هو أن يبيع الدولارات من أجل أن يأخذوهم إلى الشام، لأن تمويل الإستهلاك في سوريا يتم عبر شراء الدولار من السوق اللبنانية. وفي لبنان يوجد دولارات لدى وكالات التحويل وكان يوجد الصرافين وعلى رأسهم نقيب الصرافين محمود مراد وكان يرفع سعر الصرف لكي يجمع “كل الغلّة” ، وعندما ألقوا القبض عليه، ووضع مصرف لبنان يده على تحويلات الخارج أي عندما أجبرت وكالات التحويل أن تضع الدولارات التي لديها لدى مصرف لبنان وتدفع للزبائن بالليرة اللبنانية، جفّ الدولار من السوق، وبالتالي علت الصرخة لأنه توقف إنسياب الدولار في الأسواق السورية ولذلك قاموا بشراء النفط والطحين لتهريبهم إلى سوريا عوضاً عن الدولار”.

مطلب الحزب من مصرف لبنان هو أن يبيع الدولارات من أجل أن يأخذوهم إلى الشام!

أضاف: “إنزعجوا من قصة شركات التحويل لأنهم كانوا يجمعون الدولارات منها، عبر المواطن الذي يأتيه الدولار ويصرفه في السوق، وبالتالي يقوم الحزب بأخذه إلى سوريا وإيران، لكن عندما وضع مصرف لبنان يده على هذه الشركات لم يعد باستطاعتهم أن يفعلوا ذلك …وكل هذه الحملات ضد مصرف لبنان هي للسماح مجددا لشركات التحويل أن تأخذ الدولارات واليوم قام سالم زهران (إعلامي الممانعة)بوضع اقتراحين الأول وهو أن يقوم مصرف لبنان بإعطاء ٥ مليار دولار للمودعين (تحت حجّة إراحة المودع) وبالتالي ليقوموا بسحبهم منهم ، والإقتراح الثاني أن نقوم ببيع الذهب، وبالطبع من أجل إعطاء إيران وسوريا”!

وعمّا إن كان هناك علاقة بين الإيرانيين الذين تم إلقاء القبض عليهم بتهمة ممارسة عمل الصيرفة بدون إذن، وحزب الله قال سليمان: “إيران في شهر نيسان باعت فقط ٧٠٠٠٠ برميل نفط بسعر نفط حوالى الـ٢٥$ أي لا يصل المدخول الإيراني في نيسان إلا إلى٦٠/٥٥ مليون دولار وهذه المدخول هو ميزانية حزب الله فقط لا غير، فإيران لا يمكنها أن تعيش بميزانية حزب، وبالتالي هناك أزمة حقيقة في إيران وفي سوريا وفي لبنان”.

أضاف: “إمّا أن نفتح الوعاء اللبناني على الوعاء السوري على الوعاء الإيران، مع العلم أن الوعاء السوري “منشّف” والوعاء الإيراني “منشف” والخزان اللبناني لا يزال يوجد لديه بعض الدولارات وبالتالي تنساب هذه الدولارات إلى سوريا وإيران وهذا ما يريده حزب الله …أو أن نغلق “الحنفية اللبنانية” وأن نترك الدولارات لنا و”يصطفلو الإيرانين والسوريين” وبالتالي يستمر لبنان لفترة معينة سنة أو سنتين في توفير الحاجات الأساسية لكن حزب الله لا يريد هذا ، يريد أن يأخذنا رهينة أي ” يا منموت كلنا سوا أو منعيش كلنا سوا”.

حزب الله يريد أن يأخذنا رهينة: ” يا منموت كلنا سوا أو منعيش كلنا سوا”!

وعن توقيف مدير العمليات النقدية في مصرف لبنان مازن حمدان، علّق سليمان قائلاً: “ليس لدي معلومات عن هذا الموضوع ، علينا التأكد من أن مازن حمدان كان يبيع الدولارات بأمر من حاكم مصرف لبنان ، وهل يوجد في الأصل دولار لدى الحاكم ؟ فالدولارات الموجودة في مصرف لبنان ليست “بانكنوت” بل هي دولارات قيدية وبالتالي الصرافين لا يتعاملون مع الدولارات القيدية بل بالبانكنوت”.

السابق
شكوك حول تورط «حزب الله» بالتلاعب بسعر الدولار وتهريب المازوت.. والحزب ينفي
التالي
كورونا المغتربين تابع.. حجرُ وافدٍ في جدرا!