دار الفتوى تتحدى «كورونا» ولا تقطع صلاة الجمعة.. الشيخ عبدالله لـ «جنوبية»: الأولى إغلاق المساجد!

صلاة الجمعة
في وقت بات واضحًا أنّ انتشار فيروس "كورونا" خرج عن السيطرة، ودخلنا في مرحلة إحصاء الموتى، مع تسجيل ثالث حالة وفاة أمس، وارتفاع اعداد الإصابات المعلنة رسميًا الى 77 حالة، حتى الآن لم يتخذ هذا الفيروس الذي أعلنته منظمة الصحة وباءا قاتلا على محمل الجد، مع عدم اتخاذ إجراءات احترازية ووقائية حاسمة لاحتواء انتشاره ان كان على مستوى السلطات السياسية او حتى الدينية.

وسط المخاوف الكبيرة من تفشي فيروس “كورونا” في لبنان، أعلنت العديد من المساجد في مناطق عدّة إغلاق أبوابها، اليوم الجمعة وإلغاء صلاة الجماعة، والاستعاضة عنها بالصلاة في المنازل، وفيما عمد المجلس الشيعي الأعلى على تعليق صلاة الجمعة اليوم والجماعات في المساجد مؤقتا بسبب كورونا، كان قرار دار الإفتاء والاوقاف الإسلامية مفاجئا،  اذ أصرت دار الإفتاء على قيام صلاة الجمعة باعتبار انه لا يمكن إلغاءها لأنها فرضاً دينياً أساسياً، علما ان مثل هذا القرار يمثل جريمة موصوفة بحق المئات من المصلين الذين تواجدوا اليوم في المساجد في ظل احتمال كبير اختلاطهم مع مصابين بكورونا أو مشروع مصابين في المستقبل.

اذ دعا دار الإفتاء إلى “الالتزام بالإرشادات الوقائية التي نصّ عليها بيان المديرية العامة للأوقاف الإسلامية، وأبرزها اختصار خطبة الجمعة على أن لا تتجاوز الـ10 دقائق، وأن تتضمن إرشادات بشأن التعامل مع الفيروس”، إضافة الى التوصية بتعقيم مختلف المساجد، والطلب من كل شخص يشعر أنه مريض أو يعاني من عوارض معيّنة، تجنّب الذهاب إلى المسجد.

اقرأ أيضاً: بسبب «كورونا».. خُطبة الجُمعة 10 دقائق واجراءات وقائية في المساجد!


واتخذت الأوقاف الإسلامية في كل المساجد إجراءات حين الدخول إليها بأن يعقم الداخل يديه بالمواد الموضوعة المخصصة على مداخل المساجد ووضع كمامات حرصا على السلامة العامة.

ولكن يبقى السؤال هل هذه الإجراءات كافية وهل يمكنها ان تمنع تفشي وباء الكورونا بين المصلين؟

وفي هذا السياق، أكّد عضو اللقاء الروحي في دار الفتوى وإمام مسجد العجمي في شحيم، الشيخ اياد عبد الله، في حديث لـ “جنوبية”، انه علينا نعترف بأن فيروس كورونا شديد الخطورة، بدليل اعتباره من قبل منظمة الصحة العالمية وباءا عالميا، ورأى انه “ربما حالة عدم الاهتمام الجدي في إيران وإيطاليا هي من جعلت الفيروس يتفشّى بطريقة مؤذية ومدمرة، وتابع “لا يمكن فصل لبنان عما يجري في البلدان الأخرى، كما لا يمكن فصل ما يجري خارج المسجد عما يمكن ان يحدث داخله”.

اقرأ أيضاً: ايها اللبنانيون استعدوا لحالة الطوارئ.. وزير الصحة يتوقع تسجيل 20 اصابة جديدة بـ كورونا!

وشدّد الشيخ عبد الله انه “على يقين انه كان أولى اخذ القرار بإغلاق المساجد، لأنه لن يضر بعقيدة وايمان الناس”، مشيرا ان “هذا رأي الكثير من العلماء حتى القريبين من المفتي ودار الفتوى”.

ورأى الشيخ عبد الله أن “المفتي كان بانتظار أمرين، صدور دراسات على شكل فتاوى تؤكد على جواز تعطيل صلاة الجمعة، والنقطة الثانية ربما كان هناك انتظار لان تعلن احدى الدول الإسلامية الوازنة قرارا بهذا الشأن وتحديدا المملكة السعودية ومصر، حيث تم وضع ضوابط لحضور صلاة الجمعة والخطبة، لكنهما لم يتخذا قرارا بتعطيلها”.

وفي الختام، رأى الشيخ عبد الله “انه من اليوم حتى الأسبوع القادم سوف يصدر قرارا جديدا عن دار الفتوى بهذا الصدد”.

السابق
هل سيستمر تعليق الدروس بسبب «كورونا»؟
التالي
علي الأمين يتحدث عن مصابي «كورونا» في صفوف «حزب الله».. ماذا عن الرحلات الإيرانية؟