بعد الخشية من انقراضه.. تعرّف على أقدم زيت زيتون في سوريا!

زيت الخريج

تمتاز سوريا بإنتاج  مجموعة من الزيوت المشتقلة من الزيتون الذي تنشط زراعته في العديد من المدن السورية، ولعل أشهر أنواع هذه الزيوت وأقدمها هو “زيت الخريج”.

وتنتشر مناطق إنتاجه في الساحل السوري لكنها تتركز بكثافة في مدينة “جبلة” الساحلية التابعة لمحافظة اللاذقية.

ويعد الزيت من أنقى الزيوت السورية كونه يستخرج من الزيتون الخالص ولا تدخل أي مواد أخرى في تركيبته، لذلك يُعتبر زيتون طبيعي 100% ومن أنظف أنواع الزيتون في العالم.

وحيث لا يعرف تحديداً التاريخ الأصلي لاكتشاف هذا الزيت وبدء صناعته إلا أن مصادر عديدة تحدثت عن اكتشافه يعود إلى الفترة التي سبقت نشوء مملكة أوغاريت الشهيرة على ساحل البحر المتوسط، وتتعزّز هذه الرواية من خلال اكتشاف حبوب زيتون مسلوقة يعود تاريخها إلى ما قبل زمن مملكة أوغاريت، كما اكتشف علماء آثار “الباطوس” وهو كلمة سريانية تعني “الحجر الدائري” وهذا الحجر يُستخدم في تصنيع زيت الخريج.

ويذكر أن “الخريج” يعود إلى كلمة “استخراج” وهو ما يتطايق مع طريقة صنع هذا الزيت حيث يتم استخراجه من زيت الزيتون.

ويتركز إنتاجه حالياً  في عدد من مناطق الساحل السوري ومنها “مدينة جبلة، بيت ياشوط، حراما، الدالية، دوير بعبده والقطيلبية”.

إقرأ أيضاً: السوريون يسخرون.. هكذا يفحص مطار دمشق المسافرين من خطر «كورونا»!

وللحصول على النقاوة الكاملة يمر إنتاج زيت الخريج بعدة مراحل، تبدأ بتنظيف وتعقيم حبّات الزيتون، ثم تكسيرها ضمن آلة حجرية يدوية تسمى “الباطوز” ثم السلق والتنشيف لمدة أسبوع، ثم تكسير مرة أخرى حتى الطحن.

وأثر تدهور الوضع الاقتصادي في سوريا والخشية من انقراض مجموعة من الصناعات التراثية على صناعة الزيت وذلك نتيجة عدّة عوامل يأتي على رأسها الصعوبة والتعقيد في عملية إنتاجه، والتي تتطلّب وقتاً وجهداً كبيراً، فضلاً عن هدر كميات كبيرة من الزيتون مقابل إنتاج كمية قليلة من زيت الخريج الصافي.

لكن انتشار المعاصر الحديثة التي تنتج الزيت بشكل أسرع حدّ من القلق حول انقراض صناعة الزيت.

يعرف زيت الخريج من كثافته، ولونه الغامق الأقرب للون الأسود، ويعتبر غير صالح للاستهلاك في حال زادت حموضته عن 5% حيث تحدّد منظمة الصحة العالمية درجة 3.3% كأعلى نسبة حموضة للزيت.

السابق
بعد أزمة الخبز.. إستقالة «مفاجئة» لرئيس اتحاد الأفران والمخابز!
التالي
إسرائيل تغتال «عماد الطويل» .. مؤسس البنية التحتية لحزب الله في القنيطرة!