نار الجوع تلتهم «نازح تعلبايا» قبل الكورونا.. وابنه يروي تفاصيل الذل اليومي!

اللاجئين السوريين

وكأن العذاب والموت يُلاحق السوري أينما توجه، من نيران الحرب في سوريا، الى نيران الفقر والعوز في لبنان.. هي قصة السوري بسام حلاق (52 عاماً) الأب لولدين الذي هرب إلى لبنان ككثر من اللاجئين السوريين علّه يجد الملجأ لعائلته، ليجد الجوع والفقر بانتظاره بالإضافة الى رُعب “الكورونا” الذي يُحاصر العالم، فلم يجد “حلّاً” سوى أن يضع حداً لحياته من خلال سكب مادة البنزين على جسده وأضرام النار بنفسه.

إقرأ أيضاً: بالفيديو: لم يملك مالاً ليعالج ابنته.. فحرق نفسه!

هذه القصة التي إعتاد على سماعها الشعب اللبناني الذي يعاني من الفقر والعوز كالشعب السوري الشقيق والذي وجد عدداً من أبنائه من النيران سبيلاً للهروب من الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، مرّ عليه خبر إحراق السوري حلّاق نفسه في بلدة تعلبايا في البقاع الأوسط، خبراً عادياً، الى أن نشرت “العربية.نت” رواية إبن الضحية بسّام حلّاق الذي روى مأساة العائلة.

إذ قال هيثم حلّاق ابن الضحية أن “والده الذي يتشارك وعائلته المكوّنة من تسعة أفراد (زوجته وولداه المتزوّجان ولديهما ثلاثة أولاد)، خرج من منزله وتوجّه خلف مستشفى البقاع، التي نُقل إليها وأضرم النار في جسده قبل أن تنتهي حياته على سرير مُصاباً بجروح من الدرجة الثالثة كما أفاد التحقيق الأوّلي لقوى الأمن الداخلي”.

أضاف: “الوضع المعيشي السيّئ أحرق قلب وجسد والدي، هو الذي أتى بنا إلى لبنان منذ اندلاع الحرب في سوريا واستقرّينا في بلدة تعلبايا وكان “معلّم باطون، وبدأت أوضاعنا الاقتصادية تتدهور منذ ثلاث سنوات ثم أتت الأزمة الاقتصادية التي يُعاني منها لبنان منذ خريف العام الماضي لتزيد الطّين بلّة”.

وتابع : “الضغط الاقتصادي بدأ يزيد علينا، خصوصاً أنني وأخي خسرنا عملنا ولم يعد من مُعيل للعائلة، حتى إننا لم نستطع تأمين ربطة الخبز في بعض الأحيان”.

إقرأ أيضاً: «بوعزيزي لبنان».. وفاة اللاجئ السوري بعدما اضرم النار بنفسه!

ويُضيف هيثم أن عائلتهم النازحة من بلدة درعا السورية “حاولت مراجعة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين UNHCR مراراً من أجل تسجيل اسمها في برنامج المساعدات التي تقدّمها لكن جواب المنظمة الدولية كان بأننا غير مؤهلين للمساعدات وهناك سوريون اُولى بها”.

وقال: “طلبنا منهم تفقّد المنزل الذي نقطن به ليتأكدوا من أننا نحتاج إلى المساعدة، لكنهم لم يتجاوبوا معنا”.

أمس الاثنين دفنت العائلة من كان يُعيلها، وبدل أن يحتضن تراب درعا السورية جثمانه، دُفن بالقرب من بلدة تعلبايا في البقاع، “لأن عائلته لم تستطع نقله إلى سوريا”، بحسب ما أكد ابنه.

وعلى رغم الضجّة التي أثارتها قضية بسام في لبنان وانتشار فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر لحظة سكبه البنزين على جسده واشتعاله، إلا أن الجهات المعنية لم تبادر لتقديم المساعدة لعائلته، حسبما نقلت “العربية.نت”.

السابق
لا داعٍ للتوتر.. 11 نصيحة تصنع لك الهدوء خلال الحجر المنزلي!
التالي
بعد إخلاء سبيل متهم بقتل الشهيد أبو فخر.. كيف علّق «الإشتراكي»؟