هكذا يُسلم «حزب الله» سلاحاً.. «يدُ الله مدته إليه»!

قوات العدو الاسرائيلي
هل يُسلِّم "حزب الله" سلاحه؟. لا يستطيع أحد الرد على هذا السؤال إذا كانت خلفيته سياسية بحتة، ولم يقرأ في "ولاية الفقيه" وأسس عقيدة الشيعة الإثنى عشرية و"المهدي المنتظر صاحب الزمان".

من مهام سلاح “حزب الله”، تهيئة ظهور المهدي المنتظر لقيادة العالم، وليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، ولمحاربة المخالفين (جميع من دونهم).يقول أمين عام “حزب الله”: “دعانا الإمام لإقامة الحكومة الإسلامية في أي بلد نعيش فيه وهذا ما يجب أن نعمل له وأن نفهمه تكليفاً شرعياً واضحاً وأن نعمل في لبنان وفي غير لبنان لأنه خطاب الله منذ أن خلق آدم”، وقد نُشِر في جريدة العهد في 23 حزيران من عام 1989 أما قِناعه الذي يخفي فيه وجهه الحقيقي هو المواطنة ورفع شعار القضية الفلسطينية والذود عن تراب الوطن. ولا أنكر عزيمته وجهده لتحرير فلسطين، ليس حباً بشعبها، بل لأجل إثبات أن عقيدته هي السليمة وإسلامه هو المحمدي الأصيل.

اقرأ أيضاً: «حزب الله».. مقاومة بعد «فاقة» تدر أموالاً و«وجاهة»!

الغيبة

نقلاً عن كتاب “الغيبة” لأحد كبار مشايخ الطائفة الشيعية محمد بن ابراهيم النعماني يقول فيه “رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف، يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين، فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة والرايات الصفر، تقبل من المغرب حتى تحل بالشام”، ويقصد لبنان هو “مغرب الشام”. كما فسره  الطوسي في “الغيبة” وجلال الدين الصغير في “علامات الظهور”. وهذا الإعتقاد يفسِّر دخولهم سوريا لحماية النظام هناك.

الشاهد من هذا النقل التأكيد على أن سلاح “حزب الله” لا يُمكن مقاربته بالمعنى الإستراتيجي لإيران والجيوسياسي فقط. بل إنه عقيدة ثابتة وراسخة عند معتنقي “ولاية الفقيه”. يعتقد “حزب الله” أن “يد الله مدّت إليه السلاح”، وهذا مُسطّر في نشيدهم الحزبي، وهو أداة لتهيئة الظهور وخدمة الإمام “صاحب الزمان” المهدي المنتظر.

ومن هنا يمكننا طرح فرضيات تسليم “حزب الله” سلاحه:

1 – تسليم السلاح للدولة العادلة التي يحكمها!يقول أمين عام “حزب الله” في إحدى خطاباته: “لا نسلِّم سلاحنا إلا لدولة عادلة” وبناءً على مفهوم عقيدته، فإن الدولة العادلة هي بقيادة المُغيب الذي ينتظرونه! ولكنه في مكان آخر، يَصف الدولة العادلة بأن يحكمها رئيس قوي، وبرلمان يُنتخب وِفق قانون إنتخابي عادل، ويحرسها جيش قوي. وكما نعلم، فإن “حزب الله” استطاع حتى الآن تطويع كافة مؤسسات الدولة لصالحه، فهل يتقدم بخطوة تسليم السلاح للجيش، الذي يستطيع إدارته لاحقاً!هل تظن أن الغرب سيقف متفرجاً أمام هذا الأمر، فيُطلق حملة مساعدات ل لبنان قبل الإنهيار؟

هل ستشهد إيران ثورة حقيقية لتغيير النظام، أو تغيير جدّي لسلوك القيادة، فيتوقف برنامج تصدير “الثورة” الإيرانية، وبالتالي يُحكم على سلاح “حزب الله” بالتسليم بناءً على أوامر ولي الفقيه!؟

2 – عدم الرضوخ لمنطق الديبلوماسية الدولية! يقول أحد قياديي “حزب الله”: “السلاح أمانة في أعناقنا كما دماء الشهداء، واليوم الذي نتخلى فيه عن هذا السلاح نكون قد ارتكبنا خيانة كبرى بحق ديننا والله سيحاسبنا على هذه الخيانة في الآخرة ويسألنا عن أمانة كان يجب أن تُسلم لأصحابها… كل ما نختزنه من سلاح وقوة ستكون في خدمة القائد الأوحد صاحب العصر والزمان”!في حال لجأ مرشد الجمهورية الإيرانية الخامنئي إلى المُحرِّك العقائدي ليطلب مواجهة أو حرب، معتقِداً أن الفوضى والحروب والظلم يُسرِّع من ظهور “الإمام”، بالتالي فإننا سنشهد إصراراً ل”حزب الله” بالتمسك بالسلاح، حتى لو وصلت المجاعة إلى كل اللبنانيين. ولكم أن تتخيلوا ماذا سيحصل!؟

اقرأ أيضاً: نصرالله.. مال الحزب للحزب!

3 – إنتظار تغيير يطال ملالي طهران! وهو الأقل كلفة على لبنان. فهل ستشهد إيران ثورة حقيقية لتغيير النظام، أو تغيير جدّي لسلوك القيادة، فيتوقف برنامج تصدير “الثورة” الإيرانية، وبالتالي يُحكم على سلاح “حزب الله” بالتسليم بناءً على أوامر ولي الفقيه!؟ هذه الفرضية ستكون لها تداعيات على عقيدة الشيعة الإثنى عشرية (الراديكاليون منهم وليس كلهم)، ليس لسنوات أو عقود؛ بل لقرون قادمة. فدولة الخميني أتت بعد 240 عاماً من زوال دولة الصفويين؛ وبالتالي ستنتظر هذه الفِرقة أجيال وأجيال ليصبح لديها خطاب يُقنع العامة بضرورة بناء دولة تكون مُمهدة لظهور “صاحب الزمان”.
أي الفرضيات تُرشِّح؟ أم لديك فرضية أخرى؟

السابق
سقوط الرهان الإيراني على سقوط ترامب
التالي
واشنطن وصُلح المرشد