تسونامي الجوع قادم.. إرتفاع جنوني في الاسعار ولا من يحاسب!

ارتفاع اسعار السلع

تتفاقم الأزمة المالية والمعيشية يوما بعد يوم، في ظلّ الانهيار الحاصل بالليرة اللبنانية وارتفاع سعر صرف الدولار الى نحو غير مسبوق وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وبعد أكثر من شهر ونصف الشهر على التعبئة العامة المستمرة لمواجهة كورونا، وما سبقها من أشهر طويلة من الأزمة التي تتفاقم يوما بعد يوم، أصبح اللبنانيون أمام حائط مسدود في غياب أي خطة واضحة من قبل السلطة للخروج من المأزق. وإذا كانت فئة منهم لا تزال قادرة على الصمود وتأمين لقمة العيش بالحد الأدنى فإن القسم الأكبر من الشعب اللبناني بات اليوم متساوياً في المستوى المعيشي.

تحت عنوان ” “الاقتصاد المتوحّش”… الأسعار تحلّق والحكومة تتفرّج!” كتبت إيفون أنور صعيبي في صحيفة “نداء الوطن” إرتفاع جنوني في الاسعار يقابله ارتفاع في صرخات المواطنين ووجعهم… وجوعهم. هكذا بات المشهد منذ بدأ الدولار رحلته التصاعدية حتى لامس أمس الأول حدود الـ4000.

قبل ذلك، وتحديداً منذ ما بعد تشرينَي العام الماضي، بدأت أسعار السلع والمواد الاستهلاكية تتخذ منحى تصاعدياً بلغ ذروته خلال الايام القليلة الماضية حيث سجل ارتفاع الاسعار ما نسبته 65%.

اقرأ أيضاً: الشعب اللبناني لن يصمد كثيرا.. والانفجار الاجتماعي قريب!

في هذا السياق، نشرت مؤسسة البحوث والاستشارات رسماً بيانياً حول زيادة الأسعار السنوية للسلع الأساسية بين آذار 2019 وآذار 2020 حيث يتبيّن أنّ أسعار اللحوم قد ارتفعت 51%، الاسماك الطازجة 32%، الزيوت النباتية 28%، السجائر المحلّيّة 56% والمستوردة 46%، الحبوب 27%، الحليب المجفف 27%، مواد التنظيف 35%، السكر 67%، الارز 44%، الطحين 46% والملح 50%.

المادة 65 من قانون حماية المستهلك واضحة، وهي تنص على أن تقوم مصلحة حماية المستهلك بمراقبة الأسعار إضافة إلى مكافحة الغش، والتحقّق من نوعية وسلامة السلع والخدمات وتنفيذ سياسة السلامة الغذائية. وقد نصّت المواد 685 و686 من قانون العقوبات اللبناني على التلاعب موضحة أن المتلاعب بالاسعار يلاقي عقوبات تصل إلى السجن أربع سنوات.

هذا من وجهة نظر قانونية بحتة لكن على الصعيد المناقبي والانساني والاخلاقي واحقاقاً للحق العام كما وللقيم الانسانية، ربما آن الاوان لاعادة النظر بالاقتصاد الحرّ وبأُسُسه، خصوصاً مع تسونامي “الجوع” الذي لم تبدأ مفاعيله الاجتماعية والامنيّة بالتفشي بعد. تستوجب الظروف الاستثنائية التوقف عن التعويل على مبدأ حريّة الاقتصاد الوطني كما وتتطلّب تدخّلاً فورياً من الجانب الحكومي على أن تُشرّع تدابير خاصّة، تماشياً مع مصلحة المواطنين وأمنهم الغذائي في حالات كهذه.

في هذا السياق، تشدّد أوساط اقتصادية لـ”نداء الوطن” على أن ارتفاع الدولار لا يبرّر الزيادات في الاسعار في السوبرماركت والمحلات التجارية بهذه النسب، لا سيّما وأن الكثير من هذه المواد مصنّع في لبنان. وهنا لا بدّ من معرفة من الذي سيحاكم مستغلّي أزمة الدولار لتكديس أرباح غير مشروعة في ظروف كهذه، وكيف، خصوصاً وأن واجب الحكومة الاساسي حماية قيم العدالة الاجتماعية بدلاً من تشجيع الاقتصاد المتوحش.

السابق
الشعب اللبناني لن يصمد كثيرا.. والانفجار الاجتماعي قريب!
التالي
هل تلتزم المصارف دفع التحويلات المالية بالدولار؟