«متصرفية الصيارفة والمصارف» تحكم.. و«ثورة الجياع» تفضح «حكومة التعبئة»!

مع رسو الوضع “الكوروني” على عدد محدد من الحالات يومياً، تتركز التساؤلات على عدد الفحوصات التي تجرى يومياً عشوائياً وهي خجولة حتى الساعة وغير كافية لنشر الاطمئنان وفق ما يؤكد متابعون.   

وفي حين بلغ عدد اصابات “الكورونا” 710 وإجراء وزارة الصحة 1540 فحصاً عشوائياً في المناطق خلال الساعات الـ24 المنصرمة، خرج ثوار حراك 17 تشرين الاول الى الشارع ومعه نواة “ثورة الجياع” التي تجاوزت كل المناطق والطوائف والمذاهب غير عابئين بالفيروس. واشتعلت الساحات التقليدية من الشمال الى صيدا مرواً بالذوق وجل الديب وفرن الشباك الى النبطية وحتى الضاحية وتوسعت لتنضم الطائفة الشيعية وباقي الطوائف الاخرى الى حزب رافضي ومكافحي “فيروس الجوع” الذي ضرب كل لبناني حتى النخاع، وبدا واضحاً الاصرار على هز كيان حكومة العجز والتقصير الاجتماعي والاقتصادي والمالي.

هذه الغرفة السوداء باتت واضحة معالمها وقوامها الحكومة ومتصرفية الصرافين والمصارف والحاكم بأمره والذي يدير هذه الغرفة ويدير المسؤول المباشر عن الحكومة والبلد

هذا العقم الحكومي ظهر من خلال اعتماد الحل الامني مع “ثوار الجوع”، وكذلك مع الصرافين بالسوق “البيضاء” والسوداء، اذ قبضت الاجهزة الامنية على الصرافين وشمّعت محلاتهم بالشمع الاحمر لكنها تركت الدولار فالتاً على غاربه. وهذا يؤكد ان “الغرفة السوداء” التي تدير الملف الاقتصادي وملف الدولار والسوق السوداء، هي نفسها، والتي تجب ان تساق الى العدالة والمساءلة.

إقرأ أيضاً: «حزب الله» يحتكر «البترودولار» بين سوريا ولبنان.. و«الكورونا» تتمدد و«التعبئة» تتفلت!

وهذه الغرفة السوداء باتت واضحة معالمها وقوامها الحكومة ومتصرفية الصرافين والمصارف والحاكم بأمره والذي يدير هذه الغرفة ويدير المسؤول المباشر عن الحكومة والبلد.

اغلاق وابتزاز

ففي حين اشتدت القبضة الامنية على الصرافين لجأوا الى الاقفال العام غداً حتى اطلاق سراح المخالفين وإزالة الشمع الاحمر وبعد التعرض المرفوض للمصارف بالحرق والقنابل وهو امر مرفوض وخطير تتذرع المصارف بهذا الوضع لتعود وتقفل ابوابها وتستمر عملية الحجز الممنهجة لاموال اللبنانيين.
ومع إطلالة حاكم مصرف لبنان الاربعاء المقبل، والتي يوضح فيها ملابسات الملف المالي للبنانيين، لا توحي الاجواء الاجتماعية والاقتصادية في المناطق من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب الا بالانفجار الشعبي الكبير الذي اول ما سيطال احزاب السلطة وقوى الامر الواقع.

البقاع

بقاعاً، ومنذ ساعات الصباح عملت عناصر جهاز امن الدولة على اقفال جميع محال الصيرفة في شتور والمصنع ومدينة زحلة، باشارة من المدعي العام التمييزي غسان عويدات، بسبب عملها من دون ترخيص قانوني او لعدم الالتزام بتسعيرة سعر صرف الدولار الذي اصدره حاكم مصرف لبنان.

ونسي البقاعيون انهم لا زالوا في إطار اجراءات “التعبئة العامة”، فالحركة عادت الى الحياة مع انطلاق الثوار الى ساحات الاعتصام وقطع الطرقات احتجاجاً على الاوضاع المعيشية السيئة وللتعبير عن ان الثورة مستمرة.

الا ان هذا الاجراء ترك عند البقاعيين ارتياحاً اثلج قلوبهم، على اعتبار انه يساهم في ردع ارتفاع الدولار. والذي معه تشتعل الاسعار، وهذا ما انعكس سلباً على سوق المواد الغذائية واللحوم وغيرها التي اقفلت ابوابها امام المواطنين لعدم ثقة اصحاب المحال باستمرار هذه الحملة على الصيارفة والمحافظة على سعر الصرف.

واذ بالصرافين بعد اقفال محالهم بالشمع الاحمر نقلوا عملهم الى المنازل لتلبية زبائنهم بـ”سلعة” الدولار النادرة، بسعر وصل الى ال 5 الاف ليرة.

البقاع الاوسط

وفي شتورا والمصنع وزحلة قامت عناصر امن الدولة باشارة المدعي العام التمييزي باقفال جميع محال الصيرفة وختمها بالشمع الأحمر،  لم يتوقف عمل الصرافين عند اقفال محالهم بل ذهبوا لاعتماد الصرافة  منازلهم للاشخاص الموثوقون ويحتاجون الى عملة الدولار، خاصة تجار المحروقات اللحوم دواجن وبقر ومواشي، يعمد الشخص الى الاتصال بالصراف، فيتم بيع الدولار بسعر 5 الاف ليرة او انه غير موجود فيما سعر الشراء لا يتجاوز الـ 4200 في أحسن الأحوال.

وأكد تاجر لحوم دواجن ل “مناشير” علي محمود انه بدل 500 الف ليرة مقابل حصوله على 100 دولار، مضطر لعملة الدولار كونه يشتري الحوم، وقال ” سكروا محال الصيرفة تنفسنا الصعداء، ولما اردنا الحصول على الدولار ما لقيناه الا بسعر 5000 ليرة، من منزل الصراف”.

صور

وفي صور، إنتشرت العناصر الامنية داخل وخارج شركات ومؤسسات الصيرفة في مدينة صور  لمراقبة تنفيذ قرار مصرف لبنان بتسعير سعر الصرف بـ 3200 ليرة للدولار الواحد.

وخلت الشوارع من الصيارفة المتجولين و كانت الاجهزة الأمنية بالمرصاد لكل مخالف للقرار.

و لكن احد لم يشتري اليوم دولاراً واحداً، فالصيارفة قالوا بأنَّ خزائنهم خالية من الدولارات كما أنَّ الزبائن لن يبيعوا ب3200 وسعره في السوق يترواح بين 4150 و 4300 ليرة.

مظاهرة في النبطية

وجاب شوارع النبطية أكثر من مئتي مواطن رفعوا شعارات محاربة الفساد و استعادة الأموال المنهوبة وإبعاد السياسة عن القضاء وهتفوا مهددين السلطة الفاسدة بأن الثورة لم تعد تنفع بأن تبقى سلمية.

ترحيل نازحين ودوريات امنية

وقامت دورية من مكتب أمن الدولة في صور بالتعاون مع بلدية برج الشمالي بترحيل خمسة نازحين سوريين بعدما قام ثلاثة منهم بإستقبال وافدين إثنين من بيروت وذلك استناداً لتوجيهات سابقة من البلدية بعدم إستقبال أي وافد تحت طائلة الترحيل خوفاً من إمكانية نقل عدوى فيروس كورونا.

كما رافق عناصر من أمن الدولة وزارة الإقتصاد بجولة تفقدية على الأسعار في حسبة صور للتأكد من الإلتزام بلائحة الأسعار التي وضعتها الوزارة من أجل حماية المستهلك و قد تم تسطير محاضر ضبط بحق المخالفين.

توزيع مساعدات

وبمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، وزعت اللجنة الشعبية في عدلون والبيسارية حصص غذائية على الفلسطينيين النازحين من سوريا وذلك في تجمع عدلون والبيسارية والصرفند والنجارية.

وقال محمد بقاعي أمين سر اللجنة الشعبية في عدلون والبيسارية: “إن أهلنا في التجمعات الفلسطينية تمر في ضائقة إقتصادية ومعيشية صعبة بسبب توقف العجلة الإقتصادية في لبنان وإنتشار فيروس كورونا وحالة الطوارئ والحجر المنزلي الذي أعلنته الحكومة اللبنانية لمحاولة الحد من الإصابات بهذا الوباء و نحن كنا و سنبقى إلى جانب أهلنا و إخوتنا”.

اصابة في جزين

وصدر عن خلية الأزمة في منطقة جزين انه نتيجة فحص PCR الذي أجري في مستشفى جزين الحكومي، أظهرت إصابة سيدة في عازور في منطقة جزين، قدمت من الولايات المتحدة، وحجرت نفسها لمدة 14 يوما.

والبلدية تقوم باتصالات مكثفة لمعرفة إن كانت تواصلت مع احد أثناء فترة الحجر.

وقال أحد فعاليات بلدة عازور جورج حايك لموقع “تيروس”: السيدة عادت مع المغتربين الَّذين عادوا إلى لبنان و اجري لها الفحص بعد نهاية فترة الحجر و تبيَّن أنها تحمل الفيروس لذا ستمتد فترة الحجر 14 يوم آخرين مع المراقبة الثاقبة بعدم تواصلها مع احد”.