فصول «مثيرة» من حياة «سلمان بن عبد العزيز قبل أن يصبح ملكاً»!

الملك سلمان

الحياة السياسية للملك سلمان بن عبد العزيز (داخل المملكة العربية السعودية وخارجها) ، عندما كان أميراً ، تشكل تفاصيلُها ، مضمون الكتاب الصادر مؤخراً، للإعلامي سليمان نمر، الذي يتناولها فيه – وتحت عنوان: “سلمان قبل ان يصبح ملكاً ” – تناولاً تداخلياً، مع طبيعة العلاقة المديدة الأمد، التي ربطته كصحافي بالامير سلمان.

كتاب الأمير 

وهذا الكتاب الذي هو من منشورات “دار رياض الريس” في بيروت، والذي هو كتاب صادر في طبعته الأولى في ال 2020، تتألف محتوياته من: إهداء (يقول فيه الكاتب: “إلى الملك سلمان بن عبد العزيز …الذي عرفته اميراً”).  ومقدمة، وفصول عشر، وأكثر من عشرة ملاحق.

اقرأ أيضاً: «النصف الملآن».. من سعد الحريري!

بصحبة نبيل خوري 

وفي الفصل العاشر والأخير الذي جاء تحت عنوان : “سلمان وأنا … ود وابتعاد” ، يقول المؤلف موضحاً: تعرفتُ إلى الأمير سلمان في شهر أيار/ مايو من عام 1979. يومها اصطحبني رئيس تحرير مجلة “المستقبل” نبيل خوري معه في زيارته للأمير في الرياض وقدمني له مراسلا للمجلة في المملكة، فكانت بداية علاقة امتدت زهاء سبع وثلاثين سنة. وكان يمكن أن تمتد إلى اللحظة الراهنة، لولا أنّ ثمة من أبعدني عنه قبل ان يصل الى سدة الحكم بأشهر قليلة. فكان لقائي الأخير معه في مكتبه بوزارة الدفاع بمنطقة المعذر بالعاصمة خلال شهر حزيران / يونيو من عام 2014، وبعد ذلك لم تتح لي فرصة التواصل معه.

وجدت انه لابد أن أكتب هذا الكتاب لإنصاف الأمير سلمان بن عبد العزيز

لم أكن مستشاراً للأمير

ويضيف: وعلى الرغم مما اتسمت به علاقتي معه من مودة وصداقة (لا أُنكر أنني تأثرت كثيراً بشخصية الأمير ومنهجه في التفكير والحكم على الأمور)، إلا أنها لم تتجاوز علاقة الصحفي بمسؤول رفيع المستوى من دون أن أكون مستشاراً له، كما أشاع البعض. كان هو بحاجة إلى مزيد من الأخبار الموثوقة، وأنا بحاجة إلى معلومات تميزني مهنياً، فكنت أحصل منه على توضيحات بشأن مواقف المملكة وسياساتها في الداخل وعلاقاتها الخارجية.

تسعة محاور

أما الفصول التسعة ، فجأءت عناوينها متتابعة وبالتسلسل الآتي: “الأمير ودوره السياسي… معادلة الأسرة ونبض الشارع”؛ “عروبة سلمان انتماء وليست مشروعا سياسيا”  “سلمان والحاجة الى مصر”؛ “سلمان ولبنان ورفيق الحريري… حب متبادل”؛ “سلمان وفلسطين …القدس شقيقة مكة والمدينة”؛ “سلمان وقطر…أزمات متكررة”؛ “الأمير والمؤسسة الدينية… والعلاقة التبعية”؛ “سلمان والرياض… وعشق المدينة”؛ “سلمان والاعلام… صداقة متعبة لكن مقبولة”.

غلاف كتاب
غلاف الكتاب

إنصافٌ واجب

أما المقدمة فجاء مضمونها جوابا للمؤلف على عنوانها المتمثل بالسؤال التالي: “لمَ هذا الكتاب؟”، ومنه نقتطف: لسنوات طويلة، كنت أحرص على عدم نشر ما كان يدور بين الأمير  سلمان ابن عبد العزيز وبيني من حوارات وتعليقات، قبل أن يعتلي عرش المملكة العربية السعودية، ومنذ أن تشرفت بلقائه في أيار/ مايو من عام 1979. لكنني وجدت أنه بات من الأهمية بمكان نشر ما كنت أسجله وأكتبه من ملاحظات بعد معظم لقاءاتي معه واتصالاتي به، حتى ولو كانت قصيرة، أو أثناء مرافقتي له في عدد من الزيارات والجولات الخارجية والمناسبات الداخلية، التي كنت أتابعها إعلامياً من أجل تسليط الضوء على فكر هذا الرجل ورؤيته للعديد من القضايا والأحداث التي تهم الأمة العربية.

امتدت علاقتي بالأمير سلمان زهاء 37 سنة وكان يمكن أن تمتد أكثر لولا أنّ ثمة من أبعدني عنه قبيل تسلمه الحكم

وقد يبدو للبعض أن ما يحدث حاليا أن الأمور في المملكة العربية السعودية تجري على عكس القناعات التي كان يؤمن بها الأمير سلمان الذي أصبح منذ كانون الثاني / يناير 2015 ملكا لأهم بلد عربي في التاريخ المعاصر. ومن أجل ذلك وجدت أنه لابد أن أكتب هذا الكتاب لإنصاف هذا الرجل.

اقرأ أيضاً: الإفتراء على «الحريرية السياسية» يفضح «الشيعونية السياسية»!

شخصيةُ / مرجع

إن الأمير سلمان لم يكن مجرد حاكم أو أمير لمنطقة الرياض فحسب، بل كان يتولى – إلى جانب ذلك – مسؤولية الإشراف على شؤون الأسرة السعودية الحاكمة أثناء توليه “الأمانة العامة لمجلس العائلة” فهو صاحب الحنكة والحكمة والعقلانية المرتبطة بإيمانه الشديد بأن وحدة الأسرة هي الأساس والمرتكز لاستمرار الدولة السعودية الثالثة، التي أقامها والده المؤسس الراحل الملك عبد العزيز. كان شديد الحرص على تفهم ظروف الجميع ومشكلاتهم، وعلى حل أي خلاف في الرأي ينشأ بين أمراء الأسرة الحاكمة وأميراتها، فأضحى مرجعاً لهم، مثلما كان رجال المؤسسة الدينية ورجال الصحافة والفكر ورجال الأعمال يرونه مرجعهم في المملكة، لكنه كان في الوقت نفسه حازما في مواجهة التجاوزات، ولو كانت صادرة عن أحد أفراد الاسرة الحاكمة.   

السابق
إصابات «الكورونا» ترتفع في بشري.. ودعوات للبقاء في المنازل!
التالي
في ظل الحجر.. وزيرة الإعلام تطلب حماية النساء والأطفال من العنف الأسري!