العراق..إنقسام شيعي حاد لا يُنتج خلفاً لعلاوي!

الرئيس العراقي برهم صالح
أعلن رئيس الوزراء العراقي المكلّف محمّد علاوي الأحد اعتذاره عن عدم تشكيل حكومة وذلك بعد ساعات من إرجاء البرلمان العراقي للمرة الثانية جلسة للموافقة على الحكومة الجديدة لعدم اكتمال النصاب القانوني، لتتعمق بذلك الازمة السياسية في البلاد، ولتهيمن حالة من التخبط والارباك على المشهد الساسي العام.

بعد اعتذار محمد توفيق علاوي عن تكليفه بتشكيل الحكومة، فان رئيس الجمهورية برهم صالح سيكون عليه البدء بمشاورات لاختيار مرشح بديل لعلاوي المنسحب خلال 15 يوماً، في ماراثون جديد يذكر بسيناريو سابق شهدته البلاد قبيل اختيار علاوي.ودستوريا سيكون لرئيس الجمهورية هذه المرّة الحقّ الدستوري في فرض مرشح جديد لتشكيل حكومة، من دون أن يطلب رأي الكتل البرلمانيّة الكبرى.

وقال علاوي في رسالة وجّهها إلى صالح “للأسف الشديد، كانت بعض الجهات تتفاوض فقط من أجل الحصول على مصالح ضيّقة دون إحساس بالقضيّة الوطنيّة”.

إنقسام شيعي

حسب مصدر سياسي عراقي قال لموقع “جنوبية” أن “الشيعة الان منقسمين بحدة وبزاوية لايمكن تدويرها؛ لذا لا يمكن لاي طرف ان يختار المرشح؛ ليكلفه،  فبعد اسقاط حكومة علاوي – – وهو في الواقع اسقاط لسلطة من يدعمه من الاحزاب–بعد هذا الحدث سار الموقف الشيعي باتجاهين لايمكن الجميع بينهما، اتجاه يقوده التيار الصدري , وهو مستعد ان يذهب الى اخر ما في جعبته؛ لمنع الاخر من ان يضطلع بدور التكليف مستفيدا من الشارع، بينما الطرف الاخر اثبت انه قادر على استخدام قبة البرلمان لمنع مكلفه من تمرير حكومته “.

وفي ذلك، يرى مراقبون ان “اعتذار” علاوي على تشكيل الحكومة، هو “فشل” للفريق الذي يتزعمه مقتدى الصدر الممثل في تيار “سائرون” وهادي العامري الممثل في تحالف “الفتح”، في دفع علاوي رئيسا للوزراء، وهما التكتلين الأكبر في البرلمان العراقي.

مصادر سياسية عراقية: العامري اتفق مع نوري المالكي رئيس حزب الدعوة الضغط على رئيس الجمهورية لتكليف محافظ البصرة أسعد العيداني بعد اعتذار علاوي

مصادر سياسية تقول ان العامري اتفق مع نوري المالكي رئيس حزب الدعوة الضغط على رئيس الجمهورية لتكليف محافظ البصرة أسعد العيداني بعد اعتذار علاوي، مشيرة إلى أن هذا الفريق في حال لم ينجح في تمرير العيداني، سيتجه نحو ترشيح وزير التعليم العالي قصي السهيل للمنصب.

وبحسب صحيفة العرب “يدرس هذا الفريق أيضاً إمكانية ترشيح الوزير السابق والقيادي في ائتلاف دولة القانون، محمد السوداني، الذي رفض صالح سابقاً بشكل غير رسمي، تكليفه. كما يطرح هذا الفريق أيضاً اسم الزعيم القبلي نعيم السهيل، الذي نفى اليوم الاثنين، في 2 مارس، ترشحه إلى منصب رئيس الوزراء”.

أما الفريق الشيعي الثاني، الذي يضم عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة ورئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، ويؤازرهما الأكراد والسنّة، فيتبنى خيار ترشيح رئيس جهاز الاستخبارات مصطفى الكاظمي المعروف  بعلاقته الجيدة مع الاميركيين، وغير المعادية ايضا لايران، رغم ما يظهره قادة الحشد الشعبي من امتعاض لترشيحه.

ويقول مصدر خبير بالشأن الشيعي العراقي لموقعنا، ان حالة من التخبط تسود في معسكر طهران وحلفائها في العراق الذين يتراجعون بشكل كبير ويخسرون هيمنتهم بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، لذلك فهي لم تعد تحوز على ثقة كامل الشيعة العراقيين، وأصبح الانقسام في صفوف الطائفة الاكبر في العراق جليّا وواضحا.

الصدر يأسف

من جهته، قال الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في بيان تعليقا على اعتذار علاوي “حبّ العراق أوحى لك بالانسحاب.. فجُزيتَ عن العراق خيرًا”.وأضاف “إلى متى يبقى الغافلون، ممن يحبون المحاصصة، ولا يراعون مصالح الوطن يتلاعبون بمصائر الشعب؟ وإلى متى يبقى العراق أسير ثلّة فاسدة؟”.

وكانت عارضت الجماعات السياسية السنية والكردية بشدة اختيارات علاوي بعد أن تبينت خسارتها لحقائب وزارية في حكومة يفترض أن أعضاءها مستقلون.

من جانبه دعا بشير الحداد، النائب الثاني لرئيس البرلمان، محمد الحلبوسي، الاثنين، إلى حوار وطني شامل بين جميع القوى والكتل السياسية وبمشاركة ممثلي ساحات التظاهر للخروج من أزمة تشكيل الحكومة الجديدة.

السابق
السفير السوري يطلق «صفارة التطبيع».. من السراي!
التالي
«حزب الله» يخسر في الميدان السوري.. ولا يحصد سوى الأرواح والنقمة الشعبية!