«الثنائية الشيعية».. «رياضيات سياسية» خارج «الروح الرياضية»!

الحزب

الفخ الذي وقع فيه الثنائي الشيعي في علم الرياضيات السياسية…..

في كافتيريا مستشفى الزهراء الجامعي، شرح لي صديقي وهو يتناول النسكافيه وعلى الورقة وبالقلم، كيف وقع الثنائي الشيعي في فخ سياسي محكم نصبه خصومهما، فوفق معادلة الرياضيات في السياسة كانت الدولة اللبنانية توازي التالي:
الدولة اللبنانية= حركة امل +حزب لله+التيار الوطني الحرّ+تيار المستقبل+حزب التقدمي الاشتراكي+القوات اللبنانية.
وبما ان حزب لله حليف استراتيجي للتيار الوطني الحرّ ولحركة امل فذلك يعني: حزب لله=التيار الوطني الحرّحزب لله=حركة املما معناه: حركة امل +حزب لله+التيار الحر=حزب لله +حزب لله+حزب لله.

اقرأ أيضاً: «الثنائي الشيعي» يغسل الأموال المنهوبة بإستثمارات في أميركا وقبرص و..كربلاء!

دويلة حزب الله

بعد استقالة المستقبل وانسحاب القوات وخروج الحزب التقدمي الاشتراكي من الدولة، اصبحت معادلة الدولة اللبنانية التالي: الدولة اللبنانية= التيار الحر+ حركة أمل + حزب الله في إعادة تركيب المعادلة وفق ما اتينا على ذكره أعلاه تصبح المعادلة: الدولة اللبنانية=حزب لله +حزب لله + حزب لله. وإذا انتبهنا أن حزب لله متهم بالدويلة المختبئة في تحالفات مع خصومه داخل الدولة الكبرى، تصبح المعادلة التالي: الدولة اللبنانية= حزب لله +حزب لله +حزب لله = دويلة حزب لله. ما معناه: الدولة اللبنانية= دويلة حزب لله.

إذا انتبهنا أن حزب لله متهم بالدويلة المختبئة في تحالفات مع خصومه داخل الدولة الكبرى، تصبح المعادلة التالي: الدولة اللبنانية= حزب لله +حزب لله +حزب لله = دويلة حزب لله

إذن الدولة اللبنانية اليوم هي بالتمام والكمال دويلة حزب لله ما معناه ان دول الخليج والولايات المتحدة الاميركية والمانيا وبريطانيا الذين يعتبرون حزب لله تنظيما ارهابيا اصبحوا يرون في الدولة اللبنانية الحالية دولة ارهابية وفق معادلة:الدولة اللبنانية= دويلة حزب لله= منظمة ارهابية.ووفق هذه الرؤية و وفق هذه القاعدة يكون الاعداء والخصوم قد اظهروا الى العلن جوهر الدولةاللبنانية المستتر او الدولةالعميقة للدولة اللبنانية المكشوفة ما يبرر لهم استهدافها مباشرة من دون الاخذ بعين الاعتبار خصوصية الدولة سابقا واختلافها وتميزها عن حزب لله.

انهيار الدولة مالياً

ما كان على حزب لله ان يدخل الدولة بوزراء ولا بنواب بل ما كان على حزب لله باعتباره مقاومة استراتيجية ناجحة ومشرّفة ضدّ العدو الاسرائيلي ان يتخلى عن سريته كحزب وكمقاومة بين الناس أولاً وفي الدولة ثانياً. كان على الحزب أن يواجه ويجابه ويشارك بعناصر وطنية صادقة ومستقلة في عدائها لإسرائيل قولاً وفعلاً كالشيوعيين وكالقوميين وكالناصريين وكشخصيات مستقلة على سبيل المثال وليس الحصر، بدل إبعادهم حتى في البلديات والتشكيك بهم. ما نشهده من حرب مالية اقتصادية أميركية – خليجية حالياً يستهدف حزب لله اولا وبما ان حزب لله وفق المعادلة الرياضية يوازي الدولة اللبنانية فان انهيار الدولة مالياً واقع لا محالة لان رأس المقاومة مطلوب أينما كان حتى اشعار آخر في حرب وجودية مكشوفة و واضحة ضد العدو الاسرائيلي.

الجميع يتآمر على الجميع بابتسامة و بلباقة وبهدوء وبعسل الكلام المسموم في دولة مهددة بوجودها وببقائها بين الدول

عرف المستقبل والقوات والاشتراكي كيف ولماذا يهجرون الدولة لايقاع حزب لله في الفخ  وصدق الرئيس نبيه بري حين حاول التمسك بحكومة وحدة وطنية بشراسة متكرما حتى بـ”لبن العصفور”على الرئيس سعد الحريري لإغرائه ولعدم انكشاف الدولة اللبنانية كدويلة مطابقة لدويلة حزب لله.
حزب لله يعلم ويعرف ذلك ومن اجل هذا تمسك بالرئيس الحريري الا ان الحريري وشركائه وعلى ما يبدو مرتبطين بموعد آخر افضل لهم ،يحلمون به على ضفة نهر بانتظار مرور جثة خصمهم.

اقرأ أيضاً: هل تتحول «الثنائية الشيعية» إلى «آحادية متوحشة»؟

الجميع يتآمر على الجميع بابتسامة و بلباقة وبهدوء وبعسل الكلام المسموم في دولة مهددة بوجودها وببقائها بين الدول.
في معركة عض الاصابع يخسر من يصرخ من الالم قبل الآخر إلا أن الجميع متألمون وسيدفع الجميع الثمن غاليا قريبا.ما انتهى صديقي من الكتابة والرسم والاثبات بالمعادلات الرياضية حتى رنّ هاتفه المحمول ليعتذر على امل اللقاء قريباً وقريباً جداً للحديث عن أخطاء اليسار اللبناني وعدم اهليته حاليا لاستلام القيادة.

السابق
عنصرية ترامب تصل الأوسكار: «إلى أي حد كانت الجائزة سيئة؟!»
التالي
حسين عزالدين لـ«جنوبية»: نعمل على مبادرة جنوبية عابرة الساحات