لاريجاني يزور لبنان ضمن «هلال النفوذ» الإيراني.. فهل توصد الأبواب بوجه دياب؟

علي لاريجاني

زيارة مُفاجئة قام بها رئيسُ مجلس الشورى في إيران علي لاريجاني الى لبنان في ظل التوتر السياسي الذي تشهده إيران مع أميركا، وما يمثّله لبنان من إحتواء لمنظمة تُصنّفها الولايات المتحدة على أنها منظمة “إرهابية”، مما جعل زيارة لاريجاني بمثابة وضع “الزيت على النار”، وكأن لبنان لا ينقصه بعد إلّا تبعات مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ليغرق أكثر وأكثر في أزماته السياسية والإقتصادية، وسط محاولات حثيثة يُحاول رئيس الحكومة حسان دياب القيام بها للحصول على مساعدات خارجية، فهل توصد الأبواب بوجهه بعد الزيارة؟

إقرأ أيضاً: لاريجاني.. تعويم «الدويلة» على حساب الدولة!

في هذا الإطار، كتبت صحيفة “الراي”: “لم يكن عابراً أن يدشّن رئيسُ مجلس الشورى في إيران علي لاريجاني زياراتِ التهنئة الخارجية بالحكومة اللبنانية الجديدة في الوقت الذي تجهد بيروت، في إطار محاولاتِ استقطابِ دَعْمٍ خارجي يوقف تَدَحْرُج كرة الانهيار المالي، لـ “تمويهِ” انقطاع الخيْط الرفيع الفاصل بين الدولة و”حزب الله” وامتداده الاقليمي والذي ظهّرتْه بلا لبْس تشكيلة اللون الواحد التي وُلدت في كنف الحزب وفريق رئيس الجمهورية ميشال عون والغالبية البرلمانية التي يُمْسِكان بها”.

تُضيف: “جاءت محادثاتُ لاريجاني أمس مع عون ورئيسيْ البرلمان نبيه بري والوزراء حسان دياب مُدَجَّجَةً بالرسائل انطلاقاً من الأبعاد الاقليمية النافرة لـ “إغراق” الحكومة الوليدة – التي اعترف “حزب الله” علناً بلسان السيد حسن نصر الله بأن القول إنها حكومته “يؤذي لبنان وعلاقاته العربية والدولية” – بالاحتضانِ الإيراني المباشر لها، بما جَعَلَ أي قراءةٍ لهذه الزيارة خارج “الصحن” الاقليمي أمراً غير واقعي”.

ونقلاً عن أوساطٌ واسعةُ الإطلاع تقول “الراي”: “أن زيارة لاريجاني (التقى نصر الله ايضاً) على رأس وفدٍ برلماني، وإن نُقل عن مصدر بالسفارة الإيرانية أنها أتت بدعوةٍ رسمية من بري “للبحث بمسائل برلمانية”، فإنّها قد توفّر مادةً دسمةً للأطراف الخارجية التي تضع لبنان بدائرة المراقبة اللصيقة لكيفية إدارة التحوّل السياسي الذي عبّرتْ عنه الحكومة بما يُبْقي على مَنْفَذٍ لـ “دول الدعْم” لإشاحة النظر عن التصاق السلطة بالكامل بـ “حزب الله”.

وتوقّفت الأوساط عند وصول لاريجاني آتياً من دمشق وفي طريقه إلى بغداد، ما جَعَلَ محطتَه اللبنانية كأنها من ضمن “الأوعية المتصلة” بين “هلال النفوذ” الإيراني وحلقاته المترابطة، في الوقت الذي تمْضي واشنطن بتشدّدها حيال طهران وأذرعها وبمقدّمها “حزب الله”، وأيضاً فيما تتخذ الدول العربية والخليجية، التي يحاول دياب طرْق بابها لزياراتٍ متوالية، وضعيةَ الانتظار للتموْضع السياسي العملي الذي ستتخذه الحكومة.

وأتى كلام لاريجاني في مؤتمره الصحافي مساء أمس ليزيد من “متاعب” لبنان الرسمي، إذ هاجم واشنطن معتبراً “ان جريمة اغتيال اللواء قاسم سليماني تُعدّ جريمة إرهاب وهي عملية جبانة ومستنكرة وأسلوبها يدل على ضعف الولايات المتحدة التي لم تستطع أن تحقق أهدافها بأساليب أخرى”، معتبراً “أن إتخاذ الحكومة العراقية قرارات كإخراج القوات الأميركية ناجم عن تصرفات الولايات المتحدة على الأراضي العراقية”.

السابق
خناق «صندوق النقد» يشتّد حول رقبة «حزب الله».. هل يقع الصدام؟
التالي
مأساة جنوبية.. مدفأة تقتل ابراهيم وزوجته!