نشر الصحافي طانيوس دعيبس على صفحته على “فايسبوك” رسالة الى “أصدقائه اليساريين” بدون إستثناء بمناسبة أحاديث “المدينة” و”الأبراج”، وقال في تفاصيل الرسالة التالي:
“الإنتفاضة شعبية بحركتها، سياسية-إقتصادية-إجتماعيةـثقافية بمضمونها. وأنتم لا تختلفون على هذا التوصيف.
الإنتفاضة لا تنتمي إلى فكر مؤدلج أو عقائدي. وأنتم لا تختلفون على هذه الحقيقة.الإنتفاضة ليست تعبيراً عن “لحظة ثورية” بالمفهوم اللينيني. وأغلب الظن أنكم لا تتبنون هذا التقييم “الثوري””.
إقرأ أيضاً: ولادة «لقاء تشرين» من رحم الثورة.. لنموذج تنموي جديد!
أضاف: “الإنتفاضة لا تمتلك مشروعاً للتغيير موحداً، ولا برنامجاً متكاملاً تتبناه (لا أتحدث هنا عن عدد من الشعارات التي يتوحّد خلفها المنتفضون، الصحيحة في المكان والزمان المحدّدَيْن). وأنتم من بين كثر من المنتفضين غير اليساريين، تسعون إلى جوامع مشتركة تبلور أهداف الإنتفاضة وتزخّم حركتها”.
وقال: “أنا أزعم أن الإنتفاضة إنفجار لتراكم مديد في الزمن تكدّس بفعل طبيعة النظام الطائفي، بكل تجلياته السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية. ساهم بحدوث هذا الإنفجار عاملان: عجز النظام عن إعادة إنتاج نفسه بعد إستهلاكه وسائل الإنتاج الخاصة به، والأزمة الاقتصادية التي أوصلها إلى حالة الإنهيار ذلك العجز بالذات (العامل الخارجي وإمتداداته قيمة مضافة على العجز وليست سببه). ضربت تأثيرات هذا العجز أكثرية اللبنانيين الساحقة فأنتفضت بوجهه في الشارع وفي المنازل، في الممارسة وفي القناعات الجديدة الآخذة في التشكّل في وعي المواطنين الذين بدأوا يدركون، ولو بشكل ضبابي، مأساة إعتبارهم مجرّد رعايا وحقل إختبار لمعادلات زعماء سلطة التحالف الطائفي المهيمن على الدولة”.
وجدد دعيبس دعوته لأصدقائه اليساريين، قائلاً: “لقاءا “المدينة” و”أبراج”، غير اليساريَين حصراً، هما نقطة في بحر هذا الذي أسمّيه تحولاً تأسيسياً في الاجتماع السياسي اللبناني. محاولة تظهيرهما على أنهما “نتاج يساري” غير مفيدة”.
وختم: “اليسار بكل تنويعاته، المتفق مع بعضه والحاقد على بعضه البعض والحامل ضغائن الماضي والمتجاوز لها، جميعه جزء من الإنتفاضة، فاعل من فاعليها، لا هو محركّها ولا منتجها. فهمه لطبيعتها شرط من شروط إنخراطه في مساراتها، وحسن تعزيز حضوره فوق مساحتها. وأول الفهم الإبتعاد عن الإيديولوجيا”.
