تهريب مستلزمات «كورونا» الى سوريا..شح وإحتكار حزبي من الجنوب الى البقاع!

مستشفى اوتيل ديو
وفاة من جراء "كورونا" و52 اصابة والعدد الى ازدياد، لا اماكن لاستقبال المرضى الا مستشفى رفيق الحريري الحكومي وعجز في المناطق على مستوى المستشفيات الحكومية والخاصة، وازمة احتكار وتهريب مواد طبية الى سوريا، مع احتكار حزبي وسياسي، باختصار هذه حالة اللبنانيين مع تطورات "كورونا". (بالتعاون بين جنوبية و"تيروس" و"مناشير")

مع تفاقم موضوع “الكورونا” ولا سيما مع تسجيل اول وفاة في لبنان من اصل 52 إصابة مؤكدة اعلن عنها، صار لزاماً ان يُدق ناقوس الخطر في لبنان وبشكل صارم وجازم حتى ينقطع النفس.

ومن دون قفازات “كلامية”، وفق مصادر متابعة لملف “كورونا”، وأصلاً الفقازات المطاطية الطبية مفقودة من الشوق، لم يعد هناك من مجال للمسايرة او المداهنة او الثناء الانشائي على الدولة بكل اجهزتها ومؤسساتها وعلى الحكومة بما يجب ان تتحمله كمسؤولة عن البلد وامن ناس وصحتهم وكذلك وزارة الصحة العاجزة بدوره كالمستشفيات الحكومية الفارغة او المعطلة او المكربجة بالسياسة والحزبية والمناطقية. 

المستشفيات الخاصة تتمنع حتى الآن من استقبال اي مريض “كورونا” بل تحوله الى مستشفى رفيق الحريري الحكومي باستثناء ما اعلنه اليوم مستشفى “اوتيل ديو” انه يخصص طابق لمرضى “كورونا”

وبالاضافة الى اقتصار العلاج والحجر الرسمي في مستشفى رفيق الحريري الحكومي، وهو خيار غير كاف بتاتاً وفق المصادر، مع وصول القدرة الاستيعابية للجناح المعزول عن باقي المستشفى، 50% وهو رقم ينذر بأزمة بعد بضعة ايام ولا سيما ان الطابق المذكور قد يتسع في احسن الاحوال الى 120 مريضاً او مصاباً بـ”كورونا”.

ومع اعلان وزير الصحة حمد حسن ان هناك قدرة على معالجة واستقبال 500 مصاب في لبنان، تطرح اسئلة عدة ومنها: اين سيتم حجر هذه الحالات او علاجها واستقبالها اذ لا مستشفى حكومياً مخصصاً ومجهزاً في لبنان غير مستشفى الحريري، وكذلك المستشفيات الخاصة التي تتمنع حتى الآن من استقبال اي مريض “كورونا” بل تحوله الى المستشفى الحكومي المذكور باستثناء ما اعلنه اليوم مستشفى “اوتيل ديو” انه يخصص طابق لمرضى “كورونا”.

ازمة مستشفيات

المعضلة الكبرى وفق المصادر المتابعة نفسها، في المجال الطبي ايضاً ان المستشفيات الخاصة في الجنوب والبقاع على سبيل المثال لا الحصر ليست بالكفاءة والتجهيزات ذاتها التي تمتلكها مستشفيات العاصمة الكبرى. كما تطرح مشكلة كبيرة وهي غياب المستلزمات الطبية والمخبرية وما يشوب هذه القضية من غموض والتباسات وصولاً الى الاسباب الحقيقية لانقطاع السوق اللبنانية من الكمامات والقفازات الطبية على انواعهما الى المعقمات وغسول اليدين وكذلك الامصال والمضادات اللازمة لعلاج “الكورونا” الوقائي وفق إرشادات منظمة الصحة العالمية. بالاضافة الى مشكلة كبرى طرحها امين سر نقابة مستوردي الاجهزة الطبية والمخبرية ان هناك نقصاً بنسبة 80 في المئة في آلات الانعاش والتنفس في مستشفيات لبنان كله، فكيف اذا بالمستشفيات الحكومية في المناطق وما تبقى منها على قيد الحياة اصلاً.

ومع وضع القضاء التمييزي يده على قضية استيراد الاجهزة الطبية واحتكار الاسواق  والاسباب التي تقف وراء حجب المصارف العملة الصعبة عن الشركات رغم الاتفاق مع مصرف لبنان على تأمينها، تطرح اسئلة كثيرة عن “لعبة إحتكار” تمارسها جهات نافذة في البلد لغايات سياسية وتجارية وغايات اخرى غير معروفة!

من الجنوب الى البقاع. كيف كانت صورة المستشفيات الخاصة غير المجهزة لاستقبال “كورونا” ، وما هي حقيقة احتكار المواد والتجهيزات الطبية في البقاع؟

تخوف من الكورونا في الجنوب

جنوباً هناك تخوف حقيقي من ارتفاع عدد الاصابات بـ”كورونا” وإستفحالها لسببين: الاول ان الجنوب الذي يعتبر المكان الأكثر عرضة بسبب زوار إيران الَّذين سجلوا العوارض الأولى للإصابة بالكورونا.

والثاني ان الجنوب خال من المستشفيات الحكومية و إن وجدت فهي اشبه بمستوصفات وهذا طبعاً بشهادة وزراء الصحة المتعاقبين.

و حتى المستشفيات الخاصة غير مجهزة لاستقبال الحالات الحرجة بشكل عام و المصابين بالكورونا متى وُجدوا بشكل خاص.

قضاء صور

وفي قضاء صور، لا وجود اصلاً لأي مستشفى حكومي والمستشفيات الخاصة عدا عن السمعة التي “لا تبشر بالخير” فالمقولة الدارجة تقول: (إذا بدك تتحكم بدك تروح عا بيروت) و هذا مؤشر على عدم الثقة بالمستشفيات الخاصة ففي مدينة صور و قضائها ثلاث مستشفيات خاصة

“جبل عامل” و”حيرام” و”اللبناني الإيطالي”.

جبل عامل

في مستشفى جبل عامل، 18 سريراً للعناية الفائقة ولا يمكنها استقبال اية حالة اضافية.

و كذلك في “اللبناني الإيطالي” و “حيرام”  فالعدد أقل بكثير لجهة أسرَّة العناية الفائقة.

أزمة مواد طبية

وعن الازمة التي تعيشها مستشفيات لبنان والجنوب الحكومية والخاصة، لجهة فقدان الادوية والامصال والحقن والمواد الخاصة لمعالحة “الكورونا”، فيكشف طبيب جنوبي يعمل في مستشفيين، :”ان  حتى الساعة لا نقص سوى بمواد بسيطة كالكمامات التي فقدت منذ اليوم الاول لإعلان اول إصابة بالكورونا و ذلك لأسباب عدة من ضمنها جشع الصيادلة واصحاب مستودعات الادوية”. ويضيف :”اما في المستشفيات فلا زالت كل المواد متوفرة و ذلك بسبب عدم وجود حالات مصابة بالكورنا و تتعالج داخل المستشفيات، لا سيما في بداية الإعلان عن الكورونا حيث اشترى حزب الله كميات كبيرة من هذه المواد، فشحَّت من الصيدليات و لكن تمَّ تأمينها من جديد”.

كمامات وقاية من فيروس كورونا
كمامات وقاية من فيروس كورونا

ويشير أحد اصحاب الصيدليات الى ان “كل ما يخص معالجة الكورونا و الوقاية منها من ادوية و مواد موجودة بوفرة اذا كان عدد الحالات محدوداً في كل منطقة، أما اذا إنتشر العدد بكثرة فلا ادوية و لا امصال و لا امكنة كافية للمعالجة… سيواجه المصاب بالكورونا قدره من دون وزارة ولا دولة ولا مسؤول”.

البقاع

لم تكن تطمينات وزير الصحة بقدرته على احتواء الفيروس، وما تبعها من تصريحات عن الانتقال في معالجة الازمة من مرحلة الاحتواء الى مرحلة الانتشار، الا خيبة امل تضاف الى مثيلاتها نظرا للكوارث المتتالية التي  يتحملها الشعب اللبناني، وما من يسمع صرخة المه.

آخر ابداعات هذه السلطة وسياسة عدم ضبط الامور فيما خص مكافحة “كورونا”، وعدم اصدار قرار بمنع بيع المستلزمات الطبية بكميات وعدم اخراجها من الاراضي اللبنانية اذ تمنتع جميع الدول وحتى المصنعة  منها عن بيع المستلزمات الى الخارج نظراً للحاجة اليها.

تهريب الى سوريا

وعلم موقع “مناشير” أن تجاراً سوريين منذ نحو 15 يوم، بدأوا بجمع كميات من الامصال، والكفوف والكمامات والادوات الطبية ونقلها الى سوريا.

وأكد صيادلة وأصحاب مستودعات لهذه المستلزمات الطبية، قيام اشخاص محسوبين على حزب سياسي بشراء كميات من الامصال والادوية  العلاجية لفترة العزل.

وكشف عاملون في صيدليات بقاعية انهم باعوا كميات الى تجار سوريين، ولا زال الطلب عليها كبير، وهناك تخوف بقاعي من نفاد الكميات من المخازن والوصول الى وقت لا يجد المريض اللبناني هذه الانواع  في الصيدليات لعلاجه.

ويشير صاحب صيدلية في البقاع ، الى ان بعد اعلان وزير الصحة عن الانتقال الى حالة الانتشار، بدأت تزداد الطلبات على الأمصال والادوية والكمامات والمعقمات ليس من قبل مستشفيات والمستوصفات والأطباء فقط انما من تجار”، وأوضح الصيدلي أنه بحال استمر الطلب بهذا المنوال من المؤكد أن الصيدلية ستشهد شِحاً”.

وقال صيدلي عند طريق شتورا دمشق هناك هجمة غير مسبوقة على الصيدليات طلباً وشراءً لبعض انواع الأدوية والادوات الطبية”.

مواد مفقودة

وقال :”نلاحظ نفاذ الكميات في الصيدليات، معدداً بعض المستلزمات التي ارتفعت نسبة الطلب عليها. “كمامات n95 او ما يعادلها بالفعالية، سوائل تعقيم، كفوف وأمصال من مختلف الانواع وتوابعها بدأت بالنفاد”، وأضاف كما الادوية التي ارتفعت نسبة الطلب عليها بشكل ملحوظ، ادوية مخفضة للحرارة، ادوية للغثيان، وادوية ضد الملاريا والسارس، وفيتامينات للامصال او حبوب والات انعاش واوكسجين، او الات اوكسجين  صغيرة تعمل على الكهرباء، لباس كامل واقي من الفيروسات  overall ونظارات خاصة للوقاية ومسكنات مع المصل”.

مواد طبية
مواد طبية
السابق
إجلاء رواد كازينو لبنان.. اليكم التفاصيل!
التالي
وزارة تمنع موظفيها الدخول للعمل قبل فحص الحرارة!