يبدو أن فيروس كورونا ليس كما نعتقد فهو ليس مرضا تنفسيا فقط، إذ أبلغ الأطباء أن معظم مرضى فيروس كورونا كانوا يموتون من جلطات دموية غامضة في المستشفيات الأمريكية.
وبحسب ما قاله طبيب يعمل ضمن فريق وحدة العناية المركزة بجامعة إيموري في أتلانتا بولاية جوورجيا الأمريكية، فإن مريضاً يعاني من مشكلة غريبة في الدم على الرغم من تلقيه مضادات للتخثر، إلا أن الجلطات لا تزال تتطور في أجزاء مختلفة من جسمه، وسرعان ما توالت أخبار عن حالات مماثلة أخرى.
وقال الدكتور “كريج كوبرسميث” جرّاح الرعاية الحرجة من مستشفى جامعة إيموري، أن نسبة المرضى الذين كانوا يعانون من مشكلة الجلطات الدموية أصبحت تصل من 20% الى 40% وهذا ما أشعرهم بالقلق.
ووفقاً الى التقارير المبكرة يعتبر فيروس كورونا “كوفيد-19” هو فيروس تنفسي قياسي متنوع حتى وأنه معدياً وقاتلاً وبدون لقاح ولا علاج، لكن الأطباء أصبحوا مقتنعين أن هجمات هذا الفيروس ليست فقط على الرئتين إنما أيضاً على الدماغ والقلب والأمعاء والكلى والكبد.
لذلك مع إرتفاع عدد الحالات المؤكدة لفيروس كورونا الى ما يزيد عن 2.2 مليون حالة على مستوى العالم وتجاوز عدد الوفيات الـ150 ألف شخص، يعمل الأطباء وعلماء الأمراض بشكلٍ مكثّف لفهم الضرر الذي أحدثه هذا الفيروس المستجد أثناء مروره عبر الجسم.
اقرأ أيضاً: معدن لا يعيش فيروس كورونا على سطحه.. تعرّف عليه!
وبحسب اختصاصي أمراض القلب “هارلان كرومهولز” من جامعة بيل الأمريكية ومستشفى بيل-نيو هافن، أنه يمكن للفيروس مهاجمة أي شيء في الجسم مع عواقب مدمرة، وأن الجلطات يمكن أن تكون مسؤولة عن وفاة عدد كبير من المرضى حتى بعد التعافي الواضح والخروج من المستشفى.
ووفقاً للأدلة ايضا، فان فيروس كورونا قد يهاجم الأوعية الدموية ويسبب جلطات ينتج عنها نوبة قلبية أو إنسداد رئوي لدى المرضى، على الرغم من علاجات مميعات الدم لمنع التجلط.
وقد تم العثور على هذه الجلطات في مواقع متعددة في الأجسام البشرية، كجلطات الدم في الساقين، والجلطات الصغيرة في جميع أنحاء الرئتين، وكذلك الصمات الرئوية الكبيرة.
وبحسب ما قاله الدكتور “روبرت بونو” أستاذ أمراض القلب في جامعة “نورث وسترن”، بأن فيروس كورونا “كوفيد-19” يحتوي على مسامير خارجية من غلافه يهاجم به القلب والأعضاء الأخرى، وهذه المسامير هي بروتينات صغيرة تقوم بالبحث عن مستقبلات على الخلايا لكي تتعلق بها.
ومن هذه المستقبلات هي الرئتين، لكن تلك المستقبلات نفسها تجلس أيضاً على الأوعية الدموية، وبالتالي فإن الجزيئات الفيروسية يمكن أن تلحق ضرراً كبيراً بعضلة القلب، كما يمكن أن تؤدي الى حالات فرط التجلط ما يسبب الجلطات الدموية التي تؤدي بدورها الى نوبات قلبية.
والجدير بالذكر، أن أول دليل على أن الفيروس يشكل خطراً على الأوعية الدموية جاء من الصين، حيث أظهر حوالي 20% من 416 مريضاً بالفيروس المستجد في المستشفى علامات على تلف القلب.
ومن المحتمل أن تكون الوفيات التي سببتها كورونا مرتبطة بالجلطات، إضافة الى المشاكل التنفسية.
