المواجهة الأميركية .. لحزب الله الغُنم وللبنانيين الغُرم!

مقاتل من حزب الله
يبدو ان مصلحة لبنان في واد، ومصلحة "حزب الله" في وادٍ آخر، وذلك بسبب اصرار الحزب على مؤازرة ايران ومواجهة خصومها انطلاقا من لبنان.

تشتد الأزمة التي يواجهها لبنان منذ سنوات يوماً بعد يوم وذلك من خلال الحصار الاقتصادي والنقدي الذي فرضت واقعه العقوبات الأميركية على حزب الله” من جهة، وما ينتظر لبنان من استحقاقات صحية ومالية قد يعجز عن مواجهتها بدون دعم الدول الكبرى في المدى القريب بالرغم من محاولاته استيعاب مطالب الانتفاضة وإرهاصات التشكيلة الحكومية وما يُنتظر منها.

إقرأ أيضاً: بعد قتل وانتحار متهمي «حزب الله» بإغتيال الحريري.. ما الجدوى من صدور الأحكام؟

اذا كان لبنان يراهن على إمكاناته الذاتية لتجاوز الأزمة الاقتصادية عبر إعادة هيكلة الأزمة الاقتصادية من جانب، ومن جانب آخر عبر الاستعانة بالمغتربين اللبنانيين والتعويل عليهم والرهان على تحويلاتهم المالية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الوضعين النقدي والمصرفي في ظل قلة المرافق الإنتاجية حالياً وضعف مردودها.

فساد السياسيين

هكذا ينظر اللبنانيون لسياسييهم بعين اللعنة ، لأن أحداً منهم لم يبادر بالتضحية لأجل الوطن وأبنائه وإنقاذ البلد من الانهيار، بل وقفوا موقفاً يشبه المتفرج في المحصلة مترافقاً مع كثرة الثرثرة الإعلامية لتخدير القاعدة الشعبية بالوهم الكاذب ليقع الناس في فخ خداعهم مرة بعد مرة، فمالية عشرة من السياسيين في لبنان كافية لسد الدين العام وتفعيل عجلة المصارف وإنقاذ الوطن برمته لو توافرت الإرادة الصادقة والحرة التي تُحَتِّم على هؤلاء استرداد أموالهم من البنوك الخارجية ، ولا نقول هبتها للدولة ، بل إقراضها بصفر فائدة أو فائدة ميسرة بحيث يستعيد البلد عافيته شيئاً فشيئاً وتعود الثقة للنظام المالي والمصرفي وتتوقف حالة الهلع والخوف التي تجتاح مصير نصف الشعب اللبناني على ودائعه، والنصف الآخر يجتاحه قلق الرعب من المجاعة والفقر وتفشي الأمراض ، فلو فعل السياسيون ذلك بصدق لساهموا في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من وضع البلد المتعثر إلى حد كبير في المرحلة الراهنة ريثما يتمكن البلد من استغلال ثروته النفطية والغازية قبل فوات الأوان ..

غنائم “حزب الله” وحلفائه

وفي ظل كل هذا الجو المعقد مالياً واقتصادياً يقع الغرم على كل اللبنانيين الذين يتحملون وزر الضغوطات الدولية وعقوبات الولايات المتحدة الأمبركية  ضدّ حزب الله الذي يصرّ على اتخاذ لبنان ساحة للمواجهة، مؤازرة لإيران التي تموّله بالمال والسلاح نصرة لمحور الممانعة الذي تقوده، وقد ظهر جليا قبل ايام في قتاله دعما لنظام الأسد وخسائره البشرية الفادحة في شمال سوريا ضدّ القوات التركية.

 و”حزب الله” في ظل هذا الجّو له غنم ما يكسبه من منابعه ومغانمه المالية والتسليحية الإيرانية وغير الإيرانية التي هي له وحده لا شريك له ولا يشاركه فيها بقية اللبنانيين، وهي وإن أضرَّت بها العقوبات بنسبة كبيرة ، ولكنها ما زالت تتدفق بما يضمن حفاظ حزب الله على قواه التسليحية والتنظيمية والتعبوية للمعركة الكبرى الشاملة التي يتم التحضير لها …

وبعض الحلفاء في الدائرة الخاصة يشاركون جزئياً في الإفادة من مغانم حزب الله فقد استطاع “حزب الله” تجنيد هؤلاء الحلفاء فيها – ولو مرحلياً – بالدعم المادي والمعنوي في مشروعه السياسي الداخلي والخارجي ، وقد وقف بعض هؤلاء الحلفاء المستفيدين في “بوز المدفع” في المواجهة السياسية مع الولايات المتحدة الأميركية لكي يحافظ على مكاسبه المادية والمعنوية من تحالفه مع الحزب، وهذا من الأمور التي لا تحتاج إلى كثير من الحديث لإدراكها. 

فالغنم لحزب الله وبعض من حوله والغرم على كل اللبنانيين الآخرين الذي يعانون من تداعيات هذه المواجهة بين الحزب وأميركا على الصعيدين المحلي والدولي ، فمتى تتفكك منظومة الارتباط بين مغانم حزب الله ومغارم سائر اللبنانيين ليواجه كل مصيره بكل مرونة وإيجابية ؟

أو متى يكون كل اللبنانيين شركاء في ثروة “حزب الله” وثمرات انتصاراته في الداخل والخارج بعدما تحملوا معه ما تحملوا من ويلات المقاطعة والمواجهة باللحم الحي التي جنى وحده مغانمها على كل صعيد ؟

السابق
بعد قتل وانتحار متهمي «حزب الله» بإغتيال الحريري.. ما الجدوى من صدور الأحكام؟
التالي
في السوبر ماركت.. لبنان الذي كان صارَ في «خبر كان»