محمد ديب عثمان لـ«جنوبية»: «ثورة الجياع» تحتل الشارع

محمد ديب
باحث وكاتب سياسي شاب، من ركائز ثورة 17 تشرين، متفائل بمستقبل الحراك، يحمل همّ البقاعيين، يطلق إسم "ثورة الجياع" على الإنتفاضة، هو الناشط محمد ديب عثمان.

عن سبب عودة الحراك إلى نشاطه السابق وبقوة، يقول محمد ديب عثمان، لـ”جنوبية”: “من وجهة نظري كباحث سياسيّ وناشط في الثورة، منذ انطلاقتها، أرى أن الشعب اللبناني لم يعد لديه ما يخسره، فعندما انتفضت الناس فهي انتفضت على الجوع والذل والفقر، وعلى الوضعين الإقتصادي والإجتماعي، ولم يكن هناك أيّ قرار سياسي خلفه، رغم محاولة البعض تسييس الحراك وشيطنته من خلال القول إنه ناتج عن عمالة، إضافة إلى إلصاق كل الصفات البشعة بالحراك”. ويضيف “إنها انتفاضة شعبية غير مرتبطة بأحد، انتفاضة جوع وفقر وشعب مقهور، شعب لم يجد وطنا يأويه”.ويتابع شرحه، بالقول “بدأت وطأة الإنتفاضة تخّف مع بداية الشتاء، ومن خلال تكليف حسان دياب بتشكيل الحكومة، فأصبح الشارع اللبناني المنتفض منقسماّ بشكل عامودي، وبدأ الإنقسام بالإتضاح، فكان هناك فريق سياسي يقول إننا مع اعطاء فرصة لحكومة حسان دياب كونه رجلا لم يَغُصْ في فساد السلطة شخصيّا. وفريق آخر كان يرفضه كليّا، ويعتبره جزءًا من المنظومة الحاكمة أيّ الفريق الذي أتى به إلى الحكومة، الذي هو جزء من منظومة الفساد منذ العام 1992، وهو الذي يتحكّم بمفاصل الدولة كاملة”.

اقرأ أيضاً: السلطة البائسة «تؤدب» حارسة الثورة.. «عسكريا»!

حكومة فائض القوّة

ويلفت إلى أن “الحراك هَمَدَ في هذه الفترة وصولاً إلى جائحة كورونا، حيث بدأ بالتراجع، حتى أعلنت السلطة السياسية التعبئة العامة، ومنعت الناس من النزول إلى الشارع وصولا إلى هذه الفترة، حيث كان الدولار يتصاعد وبشكل جنونيّ، وبقرارات سياسية واضحة من الأفرقاء، وكان حسان دياب يجلس غير قادر على فعل شيء، ونحن كنا نعتبره حجر شطرنج بيد هذه القوى السياسية التي أتت به، ومعروف من أتى به من القوى السياسية المعروفة بفائض القوة لديها، مما جعلها تشكّل الحكومة دون أخذ العِبر. في هذه الفترة كان الدولار يتصاعد بشكل جنونيّ وهستيريّ، وكان الشعب بحاجة لـ”نفضة”، إلى أن وصلت الكورونا إلى مراحلها الأخيرة، ووصل الدولار إلى الـ4000 ليرة، أما المواد الغذائية فصارت أسعارها خياليّة، ولم يعد المواطن قادرا على شراء الحليب لأطفاله، ورغيف الخبز أصبح عبئا على المواطن، ووصلنا إلى  القمة بالمجاعة”.

اضطر الشعب للعودة إلى الساحات من باب الجوع

إلى الساحات مُجدداً

ويردف بالقول ” اضطر الشعب لأن يعود إلى الساحات من الباب الذي بدأت به الثورة، من باب الجوع والموت على أبواب المستشفيات، ومن باب الفقر والذل والحرمان، حيث إضّطر الشعب من أجل إطعام أطفاله أن ينزل إلى الشارع.  ويضيف:” وتجددت الثورة منذ أيام مع أنها لم تنتهِ أبداً. وحصلت مناوشات بالشارع، وخلافات بين المتظاهرين، وبعض القوى الأمنيّة. لكننا نرفض أن ندخل في متاهة مع القوى الأمنيّة، والتي من الممكن أن يكون هناك طرفاً ثالثاً، وطابوراً خامساً، يخدم السلطة مئة بالمئة. ولكن بسبب وجع الناس لم نعد قادرين على تهدئته، فالناس كفرت، والشارع أفلت من أيدينا كناشطين وكباحثين وسياسيين، وككتّاب، وكرموز من ثورة 17 تشرين، فالشارع اليوم بيد الجياع. إنها ثورة الجياع. ولكن إذا كان هناك طابور خامس فهو محسوب على السلطة السياسية التي تريد افشال تحركاتنا، ونحن نرفض أيّ مسّ بالجيش اللبناني، لأننا نعتبره القوة الشرعية الوحيدة التي تحميّ هذا الوطن”.

ثورتنا سلميّة

ويقول رداً على سؤال “هناك فئة من  ثوار17 تشرين توجهت بعمليات غير سلمية نحو المصارف، وأنا أقول فلتكن ثورتنا سلميّة، لأن ثورة 17 تشرين هي التي اعطت نتيجة، وهي التي اسقطت حكومة سعد الحريري التي كانت مُشكّلة من كل أطياف السلطة، وهي التي شكّلت حكومة من لون سياسي واحد، لكنها تضم وجوهاً نكّن للبعض منها الإحترام. وندعو كل الأفرقاء السياسيين لمراجعة حساباتهم، وليعرفوا أن الناس في الشارع رافضة لهم ولتاريخهم، ولتاريخ فسادهم وهيمنتهم على السلطة، ولتاريخ وجودهم في سلطة حاقدة وفاسدة وغير شرعية لأنها لا تحترم شعبها أبداً، وأن نتابع ثورتنا في سلميّتنا”.

البلد إلى شفير الإفلاس

ويشدد على أنه “قد يكون هناك بعض الأحزاب السياسية داخل السلطة تريد توجيه بعض الثوار وتدفعهم بشكل غير مباشرإلى حاكميّة مصرف لبنان، وتتهمه بشكل مباشر إنه هو الوحيد المسؤول عن الفساد، وعن الإفلاس، ونحن نحمل مع سلميّة الانتفاضة ونحمّل حاكميّة مصرف لبنان المسؤولية، ولكنه ليس وحيداً إنما نعتبره موظفاً في سلطة حاكمة فاسدة، هو مهندس مالي، ويتحمّل جزءً كبيراً من المسؤولية، وسياسات جمعية المصارف التي تتحمل المسؤولية والاقتصاد الريعي. ولكن من يتحمّل المسؤولية الأكبرهي الطبقة السياسية “6 و6 مكرر”، والتي تكونت منذ اتفاق الطائف حتى اليوم، والزبائنية والمحسوبية، والطائفية، والمحاصصة الضيقة والنتنة، والتي أوصلت البلد إلى شفير الإفلاس، والبلد اليوم بحاجة إلى انتفاضة، والبلد لم يعد قادرا على تحمّل التسلط، وهذه السلطة، التي يجب أن تزول وأن نقتلعها”.

اقرأ أيضاً: ليالي طرابلس الحزينة تستعيد الثورة اللبنانية!

 الانتفاضة الشعبية غير مرتبطة بأحد

المطلوب إصلاحات

ويختم عثمان بالقول ” ستنزل إلى الشارع  كل القوى الثورية، وكل الشباب في 17 تشرين اليوم في الأول من أيار، وهو يوم عيد العمال، ويوم الرمز، والذي سنبدأ به باستعادة ثورتنا، وبكل ما ضاع منّا في 17 تشرين، ولنطالب بانتخابات نيابية مبكرة، وبإسقاط حكومة دياب، وبحكومة تكنوقراط، وبحكومة استثنائية، ولنطالب بالإصلاحات، وبمحاسبة اللصوص، وبمال الشعب وحقوقه، وبالعودة إلى الساحات، وباقتلاع هذه السلطة من جذورها”.

السابق
ارتفاع عداد «كورونا» في لبنان: 4 اصابات جديدة.. ماذا عن الوفيات؟
التالي
بالصورة.. هذا ما فعلته مصارف صيدا للتصدي للحجارة والمولوتوف!