بعد قتل وانتحار متهمي «حزب الله» بإغتيال الحريري.. ما الجدوى من صدور الأحكام؟

المحكمة الدولية الخاصة بلبنان
أعلنت المحكمة الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، في بيانٍ أن "غرفة الدرجة الأولى في المحكمة قدمت إشعارًا بأنها ستصدر حكمها في قضية المتهم سليم عياش وآخرين خلال جلسة علنية في منتصف شهر أيار 2020، ويتساءل اللبنانيون عن فائدة صدور هذه الأحكام بعد ان تم قتل غالبية المتهمين عن ادارة وتنفيذ عملية اغتيال الحريري.

المتهمون الخمسة باغتيال رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري، وفق المحكمة الدولية هم المسؤولون العسكرين والأمنيون في حزب الله: سليم جميل عياش ومصطفى أمين بدر الدين وحسين حسن عنيسي وأسد حسن صبرا حسن حبيب مرعي.

إقرأ أيضاً: المحكمة الدولية إلى الواجهة من جديد.. العد العكسي للحكم على قتلة الرئيس الحريري بدأ

وكان تم اسقاط اسم القائد الجهادي العام للحزب مصطفى بدر الدين من مضبطة الاتهام (وهو المسؤول الأعلى رتبة في مجموعة الاغتيال بحسب المجكمة الدولية)، بعد الاعلان عن مقتله بصورة غامضة في سوريا بشهر ايار 2016، وهو كان خلف صهره الذائع الصيت عماد مغنية الذي اغتيل في سوريا عام 2008، بعد مطاردة المخابرات الاميركية والغربية له مدة سنوات، اثر اتهامه بتفجير السفارة الاميركية في بيروت وتفجير مقرات دبلوماسية وعسكرية عدة لأميركا حول العالم، وبحسب معلومات صحافية غربية تم نشرها عام 2015 ومقربة من التحقيقات، فإن “محققي المحكمة الدولية الخاصة بلبنان توصلوا إلى معلومات مفادها أن مصطفى أمين بدر الدين أجرى اتصالا هاتفيا بمغنية قبل دقائق فقط من التفجير الذي وقع وسط بيروت بواسطة سيارة ملغمة، وأسفر عن مقتل الحريري و21 آخرين، بينهم الوزير الأسبق باسل فليحان”.

حزب الله يحمي المتهمين

ومنذ ان اتهمت المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري هؤلاء المسؤولين عام 2011، رفض السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله كل ما يصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والناظرة في جريمة اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق واصفا هذه المحكمة بأنها أمريكية – اسرائيلية ” .

في أول رد فعل من حزب الله حينه قال الأمين العام للحزب حسن نصر الله ان الاتهام” لا يتضمن أي دليل مباشر، وأن المتهمين الأربعة مفترى عليهم ومظلومون”، وأعلن حمايته لهم، وتحدى اية قوة ان تتجرأ وتقترب منهم.

وحول الجهة السياسية التي أمرت بتنفيذ عملية اغتيال الحريري قالت صحيفة “نيويوركر” الأميركية أن المدعين في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان يملكون أدلة مقنعة بأن حكومة الرئيس بشار الأسد متورطة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ، وذلك في سياق تحقيق مطوّل عن قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

ونقل كاتب التحقيق ديكستر فيلكنز عن مسؤول كبير في المحكمة الدولية لم يذكر اسمه أن هناك أسبابا للشك في الايرانيين أيضا وبأن حزب الله هو الذي ضغط على الزناد، ولم يكن ليفعل ذلك من دون مباركة سوريا وإيران ودعمهما اللوجستي، بحسب مصدر “نيويوركر”.

وتعليقاً على هذه المعلومات، نقل فيلكنز عن روبرت باير المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات الاميركيةCIAقوله: “إذا كانت ايران فعلا متورطة، فلا بد من أن يكون قاسم سليماني في قلب هذه العملية”.

لا إفلات من العقاب

منذ تاريخ اغتيال رفيق الحريري في 14 شباط 2005، وتحت شعار “لا افلات من العقاب” تحركت الدول الكبرى وامرت اجهزتها الامنية والعسكرية بتتبع المتهمين، فتم اغتيال المسؤول الجهادي العام لحزب الله عماد مغنية، ثم  نائبه قائد المجموعة المنفذة لاغتيال الحريري بحسب لائحة الاتهام الدولي مصطفى بدرالدين، وكانت الخاتمة بعملية اغتيال قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني وهو كان القائد الأعلى للعمليات الامنية والعسكرية  لمحور الممانعة في العراق وسوريا وايران ولبنان واليمن، والمتهم انه اعطى الأمر بالتنفيذ، بحسب ما تسرب من التحقيقات كما ذكرنا آنفا.

أما على الصعيد السوري فقد تم الاعلان عن انتحار رئيس جهاز الامن والاستطلاع للقوات السورية في لبنان اللواء غازي كنعان عام 2005، وبعد عشر سنوات عام 2015 تم اغتيال خليفته رستم غزالة قرب بلدته خربة غزالة جنوب سوريا بشكل غامض، وكذلك اعلن عن مقتل العميد جامع جامع في معارك دير الزور مع المسلحين عام 2013، الذي كان مسؤولا للمخابرات السورية في بيروت عام 2005!

وبهذا يكون قد تم اقفال ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري في الوعي اللبناني، ولذلك مرّ خبر موعد صدور الحكم بقضية الاغتيال أمس مرور الكرام ولم يجرِ التعليق عليه حتى من الصحافة اللبنانية، فالجلاد الدولي نفّذ الحكم في قتلة رفيق الحريري قبل صدور الاحكام، والقضية حفظت في الذاكرة اللبنانية مثلها مثل سائر عمليات الاغتيال الكبرى بالمتفجرات المقيّدة ضدّ مجهول والمعروفة جيّدا من قبل الناس منذ لحظة وقوع التفجير.

السابق
هلع وزير الصحة ينتشر على «تويتر».. تحوير إنتباه ولعب بمشاعر الناس؟
التالي
المواجهة الأميركية .. لحزب الله الغُنم وللبنانيين الغُرم!