اللعبة خرجت من يد الدول الكبرى.. «إدلب» ترسم خارطة سوريا الجديدة!

أردوغان بوتين
سباق محموم بين التصريحات المتبادلة حول إدلب وخط سير المعارك الذي خرج من نطاق الشمال ووصل إلى الساحل السوري معقل القوات الروسية

“لقد تركنا فترة طويلة جداً مسألة وقف النار في يد روسيا في إطار صيغة أستانا. في السابق لم يكن الوضع واضحاً، أما الآن فلم تعد الثقة بمجموعة أستانا مناسبة في ما يتعلق بتحقيق وقف العنف”. هكذا بدأت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة كيلي كرافت حديثها في جلسة مجلس الأمن التي شهدت نزاع عمره ثمانية سنوات على مصير المستقبل السياسي لسوريا، هذه المرة من بوابة إدلب حيث تشهد التصريحات الروسية التركية ذروتها وسط مشاحنات وصلت إلى حرب باردة قد تتصاعد إلى نقطة اللاعودة.

الكلام الأميركي الداعم للموقف التركي حيث تتحمل تركيا برأي الولايات المتحدة عبئاً كبيراً باستقبال ملايين اللاجئين السوريين. وبين تنديد ألماني وإعلان وفاة اتفاق أستانة، ومطالبة فرنسية بتحرك عاجل لإنهاء الأزمة الإنسانية السورية بشكل فوري. تزامن ذلك مع أحداث لها وقعها على الأرض بدءاً بتصريح أردوغان يوم أمس بأن المحادثات مع موسكو في الأسبوعين الأخيرين فشلت في التوصل “إلى النتيجة التي نريدها”، وحذر من أن تركيا قد تشن عملية في سوريا ما لم تسحب دمشق قواتها قبل نهاية الشهر الجاري. وقال في خطاب بثه التلفزيون: “بات شن عملية في ادلب وشيكاً… بدأنا العد العكسي، هذا آخر تحذيراتنا”.

إقرأ أيضاً: جحيم الأسد أم مطامع أردوغان.. إدلب آخر قطع الكعكة السورية!

ولكن ماذا عن سلاح الجو التركي هل يتدخل في المعركة إن حدثت، الجواب كان روسياً من توقع السيناريو الأسوء في سوريا إذا ما تواجه حليفا الأمس في ساحة الصراع، فلم يكن نبأ استهداف قوات النظام في جبلة الساحلية قرب قاعدة حميميم الروسية ليمّر عابراً لارتباطه مكانياً وزمانياً بتطورات الوضع في إدلب، وذلك بعد يومين فقط على استهداف القاعدة الروسية بطائرات مسيرة وأنباء عن وقوع قتلى من الجنرالات الروس.

موسكو التي تحدثت عن إمكان عقد قمة روسية – إيرانية تركية – في طهران مطلع آذار المقبل في حال موافقة أنقرة على ذلك، تبدو كأنها تتجنب الاستفزازات التركية لصالح أكبر كمية من الوقت يمكن من خلالها تمكين النظام من بسط نفوذه على شطر أوسع من إدلب وتغيير اتفاقيات التفاوض مع تركيا.

وبين مهلة أردوغان للنظام السوري للانسحاب من إدلب إلى خلف نقاط المراقبة التركية والتي تنتهي في آخر شباط الجاري، وتحضير روسيا للقمة الثلاثية مطلع آذار فإن أيام تاريخية تنتظر سوريا على طرقات إدلب ستؤثر حتماً على شكل السيادة السورية وربما لسنوات طويلة قادمة.

السابق
بالفيديو.. تحرك ضدّ فلتان الأسعار ووزارة الاقتصاد تدعو «المواطنين» لمساعدتها!
التالي
حسن صبرا لـ«جنوبية»: الثورة عرّت مسؤولين تسببوا بإنهيار أخلاقي ومالي