أنطوان كريم لـ«جنوبية»: السلطة استغلت كورونا للترهيب وخنق الشارع

انطوان كريم
أستاذ جامعيّ في جامعة سيدة اللويزة (NDU)، ورئيس الهيئة الإدارية في "الجبهة المدنيّة" التابعة للحراك، إبن كسروان، الناشط في الحراك العميد أنطوان كريم.

مع عودة الحراك بقوة إلى الساحات بسبب الأزمة الإقتصادية الخانقة، يؤكد الناشط أنطوان كريم لـ”جنوبية”: “إن أية أزمة تحصل في البلد سببها سياسي، وبرأيي إن السياسة السيئة تنعكس على الإقتصاد، والإجتماع، والتربية، مما يولّد الأزمات”. ويتابع، كريم، بالقول، “أما السياسة الصحيحة التي هدفها مصلحة البلد ومصلحة الناس، فإنها تنعكس إيجابا على كل القطاعات. فالسياسة السليمة تؤّمن الإستقرار والأمن للبلد، وهذان الوضعان يولّدان الثقة لدى المستثمرين، ويستجلبان الأموال إلى البلد، والأموال تخلق الوظائف، فيتحسّن الوضع الإقتصادي والصحي والتربوي”. وبرأيه “نزل المتظاهرون إلى الشارع بسبب الجوع، لكن من سبّب هذه الضائقة هي السياسة التي استمرت على مدى سنوات، وسببت البطالة والجوع في هذا البلد، مما دفع إلى الإنفجار، وإذا أخذناها فقط من الناحية الإقتصادية فنكون بذلك قد إجتزأنا منها، بينما السياق العام هو أن السياسة انتجت اقتصاد قد أَفقَرَ البلد وجوَّعَ الناس”.

اقرأ أيضاً: الثورة تهب مرتين على حكومة.. «غاشمة وغشيمة»!

المطلوب سياسة سليمة

وينبّه إلى أن توّجه شباب الحراك باتجاه المصارف ومواجهة الجيش، بالقول “لا يمكن حصر الفساد الذي وصلنا إليه بالمصارف لوحدها، ولا بجهة دون أخرى. طبعا المصارف أساءت التصرف، لكن هناك جهات غطتها، وكان هناك سياسيين يغطونها، لذا لا هي تتحمل وحدها المسؤولية، بل ذلك هو نتيجة السياسات الخاطئة   والتغطيات الخاطئة”. ويعتبر أن “التوّجه إلى المصارف وتوجيه الأنظار إليها على أنها مصدر البلاء، ومصدر الفقر والمشاكل هو موقف مجتزء وليس بصحيح. لذا أقول إن الإصلاح في الاطار السياسي يؤدي إلى إصلاح في الجانب الإقتصادي، وينعكس على الوضع الإجتماعي، وغير ذلك نكون قد رقعنا الثقب ترقيعاً”.

أية أزمة تحصل في البلد سببها سياسي

إنما الإصلاح سياسيّ

ويضيف “هذه المصارف رغم كل شيء لا زالوا يخدمون الناس. فهل إن ضربهم يدفع الوضع إلى المرحلة الأسوأ بالنسبة لحياة الناس، ونحمّل بذلك المصارف المسؤولية كاملة. لذا أنا ضده. ونحن بلّغنا مجموعاتنا ألا يشاركوا بهذا النوع من الأعمال، التي تستهدف فقط المصارف أو المواجهة مع الجيش الذي نعتبره المرجع الشرعيّ، وخشبة الخلاص، والعمود الفقري لإنقاذ البلد. إذ لا نيّة للمواجهة معه، لكن بعض العناصر، ولأهداف خاصة أو سياسيّة يعتدي على المتظاهرين، ويستجلبون ردة فعل لا أحد يريدها، لا المتظاهرون ولا أحد يريد المواجهة مع المؤسسة العسكرية، لأنه مطلب أكثر من جهة سياسية لتتم السيطرة على البلد”.

السلطة استفادت من كورونا

ويستدرك الناشط كريم إن “السلطة إستفادت من الكورونا كثيرا، فخّوفت الناس وحجزتها في البيوت، ومنعتها من النزول إلى الشارع، واستفادت أيضا من خلال ازالة الخيم، لإيهام الناس أنها ضربت الحراك. وهذا غير صحيح، لأنه في أول مناسبة نزلت الناس وتحدّت الكورونا رغم الشروط الصحيّة. وقد نزل المواطنون بسبب الضائقة الإقتصادية والجوع والغلاء”. ويتابع “نعم السلطات استفادت إعلاميّا، وهي لا تزال مستفيدة حتى اليوم، طالما أن الكورونا موجودة، مما يمدد بعمرهذه الحكومة، ويحاولون إلهاء الناس، ولكن المواطن تحدّى السلطة والحكومة ونزل إلى الشارع”. ويعتبر أن “من تسميّ نفسها اليوم معارضة، لطالما كانت مشتركة في السلطة على مدى 30 سنة بطريقة أو بأخرى. وهي اليوم باتت خارج السلطة لخلاف أركانها مع السلطة الموجودة حاليّاً، ربما لأن حصصهم قلّت، أو لأنه لم يعد يتخذ برأيهم بعين الاعتبار”.

السلطات استفادت اعلاميّا من الكورونا

اقرأ أيضاً: محمد ديب عثمان لـ«جنوبية»: «ثورة الجياع» تحتل الشارع

شريكة بالفساد

ويختم “برأييّ هؤلاء ليسوا بمعارضة كسرعظم، بل هم تحت عنوان “إذا راعيتم مصالحيّ وطلباتي وحصتيّ باللعبة، لا أعود معارضة”. وهذا الكلام يشوّش على الحَراك، لأنه ما هي علاقته بالمعارضة التي لطالما كانت شريكة السلطة بالفساد السياسي، والتي لها أهدافها وشعارها “كلّن يعني كلّن” لا يستثني أحد، وبرأيي سواء تحت اسم معارضة أو موالاة، فهم يدخلون جميعا تحت شعارنا المعروف “كلّن يعني كلّن””.

السابق
4 حالات «كورونا» في مستشفى رفيق الحريري.. هذا ما جاء في التقرير اليومي!
التالي
بشرى سارة للطلاب.. هذا ما اقترحه وزير التربية على مجلس الوزراء!