بعد فشل زيارة شمخاني..العراق يتحول إلى ساحة حرب مفتوحة!

العراق
بعد ان طالت الازمة الداخلية في العراق واستعصى الحلّ، وصل نهاية الاسبوع الماضي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الجنرال علي شمخاني، الذي غادر بعد اربعة ايام دون الوصول الى النتنيجة المرجوة.

ما ان اقلعت طائرة شمخاني من مطار بغداد عائدة الى طهران مساء أول امس الاربعاء، حتى تعرّض معسكر التاجي شمال العرا، الذي يحوي قوات اميركية وعراقية مشتركة الى اطلاق صليات صواريخ كاتيوشيا، وذلك تأكيدا لفشل تلك الزيارة، فأدّت الى مقتل جنديين اميركيين وجندي بريطاني، لتردّ اميركا بارسال طائراتها الحربية نحو اهداف يشغلها تنظيم حزب الله العراق الموالي لإيران، ويتم قصفها وتدميرها وكان من بين تلك الاهداف مطار كربلاء الذي ما زال قيد الانشاء.

مهمة شمخاني الفاشلة

في معلومات خاصة لموقع “جنوبية” من مصدر شيعي مطّلع، ان المرشد السيد علي خامنئي عهد للجنرال علي شمخاني مهمة الامساك بالملف العراقي حاليا بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وذلك بعد ان رفض امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله تكليفه بهذه المهمة، بسبب بعد المسافة جغرافيا بين بيروت وبغداد من جهة، ومن جهة ثانية فقدانه  السيطرة على فصائل الحشد الشعبي ومليشيات النجباء وحزب الله التي شكلها سليماني واعتادت على تلقي الأوامر الفعلية منه ومن معاونيه في الحرس الثوري الايراني، وبالتالي فان نصرالله اعتذر من السيد خامنئي عن تكليفه بهذه المهمة، وناب عنه المسؤول التاريخي لملف العراق التاريخي في حزب الله الشيخ محمد كوثراني كمستشار مطلع على شؤون البيت الشيعي في العراق، رأيه وازن ومؤثّر ولكنه غير ملزم، فالمرجعية السياسية والعسكرية للاحزاب والفصائل الشيعية المسلحة سوف تبقى في طهران.

إقرأ أيضاً: بعد مخالطته برازيلي مصاب ومصافحته موظفين.. فحص «كوروني» سلبي لترامب!

وتتابع تلك المعلومات الخاصة لـ”جنوبية” ان مهمة شمخاني في العراق انحصرت بخيارين من اجل حلّ مشكلة تشكيل حكومة عراقية جديدة بدل حكومة عادل عبد المهدي التي استقالت قبل ثلاثة شهور.

خيارات لرئاسة الحكومة

الخيار الأول هو تزكية رئيس الاستخبارات العراقية مصطفى الكاظمي لتولي منصب رئاسة الوزراء في العراق، وطرحة كتسوية سياسية بين طهران وواشنطن، وهو الخيار الأمثل للمرحلة الحالية برأي شمخاني، خصوصا ان الكاظمي يقدم نفسه بوصفه صديقا للاميركيين وثقة للايرانيين بالمرحلة الحالية، ويعتبر هذا الخيار اذا ما تم خيارا سلميا للمرحلة المقبلة تتطمع ايران فيه ان يؤدي الى تبريد الاجواء بينها وبين الولايات المتحدة الاميركية في العراق والمنطقة، كمقدمة لمحاولة اعادة التعاون والتوازن الذي كان في عهد حكومة حيدر العبادي، والذي يبدو ان الايرانيين ندموا لتفريطهم فيه بعد ان توهموا انهم قادرون على الوثوب الى السلطة وقيادة العراق بمفردهم عبر واجهة حكومة عادل عبد المهدي، فدفعوا الثمن غاليا وقتلت اميركا قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس الذي كان قد قاد الاخير هجوما شبه عسكري على السفارة الاميركية في بغداد واحرق بوابتها امام شاشات التلفزة.

معلومات خاصة لـ”جنوبية”: مهمة شمخاني في العراق انحصرت بخيارين من اجل حلّ مشكلة تشكيل حكومة عراقية جديدة بدل حكومة عادل عبد المهدي التي استقالت قبل ثلاثة شهور

واستفزّ استقواء المليشيات التابعة للحشد الشعبي على الناس وتسلطها على الدولة الشعب بأكمله فخرج الشباب والشابات الى الشارع واعتصموا في ساحات العاصمة والمدن يطالبون باسقاط الحكومة التابعة لايران ويهتفون ضدّ فساد مليشياتها في العراق.

اما الخيار الثاني بحسب المصدر، والذي حمله شمخاني الى العراق، هو خيار عودة عادل عبد المهدي الى السلطة، أي خيار التسليم بالفشل وعودة الامور الى ما كانت عليه قبل “الثورة”، في استعادة لحكومة فاشلة ذات لون واحد موالية لايران، عاجزة داخليا عن لمّ الشمل وكبح تسلط وفساد المليشيات التي تتغلغل وتتغوّل داخل الدولة.

لا جواب اميركياً للإيرانيين!

اذن، لقد دقّ الايرانيون الباب في العراق ولم يسمعوا الجواب من الاميركي، وبعد انتظار في بغداد دام 4 أيام لأمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني الجنرال علي شمخاني، قابل فيها باول يوم من وصوله رئيس الاستخبارات مصطفى الكاظمي، في دلالة صريحة على الرغبة في ترشيحه ليرأس حكومة شراكة في العراق، فان السفارة الاميركية بقيت ابوابها موصدة، رغم وجود السفير ماثيو تولر فيها ومراقبته عن كثب لما يجري من حوله في العاصمة العراقية.

أمس الجمعة، سلّمت وزارة الخارجية العراقية  السفير الأميركي مذكرة احتجاج بشأن القصف الأميركي فجر اليوم، وهددت بشكوى بلاده الى مجلس الامن، مع العلم ان معسكر التاجي عاد وتعرّض لهجوم صاروخي اليوم السبت، إسفر عن جرح جنود عراقيين وأميركيينـ وذلك في محاولة ايرانية لاستدراج اميركا الى حرب استنزاف جديدة في بلاد الرافدين.

 يجري ذلك وسط تصاعد الازمة في المنطقة وتزايد التوترات بين واشنطن وطهران، ما يوحي بتحويل العراق في المستقبل الى ساحة حرب مفتوحة بين الطرفين.

السابق
بالفيديو: 50 في المئة من عدوى «الكورونا» تنتقل باليد!
التالي
بالفيديو: كيف انتقلت العدوى بين مصابي «كورونا» في لبنان؟