«الوضع الصحي محطّم أصلاً».. أطباء سوريون يكشفون كارثة وصول كورونا إلى سوريا!

سوريا كورونا
وكأن الشعب السوري ينقصه مأساة جديدة فوق وجود نظام الأسد الذي يحترف تجارة الموت، فكيف إذا كانت المأساة وباء عالمي كان آخر ما توقعه السوريون طريقة للموت!

هذه المرة من تقرير دولي، ليس نبأ في وكالة “سانا” التي تشيد بكل ما يفعله النظام وتجعل الحياة وردية، وليس بياناً من المعارضة السياسية المتهالكة والمتنازعة في اللبحث عن جسم سياسي موحد، إذ نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريرا تحدث فيه عن تردي الأوضاع الصحية في دمشق بعد أسبوعين من الإعلان عن أول إصابة وارتفاع المؤشر بحسب إحصاءات النظام إلى 19 إصابة بينهما وفيتان.

ونظراً لأنه من الصعب أن تجد المعدات الواقية في دمشق كالكمامات والمعقمات اللازمة بحسب التقرير، فإنه احتوى على معلومات وشهادات تشير إلى الخطر الكارثي المحتمل إذا لم يكافح الفيروس بقوة وتتحرك الجهات الدولية للحد من انتشاره داخل الأراضي السورية.

إقرأ أيضاً: على طريقة الغرافيتي.. من إدلب إلى العالم: التزموا منازلكم!!

فسوريا التي تخضع لعقوبات دولية مع قطاع صحي شبه مشلول تستعين بالخياطين لصناعة كمامات بدائية، لا تلبي شروط السلامة، بفعل شح المستلزمات الطبية في المستشفيات الحكومية.

وفي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة إدلب، نقلت الصحيفة عن طبيب هناك أن الناس يواصلون تجوالهم في الشوارع، متمتعين بالهدنة “الروسية التركية”، بالرغم من تهديدات وجود فيروس كورونا،

وكانت 39 منظمة إغاثة قد طالبت الشهر الماضي بدعم أكبر من منظمة الصحة العالمية، مشككة في شفافية تقارير الحكومة حول مدى تفشي فيروس كورونا في سوريا، ومحذرة من “تداعيات مخيفة” على السكان.

سوق الحميدية
سوق الحميدية مغلق وسط العاصمة

قطاع متهالك

وأشارت الصحيفة إلى أن الجائحة دفعت أكثر الأنظمة الصحية تطوراً في العالم إلى حافة الانهيار، ولكن في سوريا الوضع “محطم أصلاً”، فخلال تسع سنوات جرى استهداف متعمد للكوادر الطبية على كافة المستويات، وقد وثقت منظمة “أطباء لأجل حقوق الإنسان” في أمريكا 923 حالة قتل لعاملين في المجال الطبي منذ عام 2011، وتقول منظمة الصحة العالمية بأن حوالي 70% من العاملين الطبيين غادروا البلد.

وبعد 600 هجوم على المنشآت الصحية منذ بداية الصراع لم يبق سوى نصف المستشفيات والمراكز الطبية تعمل بشكل كامل في سوريا، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية.

وذكرت دراسة لكلية الاقتصاد في لندن بأن هناك 325 وحدة عناية مكثفة فقط في سوريا، لخدمة السكان الذين يصل عددهم إلى 17 مليون.

مستشفى سوريا
تأخر النظام في الإعلان عن الحالة الأولى

القلق لا يستثني أحد

ورغم تحسن في حالات الفحوص داخل دمشق حسب منظمة الصحة العالمية التي قالت بأنها وفرت أدوات الفحص للمختبرات وشحنات أدوات وقاية شخصية وأجهزة تنفس وأسرة رعاية مكثفة إضافية، لكن ذلك يبقى “حبر على ورق” بحسب تعبير مدير دائرة الصحة في إدلب الذي وصق الالتزامات الدولية بالشكلية والضعيفة.

وفي مدينة الرقة في شمال شرقي سوريا، قال عاملون في المختبرات طلبوا عدم ذكر أسمائهم بأن أدوات الفحص لم تصل إلا الأسبوع الماضي. وقال إنه قبل تفشي الفيروس، تعاونت المختبرات السورية عبر الحدود المحلية، ولكن مع صدور إغلاق التنقل بين المحافظات توقف هذا التعاون.

إقرأ أيضاًَ: سوريا خلال أزمة كورونا.. تفجير مستودعات لحزب الله والكيماوي يلوح مجدداً!

وأقلق معدل الفحص البطيء منظمات المساعدات الإنسانية الدولية وحذرت من أن مخيمات النازحين في شمال سوريا باكتظاظها قد تصبح أرضاً خصبة لانتشار الفيروس.

وحذرت لجنة الإنقاذ الدولية من أنه يمكن للفيروس أن ينتشر في مخيم الهول المترامي، الذي يقطنه حوالي 68000 نسمة أسرع مما فعل على متن سفينة دياموند برنسس، حيث أصيب أكثر من 700 من 3711 مسافرا على متنها في شباط بمرض كوفيد-19.

ويبقى الرهان على الجهد البشري هو الوحيد في ظل غياب سياسات النظام المتعنت بالاعتراف عن الوضع الحقيقي للمرض، وعدم قدرته السيطرة على حدود البلاد ولا سيما مطار العاصمة أمام الطيران الإيراني وارتهان القرار السياسي بشكل كامل للروس الذين يجدون في سوريا مقاطعة تحت حكم القيصر تسير أمورها بإرادة موسكو فقط.

السابق
دراسة صادمة تنسف «قاعدة المترين» للوقاية من «كورونا»!
التالي
«الدولة منهوبة».. الراعي في رسالة الفصح: للاسراع باجراء الاصلاحات المطلوبة