فنانو سوريا ولبنان يتراشقون.. «عنصرية» سببها الدراما المشتركة!

تيم حسن نادين نجيم
هل هي عنصرية؟! إذا كانت الحكاية الدرامية تبنى على أساس علاقة الحب التي لا تفرق بين الجنسيات بعكس مواقع التواصل الملأى بتصريحات تفوح بالعنصرية!

ما زالت الدراما المشتركة مثار جدل رغم مرور عقد على انطلاقها بشكلها الحالي، من فورمات مسلسل “مطلوب رجال” الذي أنجزه المخرج حاتم علي في دبي وجمع ضمنه الفنانة السورية جومانة مراد مع الفنانة اللبنانية نادين نجيم وعدد من الفنانين السوريين والمصريين واللبنانيين، كانت البوابة لعهد جديد من الدراما العربية التي تلغي خصوصية المجتمعات المحلية وتقدم نمط مسلسلات السوب أوبرا بطابع عربي يسمح لأي ممثل من أي جنسية كانت لعب الدور سواءً كان مصري لأم لبنانية وأب سوري أو العكس.

الدراما المشتركة تقدمت وتكاثف الإنتاج مستفيداً من تدهور الصناعة في سوريا، فكان الاستقطاب من قبل الشركات اللبنانية للممثلين السوريين بداية ومن بعدها المخرجين والكتاب فضلاً عن الفنيين السوريين الذين يضمنون للشركة يد عاملة أرخص من حيث التكلفة مع خبرة في العمل نظراً للإرث الطويل للدراما السورية وتشبع الصناعة في مجالات تقنية وفنية عديدة.

إقرأ أيضاً: زياد برجي: لو كنت مكان زوج نانسي عجرم.. لفعلتُ أكثر!

ولكن ما حدث، جاء بالضرر على الصناعتين فمن ناحية اتجهت الدراما السورية نحو فصل من الإنتاج الضعيف الذي يعتمد على أسماء شابة لم تختمر بعد مع جرعة عالية من التشبيح قننت وجود المبدعين ودفعت أصحاب الأفكار المبدعة للهجرة خاصة على صعيد الكتاب الذين لم يجدوا احتراماً لنصوصهم في سوريا فاضطروا لظرف العيش التوجه للدراما المشتركة.

وهذا ما قوبل في لبنان بحضور أكبر للفنانين السوريين ما دفع بعض النجوم والممثلين الشباب للهجوم على الحضور السوري في الأعمال المنجزة داخل لبنان، وعلى ضوءه تعالت نبرة الكلام العنصري ولم تترك وسائل الإعلام مناسبة لتحاور فنان سوري أو لبناني وتلعب على وتر العنصرية حتى وصل الموضوع إلى القنوات العربية، وذلك بعد سنوات من ترسخ ثنائية البطل السوري مقابل البطلة اللبنانية.

وخلال اليومين الفائتين امتلأت الصفحات السورية واللبنانية بتصريحين جديدين أذكيا نار الخلاف في الدراما المشتركة تزامناً مع انطلاق عمليات التصوير للموسم الرمضاني القادم، وكانت البداية مع الممثل طلال الجردي ضمن برنامج “منا وجر” على قناة الـMTV اللبنانية، حيث أجاب طلال على سؤال حول تفوق الممثل السوري على اللبناني في الأداء، فقال أن التفوق غير صحيح وأشار إلى أن الممثل السوري لا يمتلك أي ميزة زائدة عن اللبناني لكن اسم السوري بيّاع للقنوات العربية الكبرى التي تشتري الأعمال الرمضانية، وذكر طلال أسماء نجوم الصف الأول في الدراما المشتركة على أنهم “بياعين” ليس أكثر.

التصريح استفزّ الصفحات الفنية التي هاجمت طلال واعتبرت كلامه إلغائياً خاصة أن الممثلين السوريين كانوا قد أثبتوا نفسهم عربياً بأعمال سورية محلية قبل التوجه إلى الدراما المشتركة.

التصريح الثاني جاء من الفنان أيمن رضا عبر برنامج “المختار” عبر إذاعة “المدينة”، فاعتبر أيمن أن تعامل الدراما اللبنانية مع الممثلين السوريين بات سيء من ناحية الأجور والنظرة الفوقية. وذكر أيمن الأصول المشتركة بين العائلات السورية واللبنانية وعن انفتاح السوق السورية أمام اللبنانيين كسوق أرخص من سوريا، وذكر رضا بموقف عنصري تعرض له على الحدود حين سأله موظف في الجمارك عن سبب زيارته لبنان كفنان: هل أتيت لسرقتنا أيضاً؟! فكان رد أيمن: “جئت لأضع نقودي في بنوككم”.

إقرأ أيضاً: مقابلة «طوني خليفة» قلبت الطاولة.. نانسي عجرم تُهدّد بمقاضاة المهاجمين!

واعتبر رضا أن حضور الفنانين السوريين في لبنان هو الذي ساهم في نمو الإنتاج داخل لبنان معتبراً حديثه ممثلاً للشعب السوري بكامله وليس رأيه كفنان.

فهل بات الفنان يلهث خلف تريند أم هي لعبة الإعلام التي باتت تجد في الموضوع سلعة دائمة للتسويق كما حدث في قضية الفنانة نانسي عجرم الشهر الفائت والثوب العنصري الذي أكسب للحادثة وتراشقت فيه الصفحات ودخل فيه الفنانون السوريين واللبنانيون على خط التصريحات أيضاً!

السابق
«إعلاميون من أجل الحرية» تستنكر التعرض لزبيب: الحادث الأخطر في سجل استهداف حرية الإعلام !
التالي
المحكمة الجعفرية خطوتان إلى الوراء: «شروط» غير ملزمة.. و«تكريم» في غير محله! (5)