الموجة الثانية لفيروس «كورونا» تضرب لبنان!

فحوصات كورونا في الهرمل
هل بدأت الموجة الثانية لكورونا تضرب لبنان فعلاً؟ إليكم التفاصيل.

أفسد إرتفاع عدد إصابات كورونا الشعور بالإنفراج في لبنان، ما يفرض مستوى جديداً من التأهب قد يصل الى معاودة إقفال البلاد، وهذا ما ألقى اللوم على بعض المغتربين العائدين الذين لم يلزموا الحجر المنزلي، فالواقع الأن يفرض على السلطات المكلفة بإلزم الحجر، فضلاً عن العوامل الأخرى فقد يتعرّض لبنان الى موجة ثانية من الفيروس.

منذ أكثر من أسبوعين حذّرت “إيمان الشنقيطي” ممثلة منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحافي أقيم مع وزير الصحة “حمد حسن” من أن لبنان لم يتجاوز مرحلة الخطر بعد، ونصحت بإستمرار التعبئة العامة لأسبوعين آخرين، لأن تخفيف التعبئة يجب أن يكون مدروساً تدريجياً حرصاً على عدم التعرّض لموجة ثانية وتجنباً لإرتفاع عدد الإصابات.

لكن في اليومين الماضيين، أي نهار السبت والأحد، تم تسجيل نحو 49 إصابة (34 منها للمقيمين و15 للوافدين).

اقرأ أيضاً: هل تنتقل عدوى كورونا من المصابين دون ظهور الأعراض عليهم؟

إمرأة ورجل يرتديان الكمامات للوقاية من فيروس كورونا على دراجة نارية امام مستشفى رفيق الحريري الجامعي (رويترز)
إمرأة ورجل يرتديان الكمامات للوقاية من فيروس كورونا على دراجة نارية امام مستشفى رفيق الحريري الجامعي

ومع عودة المغتربين الـ8,500 منذ الخامس من أبريل/نيسان كان إرتفاع عدد الإصابات متوقعاً، لكن لو أنه إقتصر على تسجيل الإصابات بين الوافدين لكان مقبولاً، لكن تسجيل إصابات جديدة لدى المقيمين هو ما دقّ ناقوس الخطر.

وبحسب وزارة الصحة، فإن كل الحالات الجديدة للمقيمين هي بسبب مخالطة الوافدين الذين وصلوا مؤخراً الى لبنان ولم يلتزموا بالحجر الصحي، الأمر الذي أثار غضب مواقع التواصل الإجتماعي ضد المغتربين الذين لم يتحلوا بالمسؤولية والوعي وأضاعوا جهود شهرين ونصف من الحجر، مع العلم أن جزء من المشؤولية يقع على عاتق السلطات المعينة المكلفة بمتابعة الحجر المنزلي والتشدد في تطبيق الإجراءات.

إضافة الى ذلك، فإن عوامل أخرى من شأنها أن تثير المخاوف واستمرار سيناريو الوباء التي يتحمل جزءاً منها المقيمون، وأبرزها الأيام العشرة الماضية من إجراءات التعبئة والتجمعات التي شهدت البلاد من تظاهرات وهجوم على المحال التجارية والأسواق.

وبحسب ما توقع نائب رئيس لجنة علماء لبنان لمكافحة الكورونا، الدكتور محمد حمية، بأن يلامس عدد الإصابات الألف نهاية الشهر الجاري، لافتاً إلى أن ما يحصل بأنه ليس موجة ثانية بل ما هو سوى نتيجة الاستهتار الذي حصل في الأيام الماضية وهنا نحن نحصد نتائجه اليوم، وقال أيضاً إن خرق مرحلة “الثبات الرقمي” من شأنه أن يؤخر حالات الشفاء التام إلى 20 يوليو/تموز المُقبل، داعياً إلى توخي الحذر في الأيام المُقبلة.

وكان حالات الإصابة بكورونا قد أقفل مساء أمس الى 810 إصابة، وذلك بعد إعلان مستشفى رفيق الحريري الحكومي ليلاً تسجيل إصابة واحدة من أصل 160 فحصاً، بينما وصل عدد حالات الشفاء الى 243 حالة، إضافة الى إستقرار عدد الوفيات على 26 حالة وفاة، ليكون عدد المصابين الفعليين حالياً 549.

هذا الواقع صّوب الأنظار نحو الدفعة الثالثة التي من المقرر أن تصل في 14 من الشهر الحالي، وبحسب رئيس مجلس إدارة شركة طيران ميديل إيست “محمد الحوت” بأنه كان من المقرر أن تتضمن 100 رحلة لكنها تقرر إلغاء 17 رحلة منها، مشيراً أن عدد العائدين في المرحلة الثالثة يصل الى 11,300 شخصاً.

هذه المعطيات فرضت على وزير الصحة حمد حسن المطالبة من الحكومة بإغلاق البلاد يومين إذا بقيت النتائج خلال الساعات الـ24 مرتفعة، مع إتخاذ مستوى التأهب لدى وزير الداخلية والبلديات بمنع الخروج من المنزل والتجول في الشوارع بين الساعة السابعة مساءً والخامسة فجراً.

ووفقاً للمعلومات الجديدة فإن اتخاذ الحكومة قرارات جديدة في الساعات القليلة المقبلة وتطبيقها بدءاً من يوم المرحلة الثالثة من إعادة الفتح تدريجياً وفق المذكرة رقم 50/ أ.م/ 2020 الصادرة أمس، والتي سمحت لمهن جديدة بإعادة مزاولة العمل.

يذكر أن، عكار سجلت 13 إصابة كورونا جديدة بعد مخالطتها بأحد الوافدين، مع إحتمال تزايد العدد في المنطقة، وتفيد المعلومات أن هناك طرحاً بعزل المحافظة وإجراء مسح مفصل منعاً لتفاقم الأزمة وإنتشار الوباء.

أما جنوباً، فقد أثار تسجيل إصابات بين الوافدين قلقاً في عدد من البلدات، أهمها: البابلية والصرفند والغسانية، وفرضت بلدياتها على الأهالي الإلتزام بإجراءات الحجر المنزلي.

السابق
ما صحة تسجيل اصابات «كورونا» في كفرشيما؟
التالي
كم بلغ سعر الدولار للتحاويل النقدية الإلكترونية اليوم؟