نصرالله.. مال الحزب للحزب!

دولار
في كلمته المتلفزة اول من أمس، والتي خصصها للحديث الأخلاقي حول آداب الصوم المرتبط بسلوكيات الصائمين، تشدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته على مسألة الصبر وضرورة تحمُّل الوضع الاجتماعي والاقتصادي، وذلك دون تقديم رؤية واضحة في عالم الإمكان للمواجهة العملية للمشكلات.

رجال الدين المسلمين هذه الايام يذكرونا بما كان عليه رجال الكنيسة في القرون الوسطى، اذ كانوا يتمتعون بامتيازات في أسباب المعاش، وكانت الكنيسة وطبقة الإكليروس يمتلكون ثروات طائلة من مخزون الذهب الخالص وغير الذهب كانت تأخذها الكنيسة ورجالها كتكاليف مالية تجاه الكنيسة ورجالاتها من عامة المؤمنين، وهذا النهج دفع الشعوب وحملة الفكر في أوروپا إلى الإلحاد والتمرد على السلطة الدينية، وكان على أثر ذلك إطلاق كلمة: “الدين أفيون الشعوب”، وهي الكلمة التي أطلقها المفكر الشيوعي الاقتصادي الاجتماعي كارل ماركس في مواجهة سلطة الكنيسة التي لم تتمكن من حل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية للشعوب الأوروپية واكتفت بالموعظة الداعية إلى الصبر وانتظار الفرج الإلهي!

اقرأ أيضاً: سلامة «حزب الله» بتلغيم الطريق إلى «رياض.. سلامة»!

واليوم يأتي خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على شاكلة خطاب الكنيسة في القرنين الماضيين، فهو اكتفى بموعظة الأمعاء الخاوية والبطون الفارغة فحسب، ولم يطرح أيً من الحلول في المدى المنظور!

أين المخزون النقدي لحزب الله؟

بدأ الشارع يطالب السيد نصر الله بتحريك مخزونه النقدي الذي ادخره من الدعم الإيراني في العقود الأربعة الماضية من أموال منقولة وغير منقولة والذي يُقدَّر بمليارات الدولارات، والذي لمَّح إليه السيد نصر الله في خطابه بعد حرب تموز 2006 حينما قال: “نحن باقون لخمسين سنة قادمة”، والبقاء لا بد له من مقومات، والمدخرات النقدية تأتي في طليعتها؛ فأين دور حزب الله في حلحلة الضائقة المالية لبيئته الحاضنة كأضعف الإيمان قبل أن تلقى بيئته الحاضنة مصير الشعوب الأوروپية هذا المصير الذي تجلَّى بظاهرة الكفر بكل المقدسات؟

أين دور حزب الله في حلحلة الضائقة المالية لبيئته الحاضنة كأضعف الإيمان قبل أن تلقى بيئته الحاضنة مصير الشعوب الأوروپية هذا المصير الذي تجلَّى بظاهرة الكفر بكل المقدسات؟

في الوقت الذي يتباهى فيه المتفرغون والعاملون في حزب الله انهم ما زالوا يقبضون رواتبهم بالدولار الاميركي بحد أدنى 600$ للعنصر الواحد، اي اكثر من ضعف الحدّ الادنى لزملائهم موظفي القطاع الخاص في لبنان، فإن السؤال الذي يتبادر الى ذهن الناس، هو ما هي خطة حزب الله الاجتماعية التي يجري الحديث عنها لمساعدة الفقراء، خلا بعض المبادرات الفردية المحدودة من محسنين ومغتربين التي يتبناها الحزب ويوزعها على مناصريه دون جهد منه ولا كلفة؟

فأين مشاركة حزب الله المادية في دعم بيئته الحاضنة لتعليق الآمال على دورها الإنقاذي في المرحلة الراهنة؟

السابق
عمليات السرقة تطال صحافيين.. اليكم ما حدث مع ريفي في طرابلس!
التالي
بمبادرة «خيّرة»: جنبلاط يزور عون «لتنظيف الخلاف».. ولا مساعٍ لتغيير الحكومة!