من بيته من «النايلون» لا يراشق بـ«أكياس» الفساد!

اكياس نايلون
قصتنا مع اكياس النايلون تشبه قصة مكافحتنا للفساد.

تصل الى مراكز التسوق لتشتري حاجاتك فتتفاجئ عند وصولك الى خط النهاية عند صندوق المحاسبة بقرار محاربة البلاستيك والنايلون، وبأن المتهم الرئيسي في هذه القضية هو أكياس النايلون، عليك ان تحاربها إلا ستدفع الثمن. تنظر بلا وعي إلى العربة التي مصيرها بين يديك المحتميتين بقفازات نايلونية لتكتشف أنك تخفي فيها ما هو أعظم على البيئة من أكياس النايلون تلك، أنت متهم إذا بحيازة كمية كبيرة منها، كمية لا يستهان بها في عربتك والمطلوب فقط لكي تنقذها جميعاً أن ترضى بالتضحية بالأكياس التي هي بجانب المحاسب في القفص.

اقرأ أيضاً: هكذا تُنقذ «التيتانيك» من الغرق في بحر العوز!

القرار المناسب

ثوان كفيلة بإتخاذك القرار المناسب، عليك أن تنقذ كيس ربطة الخبز، وعلبة اللبن واللبنة البلاستيكية، والأجبان هي الأخرى محتضنة بالنايلون الشفاف اللاصق، قناني المياه هي الأخرى بلاستيكية، الخضار في الأكياس البلاستيكية ترتجف من البرد، الرز والحمص والفول والبقولات سينفرط عقدها أن هي تخلت عن من يجمعها، كف العدس بالأكياس يباع، حتى علبة الدخان لا تقرأ مخاطرها إذا لم تحتضن بالنايلون النقي الشفاف. تصل في تفكيرك الذي لا تختاره لانه مختار لك إلى حقيقة وفيها أن ما من شيء مكتوب له أن يكون إلا بفضل هذا الممنوع الذي اسمه النايلون الفاسد الأول المحظور. على كل منتج إذا أن يدفع ثمنه ويفكر فيه حتى من قبل أن يقرر ما يريد ان ينتج أو يبيع.

كيف للعبقري صاحب قرار محاربة اكياس النايلون أن يصدر قراره وهو يرتدي قفازات بلاستيكية الصنع مئة بالمئة بحجة انها للوقاية من الفايروس المميت؟

الفساد المحارب اليوم يشبه كثيرا محاربة اكياس النايلون، من الجيد بل من المفيد جداً أن تستمر بمحاربته لكن ليس على طريقة محاربة اكياس النايلون بالتاكيد، وإلا اصبح وبشكل عجائبي كيس النايلون ومثله الفاسد مظلوم ومعتدى عليه، وبأنه مثالي ومتجمل بالصبر، نبيل ومتفان ونافع وصديق فلولاه اين يذهب مثلا المتعالين عليه والمتحاملين بقماماتهم واوساخهم التي ينتجون، وان لماذا يسبونه ويتهمونه ويلقون عليه بذنوبهم وهو الفادي العظيم؟

ضرر الفساد

كل فساد كبر أو صغر حجمه هو مضر للبيئة التي بها نحي فيها نعيش، الموظف المرتشي هو كيس نايلون، المتهرب من دفع ما هو مستحق عليه ضار كالبلاستيك، المهرب والمستغل لنفوذه وسلطته لا يختلف عن كيس النفايات الأسود الملقى بالخارج الملعون، اللص جميل الكلام من السياسيين لا يختلف عن كيس ربطة الخبز، المتمسك بالتعصب المذهبي كالمتدثر بالنايلون اللاصق، من يقيم دولة له في الدولة التي يسلبها ومنها يستفيد يشبه قناني المياه البلاستكية المجموعة بالنايلون الطري، قد يكون المثبت فساده متطابقة مواصفته مع أكياس النايلون المستهدفة لكنه ليس الوحيد.

اقرأ أيضاً: عندما يكاد العنف يصيب من الثورة مقتلاً!

كيف للعبقري صاحب قرار محاربة اكياس النايلون أن يصدر قراره وهو يرتدي قفازات بلاستيكية الصنع مئة بالمئة بحجة انها للوقاية من الفايروس المميت، قوة الإبداع وسرعة الخاطر و الإقبال على ما هو حضاري في بعض الأحيان تستغل على غير محملها، وهي هنا مجازا تذكرنا بمن يتكلم عن مخاطر التدخين وهو مستمتع بشهيق سيجارته يزفر دخانها بعدما استقر بعض منه وتوزع بين الرئتين والمريء.

السابق
إنخفاض «كوروني» الى النصف عن الأمس.. والعداد بلغ 859 إصابة!
التالي
خوف تربوي من تجدد «كورونا»..التعليم الأساسي الرسمي: لإنهاء العام الدراسي!