عندما يكاد العنف يصيب من الثورة مقتلاً!

تكسير المصارف

لست من محبذي العنف لأسباب كثيرة، ولا ادعم الهجوم على المصارف تكسيرا او حرقا. ولكن أود أن اسجل ثلاث ملاحظات تستحق التفكير. الأولى للذين لم يعد بإمكانهم تحمل الظلم ويودون اللجوء إلى العنف، الا يرون ان كلفة القصاص مع الحصاد، لا تتناسب مع حجم تضحياتهم؟ واذا كان لا بد من تنفيس هذا الغضب، فلماذا لا يتوجه هذا الغضب نحو الذين تسببوا بهذا البلاء من سياسين ومصرفين؟ وماذا يفيد تكسير زجاج او حرق مصرف؟

اقرأ أيضاً: «جنوبية» تتابع توقيف الناشطين مروّة وغنوي: نقابة المحامين تتولى الدفاع.. والثورة تصعد ولا تلجأ للعنف

الفقر والجوع

الملاحظة الثانية هي لهذه السلطة ولا سيما جهازها الأمني. الا تتوقعون ردات فعل عنفية على مسؤولين سياسين  وامنين او عدائية تجاه هذه الأجهزة بسبب المبالغة بالقمع والتعذيب؟ وعندما يصل الغضب إلى مستويات قياسية مترافقا مع الفقر والجوع فهل  يعود لنصائح الحكماء بالابتعاد عن العنف اي تأثير؟ والملاحظة الثالثة هي لاصحاب المصارف ومجالس إداراتها، لقد صادرتم أموال المودعين وتتحكمون بقيمة الصرف والفوائد وكمية الأموال المفرج عنها شهريا بحيث اجريتم عمليات الهيركت والكابيتال كونترول بأسوأ المعايير ثم ترفعون الدعوات ضد المعترضين!

الملاحظة الثانية هي لهذه السلطة ولا سيما جهازها الأمني، عندما يصل الغضب إلى مستويات قياسية مترافقا مع الفقر والجوع فهل يعود لنصائح الحكماء بالابتعاد عن العنف أي تأثير؟

أليست إجراءاتكم  هذه دعوة صريحة وتشجيعا للشباب الغاضب للقيام بأفعال ثأرية؟ الا يبدو فرنسبنك في هذه الأوضاع وكأنه يستدرج العنف ضده قبل غيره ويلعب دور رأس حربة قد ترتد عليه قبل غيره اذا لم يبادر إلى سحب دعواه بحق الناشطين.حتى هذه اللحظة هذه الانتفاضة يغلب عليها بسبب تركيبتها واهتمامات جمهورها الإصلاحية مسالمة لحد خيالي، فهل ستبقى كذلك عندما تتحول إلى ثورة جياع؟ تذكروا ان لكل فعل ردات فعل وهذا يصح على السلطة واجهزتها وأتباعها كما يصح على المنتفضين، فلا يبالغن احد بأفعاله حفاظا على ما تبقى من بلدنا.

السابق
إنفلات «كورونا» محلياً يُفسد بهجة وزير الصحة..تلويح بإقفال البلد 48 ساعة!
التالي
حوادث سير وإنزلاقات بالجملة..وفاة معاون وجرح 5 اشخاص!