هل آن الأوان ليترجل الحريري عن «حبال» ١٤ شباط.. بعد ١٥ عاما؟

سعد الحريري

 إذا قفزت من الدور العشرين فاعلم انه لا يمكنك تغيير رأيك في الدور الخامس، هي الطبيعة من فرضت علينا هذه المعادلة، وقابلية التخلص منها يستوجب ما هو خارج عنها، لأن العودة إلى ما قبل إتخاذ القرار صعب جداً.

خمسة عشر عاماً تغيير فيها العالم بأسره لكن لم يتغيير أي شيء في معرفة حقيقة من أخذ قرار موت جسد رفيق الحريري ومن خطط ونفذ وساهم في حصول هذا الفعل. بالمقابل فإن المشكلة التي يواجهها الحريري الابن اليوم لا يمكن حلها بنفس مستوى التفكير الذي كان عليه حين حصل فعل الإغتيال. إذ لا يوجد أقوى من فكرة آن اوانها.

فهل آن أوان تحرر سعد الحريري ولو متاخرا” من سلطة الإذعان والإمتثال والتعاون القصري والإلتزام بما فرض عليه في فترة ضياع الرؤيا وبعدما فقد القدرة على التمييز حينها بين المثير المحفز والإستجابة؟ حرية الإختيار وليس الإختبار والقدرة عليها تستوجب أن تقف أولاً وسريعاً في تضاد واضح مع عقلية الضحية وثقافة اللوم. ذلك أن الغرق فيها لفترة طويلة ومن ثم العدول عنها لن تجعل منك إلا كمن انصرف ومن معه عما هم عليه نادمين. 

إقرأ أيضاً: في الذكرى الـ 15.. هكذا يستذكر السياسيون الشهيد رفيق الحريري!

يروي أحدهم انه وفي اثناء عمله ذات مرة مساعدا لمعلم حياة لمجموعة من الاشخاص، وبعد الاستمرار لوقت طويل من دون طعام او ماء او نوم على الإطلاق، هبط من جبل وكان بحاجة لعبور نهر مضطرب لكي يحصل على ما فاته من طعام وشراب من الجانب الآخر للنهر، كان هنالك كما قال في روايته حبل رفيع ممدود بين شجرة في الضفة التي هو عليها وأخرى على الضفة الأخرى حيث مبتغاه، فتبرع من شدة انفعاله  للعبور أولا ظانا في نفسه قوة أكثر من الواقع، فاخذ يقفز ويتمايل إعجابا عند منتصف الحبل بدلا من الاستفادة من قوته للوصول الى الطرف الآخر، حينها بدأ يشعر بتهاوي قوته فحاول الوصول الى الجانب الآخر سريعاً  لكن قوته تابعت خوارها، وفي النهاية سقط في ذلك النهر الهادر.

وحين وصل الشاطىء بعد انجراف مع التيار لوقت ليس بقصير استلقى على الأرص منهكا تماما وطلابه منخرطون في الصياح والضحك في بيان واضح لقول القائل ما كل ما يتمنى المرء يدركه—–رُبَ امرءٍ حتفهُ فيما تمنَاه.يبدو إذن، أننا مضطرون للإيمان بوجود خطأ أو صواب فعليين، قد يخطىء الناس فهمهم احيانا تماما كما في حل مسألة حسابية لكن يبقى أن جدول الضرب غير خاضع للذوق او الرأي الخاص.كرم سكافي

السابق
بعد فيديو قيادته الطائرة.. هل سقط محمد رمضان في جُرم ما فعل؟!
التالي
بالفيديو.. توتر بين محتجين ومناصري المستقبل بالقرب من ضريح الحريري.. واتهامات متبدالة!