«كورونا» أولاد «ست وجارية».. تعقيم رئاسي و«تعتير» شعبي!

مجلس النواب
مسارعة الرؤساء الثلاثة الى تعقيم مقراتهم ومجلس النواب، في حين بقي الشعب وموظفو الدولة على "تعتيرهم" اليومي وبلا تعقيم او رعاية، يؤكد مدى عقم واستهتار هذه السلطة باللبنانيين.

حتى في “الكورونا” يُميّز الرؤساء والوزراء والنواب انفسهم عن عامة الناس والشعب الذي جثموا على صدره 30 عاماً وممنوع عليه ان ينتفض او يصرخ او حتى ينتقد.

منذ ايام وتضج وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بخبر إيقاف كل نشاطات مجلس النواب وتعقيم مبنى المجلس عبر “شركات متخصصة” والتي هي وفق مصادر في الحراك جزء من تنفيعات السلطة كما جرت العادة، لتنتقل “عدوى” التعقيم الى قصر بعبدا ودوائر رسمي اخرى فيما لم يسأل الرؤساء الثلاثة عن الشعب والموظفين في الدوائر العامة والمؤسسات الخاصة والمستشفيات والذين ولولا إنتفاضتهم على الدولة ولا تلويح روابط موظفي الدولة لما توقف العمل في هذه الدوائر لخمسة ايام تمهيداً لتعقيمها وإجبار الدولة على ذلك.

إهمال لموظفي المستشفيات الحكومية

واليوم أيضاً انتفض موظفو مستشفى رفيق الحريري الحكومي بسبب اهمالهم من الحكومة مادياً ومعنوياً وعدم تأمين جو العمل الملائم لسلامتهم وخصوصاً ان هناك 13 اصابة من ضمن الكوادر الطبية والمريضية في اكثر من مستشفى. وهؤلاء الموظفين ومع اعلانهم الاضراب المفتوح حتى تحقيق مطالبهم سيجبرون هذه السلطة على الانصياع لمطالبهم ولو بعد حين.

مأساة يومية

هذا “التعتير” الذي يعيشه اليوم اللبناني ليس محصوراً بأمر محدد. ازمة اقتصادية خانقة، غلاء اسعار، ذل وإنقطاع لاصناف كثيرة في المتاجر و”السوبر ماركات”، فلتان لسعر صرف الدولار، بطالة، وطرد عمال، وإغلاق مؤسسات بالجملة، لا ودائع او رواتب للموظفين من المصارف، ذل وهوان من طغمة مالية ومصرفية تحميها السلطة. فساد و”كورونا” وعواصف!

“التعتير” الذي يعيشه اللبناني ليس محصوراً بأمر محدد اذ يذل الف مرة يومياً من المصارف الى السوبر ماركت الى البطالة وغلاء الاسعار والفساد و”كورونا” والعواصف المناخية

الاستنسابية الرسمية في التعاطي مع ملف “كورونا”، لا تنسحب فقط على التعقيم بل على كل السياسة المتبعة في التعاطي مع البلد وهمومه. ووفق المصادر لا تزال هذه السلطة على حالة الانكار التي تعاني منها وتؤكد يوماً بعد يوم ان الهوة التي بينها وبين الناس تتسع الى درجة كبيرة، اذ لا تبدو ان هناك بوادراً لقيامها بأمر صائب ووطني من دون حسابات شعبوية او سياسية.

عقم السلطة

فالتعاطي مع ازمة “كورونا” او ديون لبنان الخارجية، يشير الى عقم بنيوي في منهجية التفكير لدى هذه السلطة والتي لا تزال على “عماها” من الواقع المتبدل يومياً حولها، وهذا العقم والذي يشكل ديدن الثورة واستمرارها سيعيد تزخيم الحراك بعد رحيل “كورونا” بعد فترة زمنية. ووقتها ستكون الصرخة اعلى في وجهها، ومسوغات الرحيل ستكون اكبر.  

السابق
منخفض «التنين» يتسبب بحرائق متنقلة في اقليم الخروب!
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 13 آذار 2020