هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية لليوم 30/04/2020

مقدمات نشرات الاخبار في التلفزيونات اللبناني

* مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون لبنان”

بارك رئيس الحكومة حسان دياب للبنانيين إقرار مجلس الوزراء بإجماع الأعضاء الخطة المالية الإقتصادية ووصف رئيس الجمهورية ميشال عون هذا اليوم بالتاريخي في وقت أعلن رؤساء الحكومات السابقون أنهم سيؤيدون الخطة إذا تبين أنها ناجحة ودعوا الحكومة الى التوجه الى صندوق النقد الدولي .

وبرز الالتقاء بين الحكومة ورؤساء الحكومات السابقين على رفض أعمال الشغب أثناء التعبير عن الرأي بالتوازي رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط قال :في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ البلاد وفي أوج الأزمة الاقتصادية والمعيشية وبالرغم من التخبط الحكومي يبقى الجيش الملاذ الأول والاخير للاستقرار وأي تعرض له من أية جهة كانت ممنوع ومدان .

وفيما هدد الرئيس سعد الحريري بإسقاط الحكومة إذا لم تنجح في الخطة المعلنة أكد الرئيس دياب أننا سنجتاز الأزمة من خلال الخطة التي هي خارطة طريق للتصحيح المالي والإقتصادي وأوضح رئيس الحكومة أن الخطة تستند الى ستة مكونات مالية ومصرفية ونقدية وإقتصادية وإنمائية وإجتماعية مهيبا باللبنانيين المقيمين التكاتف والمغتربين الوقوف الى جانب وطنهم وشدد الرئيس دياب على إعادة الهيكلة للمؤسسات المالية والمصرفية.

مجلس الوزراء الذي انعقد في القصر الجمهوري واقر الخطة لم يستغرق الكثير من الوقت لإنجازها منذ السادس من نيسان وحتى اليوم وقد برز تعليق المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيتش قائلا لقد خطت الحكومة خطوة مهمة نحو الإصلاحات ومعالجة الأزمة المصيرية الراهنة عبر إقرار خطتها الإصلاحية والآن على القوى السياسية والمجتمع المدني إبداء رأيهم في الخط ما يمهد الطريق للمفاوضات مع صندوق النقد الدولي وسائر الشركاء الدوليين.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “ان بي ان”

اليوم هو يوم الخطة الاقتصادية بامتياز… أخيرا عبرت ممر مجلس الوزراء فوضع إقرارها القطار على السكة بحسب رئيس الحكومة حسان دياب الذي وجه كلمة إلى اللبنانيين أعلن خلالها إنتهاء مرحلة التخبط في سياسات مالية أوصلت البلد إلى حالة الإنهيار الحالية مشيرا إلى المضي في طلب برنامج مع صندوق النقد الدولي.

وبرأي رئيس الجمهورية ميشال عون فإن اليوم هو يوم تاريخي للبنان لأنه للمرة الأولى تقر خطة اقتصادية مالية بعدما كاد عدم التخطيط يودي بالبلد إلى الخراب.
أما الثابت لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري فهو إن الخطة يجب أن تقترن بإجراءات سريعة تحقق الأمن الاجتماعي وتخفف من وطأة الجوع.

قبل أن يلتئم مجلس الوزراء في قصر بعبدا كانت ما تزال ثمة نقاط عالقة أهمها اثنتان: تحرير سعر الصرف واقتطاع نسبة من الودائع المصرفية على أن يعوض على أصحابها بتملك أسهم في المصارف.

المجلس أرجأ الموضوع الأول أما بالنسبة للثاني فقد ترك إجراء التملك اختياريا وليس إلزاميا.

في قاعة مجلس الوزراء ترددت إصداء ليلة أخرى من ليالي التصعيد في الشارع كرر خلالها المحتجون إستهداف عناصر الجيش اللبناني وفروع المصارف وخصوصا في طرابلس وصيدا وسط مخاوف من جنوح هذا التصعيد نحو مطبات أمنية.

هذه المخاوف عززها كلام رئيس الحكومة عن أن ما يجري في الشارع ليس بريئا وأن ثمة جهات معروفة تحاول التحريض واصفا محاولة وضع الناس ضد الجيش بأنها مؤشرات إلى خطة خبيثة.

في مقابل كل ما تقدم سجل موقف للرئيس سعد الحريري دعا خلاله الحكومة إلى التفاوض مع صندوق النقد بشفافية لافتا إلى إمكانية الإقدام على هذا الأمر إذا كان يريح البلد وهو ما كان سيقوم به لكن وفي حال فشلت الحكومة فإن الحريري مع إسقاطها وبشكل شنيع على حد قوله مع إشارته إلى أن من في الشارع ليسوا جمهور سعد أو رفيق الحريري.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “أم تي في”

رئيس الجمهورية اعتبر أن إقرار مجلس الوزراء الخطة المالية هو يوم تاريخي، وكذلك فعل رئيس الحكومة.

نحن نصدق الرجلين ونبصم، لكن استخدام هذا التوصيف يبقى حمال أوجه، إذ ان التاريخ يعني الماضي السحيق والموت ، كما يعني التأسيس لمستقبل واعد سيسجل للعهد والحكومة في التاريخ، لكن على ما يبدو فإن الحكومة والعهد اختارا الشق الأسود من التاريخ.

فما ظهر في سطور الخطة المالية لا يجيب عن الأسئلة الوجودية المطروحة محليا ودوليا فقط، بل يؤسس لتغيير هوية لبنان الاقتصادية والمالية ولفرض نظام عيش جديد لا يشبه اللبنانيين بل يستنسخ الأنماط الإقتصادية والمالية البوليسية.

باختصار إن لبنان وبعدما سلب سيادته على ارضه واختطفت سياسته الخارجية، ها هو يستعد للدخول مكبلا الى سجن التأميم، فيما يعرف القاصي والداني أن ازدهار لبنان قام بدءا من الخمسينيات على السرية المصرفية التي جلبت الملايين الى خزائن الدولة ومصارفها، كما قام على الأموال الوافدة من الدول العربية التي أممت اقتصاداتها واضطهدت شعوبها.

فبمجرد النظر الى بعض بنود الخطة نرى توجها واضحا الى معاقبة المستثمرين والمودعين الذين على اكتافهم تتحرك عجلة الاقتصاد .

والى جانب التوجه الانقلابي ، يسود التردد سطور الخطة، فتحرير سعر الصرف لم يحسم بعد ، و استبعاد الهيركات والإبقاء على “البايل إن” الإختياري بصيغته الحالية ، أراحا المصارف ولم يرحا المودعين ، وبالطبع لم يرحا الشعب الذي ليس له في المصارف وقد إلتهم الدين امكاناته .

والمقلق في روحية الخطة أن جل ما تسعى اليه ، هو التأسيس لبداية تفاوض مع حملة اليوروبوندز، كما وصفها يان كوبيتش ممثل الأمم المتحدة في لبنان.

والاختبار الأصعب أمام الخطة وواضعيها يكمن في ما إذا كانت ستعجب صندوق النقد والدول المانحة ، والأهم الأهم أن تعجب الناس الذين يقاتلون الجوع ويساجلونه ببطون وجيوب فارغة .

في المحصلة، الحق بالتشكيك في الخطة مشروع ، طالما العهد والحكومة لم يرقـعا قعر الدولة ولم يقطعا دابـر الفساد ويحررا القضاء ، ويطلقا عجلة الإنتاج و يعيدا ثقة العرب والعالم بلبنان ، والظاهر أن لا نية صريحة في ذلك حتى الساعة رغم كثرة الكلام والوعود و عجقة إقرار القوانين ذات الصلة في الحكومة والمجلس النيابي .

في السياق سجلت هجمة غير مسبوقة لرؤساء الوزراء السابقين على العهد وحكومته ، أتبعها الرئيس الحريري بدردشة نارية غير مسبوقة صوب فيها على الجهتين والنائب جبران باسيل ، ما سيؤسس لمرحلة متوترة لم تعرف خريطة طريقها وما إذا كانت ستستقطب حلفاء من غير السنة .

توازيا ، قلق كبير يكتنف الثورة الشعبية المتجددة بفعل ما تتعرض له من إختراقات غير بريئة ، معروف من يوجه الزعران ومن يحركهم ، والغايات مكشوفة : إغراق الثورة النظيفة والجيش في مواجهة لتشويه سمعة الأولى وكسر الثانية ، والحاجة ملحة للجانبين لكشف المرتكبين كائنا من كانوا ، حماية للجهتين حماهما الله.

* مقدمة نشرة اخبتار تلفزيون “او تي في “

إما أن تنجح حكومة الرئيس حسان دياب، أو أن يكون اللبنانيون على موعد جديد مع تجارب فاشلة، استيقظ أصحابها اليوم، بعد اقرار الخطة الإنقاذية في بعبدا، مطلقين على جري العادة، معارك استباقية، عناوينها كبيرة، لكن أهدافها صغيرة جدا، لا تتجاوز على الأرجح محاولة النفاذ من أي مسائلة محتملة عن تشنيع ارتكب في حق اللبنانيين على مدى ثلاثين عاما… ولكن، “فشر”.

“فشر على رقبة” أي كان، أن يحرم اللبنانيين فرصة الخلاص، ويغرق بارتكاباته المتجددة، قارب النجاة الوحيد المتاح امام الناس للخروج من النفق.

تخيلوا مثلا ماذا يمكن أن يحصل إذا سقطت حكومة حسان دياب… إسألوا أنفسكم ما هو البديل؟ وماذا سيحل باللبنانيين عندها، اقتصاديا وماليا ومعيشيا، وحتى صحيا، في ظل مخاطر كورونا التي لم تنته فصولا بعد؟

المحرضون على الأرجح سيركبون أول طائرة من طائراتهم الخاصة الكثيرة، وينتقلون إلى قصورهم خارج لبنان، أو إذا استحوا، سيتحصنون في تلك التي بنوها من اموال اللبنانيين على ارض الوطن.

اما اللبنانيون الذين يصارعون المعاناة، والذين يكرر البعض محاولة استخدام صرختهم المحقة حطبا لحرق ما تبقى، فوحدهم سيبقون في الساحات والشوارع… ووحدهم سيحصدون المأساة.

في 30 نيسان 2020، الناس أمام خيار من اثنين: إما أن يحولوا هذا اليوم نقطة مضيئة، ومنطلقا للتحول نحو لبنان الجديد، كما تحدث رئيس الحكومة ، او ان يجعلوا منه نقطة مظلمة، يتسارع بعدها الانحدار نحو المجهول… عشية عيد عمال يتبارى البعض في التصريح تضامنا معهم، وتفهما لأوضاعهم الصعبة، متجاهلين انهم لم يقدموا لهم بعد عقود طويلة في السلطة، الا دولة مفلسة، ووطنا في خطر.

اليوم، نوه رئيس الجمهورية بأهمية اقرار مجلس الوزراء للخطة الاقتصادية – المالية التي أعدت لأول مرة، بعدما كاد عدم التخطيط والاحجام عن استشراف المستقبل ان يصلا بالوضع الى خراب لا عودة عنه.

أما الرئيس حسان دياب، فشرح أننا اليوم أمام مفترق مهم وتاريخي، وصدقوني، قال رئيس الحكومة، لا يمكننا أن ندير ظهرنا لوطننا، ولا يمكننا أن نتخلى عنه، فلبنان يحتاج اليوم إلى كل جهد، وكل دعم، وكل مساعدة.

في كل الاحوال، لا لزوم لكبير عناء: فلنتذكر جميع وجوههم، ولنسترجع كل تاريخهم، ولنستعد غالبية تصريحاتهم ووعودهم، ولننظر من حولنا لندرك هول جرائمهم، فمن ثمارهم نعرفهم… نعرف الذين ينبغي أن نسقطهم كشعب، بشناعة، والذين يمكن ان نمنحهم كمواطنين، فرصة إخراجنا من شناعات عمرها من عمر البعض في حقل السياسة والعمل العام.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “المنار”

هل صدفة انه كلما خطت الحكومة خطوة في مسار تصويب الانحراف الذي جعل البلاد تلامس الخراب، صوب عليها المصابون بانهيار سياسي وعصبي كل انواع الحراب؟

لكن الحكومة ماضية وباصرار على استنقاذ البلاد من الانهيار كما أكد رئيسها حسان دياب وهو يعلن للبنانيين اقرار الحكومة لخطتها الاصلاحية بل لخارطة طريق اقتصادية.

خطة ستضع لبنان على المسار الصحيح نحو الانقاذ المالي والاقتصادي، تعتمد على مكونات رئيسية :

مالية واقتصادية ومصرفية ونقدية، ومعها الحماية الاجتماعية والتنموية. ناقشتها الحكومة مع الخبراء الماليين والاقتصاديين، والنقابات وممثلي مختلف القطاعات، وبنتها بواقعية على اساس ارقام حقيقية لا غب الطلب.

خطة ستحملها الحكومة وتمضي في طلب برنامج مع صندوق النقد الدولي ، وستضفي طابعا رسميا على مفاوضاتها مع الدائنين لسندات اليوروبوندز، وستقدمها رؤية لطريقة التعافي الاقتصادي الى اصدقاء لبنان الدوليين، وللمستثمرين في الداخل والخارج..

اما للمستثمرين باوجاع الناس فقد رد عليهم الرئيس دياب انه لا يمكن لعاقل أن يمس بوجع الناس، كما انه لا يمكن لاي عاقل ان يعتبر التخريب الذي تشهده البلاد الا رسائل داخلية..

هي حكومة من خارج المألوف كما قال رئيسها، تتبع ما ليس مألوفا في طريقة معالجة الازمة التي ليست ظرفا عابرا، بل مجموعة أثقلت على البلد احماله وهمومه، فوجدت الحكومة نفسها تواجه فسادا هو عبارة عن دولة داخل الدولة وبات متجذرا في شرايينها..

فضخت خطتها في شرايين البلد النازفة اقتصاديا واجتماعيا شيئا من امل الانقاذ وتصويب المسار، وهي ستقارب قطاع الكهرباء برؤية اصلاحية، ونظام نهاية الخدمة، والضرائب العادلة والتصاعدية.

خطة تهدف الى حماية اموال المودعين وتقوية المصارف واعادة هيكلتها، على ان يعيد البنك المركزي التركيز على عمله الاساسي، اي حماية الاستقرار الاقتصادي والمالي والنقدي.

خطة مبنية على التعاون والتكافل بين الدولة وابنائها المقيمين والمغتربين، فهل ستستطيع اختراق حقول الالغام اللبنانية السياسية والعصبية والمناطقية والانفعالية؟ وهل ستتمكن من التغلب على المخالب الخارجية؟

لن يكون الطريق سهلا كما قال الرئيس دياب، وما على اللبنانيين سوى الركون الى تصميمه وتفاؤله اللذين وعد بهما..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “الجديد”

من ركام مهلة المئة يوم المصابة بالكورونا واهتزاز الشارع خرجت الحكومة بخطة اقتصادية عدها رئيسا الجمهورية والحكومة إنجازا للتاريخ، وإن كانت فرحتها متكئة على صندوق نقد دولي سيتوجه إليه لبنان ضمن مفاوضات سوف تحتاج من ستة الى تسعة أشهر قبل أن تتم الولادة القيصرية، احتفت الحكومة بالتلقيح الصناعي من الخارج وأقرت برنامج عمل تركت دولاره بلا تحرير رسمي، وإن كانت الخطة قد لحظت لدى توزيعها سعر ثلاثة آلاف وخمسمئة ليرة تقديريا.

والرئيس حسان دياب الذي أطل مزهوا بما أنجزته حكومته تعمد تجاهل الرد على كل ما سبقه وأحاط به من هجوم سياسي، فهو لم يسدد في ملعب حاكم مصرف لبنان ولم يواجه نادي رؤساء الحكومات السابقين، لكنه تطلع إلى أيام الحساب غدا وأعلن أن استعادة الأموال المنهوبة ستحظى بحيز مهم من عمل الحكومة للتعويض على اللبنانين الجريمة التي ارتكبت في حقهم، وباصرار دياب على إطلاقه الحرب ضد الفاسدين وإعلانه أن الفساد كان دولة داخل الدولة ولا تزال له مؤسساته، فإن هذا المسعى وحده كان كفيلا استخراج ” العفاريت الزرق ” من باطن الرئيس سعد الحريري الذي جاهد وغالب نفسه واضطر الى الاجتماع بالرؤساء ميقاتي والسنيورة وسلام مرتين متتاليتين في أقل من ثلاثة أيام.

وبينما كان دياب يتحدث بلغة رجال الدولة والكلام الوازن والمرقوم والمستند الى خطة، ذهب الحريري الى اعتماد كلام من فوق السطوح متوجها الى رئيس التيار الوطني الحر بالقول :خلص اذا طالعين الاحكام مننزل عالضريح مناخد الشهيد الحريري ورفاقه ونمر على جبران تويني ونصعد مباشرة الى رومية ومنسلم البلد لجبران باسيل بس فشر على رقبته يحبس العالم.

وفي الدردشة فإن الحريري صور باسيل صاحب ولاية اعتمد التقليل مجددا من دور حسان دياب، عين بري زعميا لجبهة المعارضة ومرشدا لها، أقام ربط نزاع مع حزب الله بإعلانه أن الحزب غير موافق في أغلب الوقت على أفعال جبران، أما وليد جنبلاط فأبقاه الحريري في المنتصف لأن زعيم التقدمي لم يوافق على الدخول في أحلاف لعدم الضمانة.

وبهذا الرسم السياسي كان الحريري قلقا من المحاسبة لكن مم يتوجس زعيم المتسقبل إذا كانت حكومته لم ترتكب المعاصي ؟ لماذا يلجأ الى الاحتماء بنادي الرؤساء السابقين لإعلاء الصوت وقرع الطبول على البلد ونظامه الاقتصادي الحر، وعلى الطائف والانقلاب وانهيار لبنان وغيرها من العبارات ذات التهويل، فإن كنت على حق لن يسجنك أحد لا بل إن الفريق الذي تشكوه اليوم هو نفسه من حررك من سجنك في السعودية عندما عانيت أسوأ المراحل، وباعتقالك اعتبر لبنان أن موقع رئاسة الحكومة قد اهتز أيضا فحارب من أجل استردادك على أمل أن ” تبق البحصة ” يوما ما ولم تفعل لتاريخه.

فإذا كان تيار المستقبل اليوم بريئا من دم هذا الصديق في الحرب على الفساد يخرج بسجل عدلي سياسي لا شبهة عليه، والمستقبل سيكون تحت المجهر كغيره ممن حكموا البلاد في السنوات الخمس الماضية، حيث ان الحكومة لن تنبش قبور الثلاثين عاما.

فلماذا استحضار الارواح من الان والاجتماع ” بالاربعة ” وتكبيد اللبنانيين عناء الاستماع الى اعلان بيت الوسط بصوت فؤاد عبد الباسط السنيورة الذي ألقى مولوتوف سياسية على الحكومة، وتلا علينا بيانا كانت مدته الزمنية أطول من الاجتماع نفسه، متخوفا من استئثار وضرب طائف وعزلة وخطر داهم وغير ذلك من المصطلحات الباعثة على تحسس الرقاب.

ولما كان الوزير السابق نهاد المشنوق اسرع من الجميع فقد عالجهم بتصريح يستنفر الطائفة ويتخوف على مصيرها، وهو بذلك كان يوجه رسائل غير مشفرة الى الرؤساء الاربعة قبل اجتماعهم ليقول لهم : اياكم والاعتدال وابو صالح سيعرف من اين تؤكل الكتف، لكن البلاد يئست من هذا اللعب الطائفي والخوف على الوطن لم يعد مسيجا بمذهب ولا بملة و عصبيات .

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “ال بي سي”

من “اليوم التاريخي للبنان” إلى “مبروك للبنان” :

من قصر بعبدا خاطب الرئيس عون اللبنانيين بالقول : اليوم هو يوم تاريخي للبنان لأنه للمرة الأولى تقر خطة اقتصادية – مالية بعدما كاد عدم التخطيط وعدم استشراف المستقبل، يوديان بالبلد الى الخراب.

ومن السرايا، خاطب الرئيس دياب اللبنانيين بالقول: مبروك للبنان، الدولة لديها خريطة طريق لإخراجه من أزمته المالية العميقة، وتأتي بعد أيام على استرداد الدولة قطاع الخليوي”…

الخطة هذه سيحملها لبنان إلى صندوق النقد الدولي ليطلب القروض على اساسها، لتمرير المرحلة الإقتصادية الصعبة التي قد تكون بين ثلاث سنوات وخمس سنوات …

أبرز ما في الخطة انها تشير إلى واقع الليرة … المؤكد أنه لن يكون هناك تثبيت لسعر صرف الليرة مثلما هو الواقع اليوم على 1500 ليرة للدولار … لكن تعديل سعر الصرف مستقبلا يتوقف على البدء بتنفيذ الخطة، وتحسن الوضع المالي والإقتصادي، والتواصل مع صندوق النقد الدولي، واعتماد سعر مرن للصرف، بعد أن يكون التفاوض مع صندوق النقد قد بدأ يعطي ثماره لجهة ضخ اموال في البلد …. للتذكير فإن صندوق النقد الدولي كان يشترط تحرير سعر صرف الليرة.

وعلى مسافة رمية حجر من السرايا ، كان رؤساء الحكومات السابقون يجتمعون في بيت الوسط ويعلنون موقفا عالي السقف. لكن الموقف الذي خرق كل السقوف كان للرئيس سعد الحريري الذي وفي دردشة مع الصحافيين هاجم الرئيس حسان دياب ورئيس التيار الوطني الحر بالقول : “الاستهداف السياسي مكمل، وإذا الامور هكذا فنسلم الأمور لجبران باسيل، ولكن فشر على رقبتو. وسأل : أين هي صلاحيات رئيس الحكومة ؟ إن أعمال جبران باسيل محمية من حزب الله، وحزب الله هو في النهاية يتحمل المسؤولية، فهو الذي يحمي باسيل…

وهكذا بين الخطة المالية للحكومة، وخطة المواجهة التي يضعها الرئيس الحريري لرئيس الحكومة، يبقى الوضع عالقا في انتظار ترجمة خطة الحكومة والكشف عن خطة الحريري..

وبين الخطة والخطة، الشارع يستمر في التحرك لأنه يرى ان المعالجات لا تزال قاصرة عن ايجاد الحلول للأزمات التي تتوالد وتتكاثر بسرعة ، أو على الأقل ما زالت على الورق بانتظار التحرك .

السابق
اعلامي يكشف عن لقاء بين الحريري والخليل.. كيف كان الردّ؟
التالي
«عروس الثورة» تُعطّل لغم «شغب السلطة»..وتوجس من «كورونا الإغتراب»!