أول تعليق أميركي على خلاف الأسد ومخلوف.. وأسماء تتصدر واجهة المشكلة!

أسماء الأسد

أيام عديدة مرت على رفع رامي مخلوف ابن خال رئيس النظام السوري راية التمرد العلنية على عباءة النظام الذي مكنّه من بناء إمبراطورية اقتصادية اقتطعت أكثر من 60 بالمائة من الاقتصاد السوري، ونظراً لتفاقم الخلاف ودخول أطراف إقليمية ودولية على خط سير المشكلة. أكد الممثل الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري أن الخلاف القائم بين الرئيس السوري بشار الأسد وابن خاله رامي مخلوف مهم كون الأخير يسيطر على الاقتصاد السوري الموازي وحتى الاقتصاد الرسمي.

التعليق الأميركي الأول يظهر الولايات المتحدة كما العادة على أنها طرف مراقب للصراع بعيداً عن المصالح الأمريكية في الشكل السياسي للحكم في سوريا.

وأضاف جيفري في مؤتمر عبر الهاتف أن مخلوف قريب جداً من الأسد و لاعب كبير في الطائفة العلوية التي تحكم في سوريا منذ خمسين عاماً.

تتخذ الولايات المتحدة كعادتها وضع المراقب للوضع السوري وسط غياب ملامح الرؤية الأمريكية لمستقبل سوريا

وقال جيفري “يمكن تفسير هذا الخلاف بطريقتين: الأولى بالقشة التي قصمت ظهر البعير ولا أعتقد ذلك،أتمنى ذلك ولكن ليس الأمر كذلك.” في إشارة بعيدة إلى انهيار فعلي للنظام يتمثل بأقرب أركانه.

وتابع جيفري: “والأمر الثاني هو أن هذا الخلاف مؤشر إضافي كسقوط العملة السورية والصعوبات التي تواجهها الحكومة لإدخال شحنات النفط إلى سوريا وكذلك الصعوبات في تأمين الخبز ومواد أخرى للمحلات التجارية حيث أن النظام يخضع لضغط كبير. وربما هذا هو السبب الذي يجعل الروس مهتمين بشكل أكبر بالحديث معنا من جديد حول إمكانية التوصل إلى تسوية”. وأضاف السفير الأميركي “لم نتوصل إلى أي خلاصة ولكن نرى مقاربة استثنائية لأنها تكشف الغسيل الوسخ لأسوأ الأنظمة في القرن الحادي والعشرين”.

إقرأ أيضاً: أزمة «مخلوف – أسد».. خيارات بشار الصعبة في قضية ابن الخالة!

“الغسيل الوسخ” وهو التعبير المنتشر رمؤخراً للتعبير عن الخلاف في دوائر القرار السيادي في سوريا يبدو أنه استفز جيفري للقول أن “قضية الخلاف مع مخلوف بشكل خاص مهمة جداً لأنني رأيت أن هناك جهداً من قبل الحكومة السورية للرد على الضغط الروسي عبر دعوة النظام لتنظيف منزله والبدء بشخص مثل مخلوف. ورأينا كذلك أخباراً وشائعات تقول إن الروس يدعمون هذا الشخص وقلقون حيال ما يقوم به الأسد”.

تصريح جيفري لا يخرج من إطار الإنذارات الروسية للأسد وكثرة الأنباء القادمة من روسيا عن فك ارتباط الكرملين ببشار الأسد، حيث قال جيفري “لسنا متأكدين من أن الانتقاد الروسي العلني ومن قبل أشخاص قريبين من الرئيس الروسي بوتين للأسد يعكس إرسال إشارات لنا أو للأسد نفسه أو لمساعدة روسيا على بيع سوريا لبعض الدول مثل دول أميركا اللاتينية وأوروبا والشرق الأوسط لإعطاء سوريا اعترافاً دبلوماسياً وقبولاً دولياً لتأمين عشرات المليارات من الدولارات لإعادة الإعمار. ما زلنا نسعى لمعرفة خلفية هذا الانتقاد”.

دور أسماء الأسد

رغم ورود اسم أسماء الأسد في الكثير من وسائل الإعلام وخاصة الروسية على أنها تحاول إعادة تلميع صورة النظام، وملامح الخلاف المتزايد بينها وبين رامي مخلوف والذي كان نتيجته السيطرة على جمعية “البستان” الخيرية وسلب إدارتها من يد مخلوف.

خلاف رامي وأسماء ظهر للسطح خريف العام الفائت بعد الحجز على حسابات رامي وشركات تابعة له

إلا أن أسماء تتحرك هذه الفترة في الخفاء ليأتِ الرد الوحيد على مخلوف من قبل السلطة ببيان من وزارة الاتصالات يطالب بدفع المبالغ المطلوبة من رامي بشكل كامل لأنها مستحقة الدفع بحسب البيان.

في حين أشارت مصادر في المعارضة السورية أن خطة أسماء الحالية هي جمع أكبر عدد من مليارات الليرات استعداداً لأي مشروع خارجي ينهي وجود عائلة آل الأسد في الحكم، وما يحدث هو ليس إلا عملية تقاسم الأموال التي نهبها آل الأسد وهي متنازعة فيما بينهم.

جاءت التطورات المتلاحقة مع دخول الإعلام الإسرائيلي على خط الخلاف حيث نشر حساب إيدي كوهين تغريدات عن وكالة إسرائيلية أشارت إلى اتفاق أمريكي روسي على إقالة الأسد وأن القرار جرى اتخاذه بموافقة تركية مقابل وقف توغلها في الداخل السوري.

فما الذي تحمله الأيام المقبلة في الخلاف الأشهر بتاريخ حكم بشار الأسد، وهو ما قد ينهي صفحة وجود آل الأسد المستبدين في السلطة.

السابق
تلفزيون المستقبل والنفس الأخير!
التالي
عداد «كورونا» يرتفع مجددا في لبنان.. كم بلغ عدد الحالات اليوم؟