«حزب الله» يتراجع.. ويدفع نحو التهدئة لتخفيف الضغوطات الدولية!

حزب الله

يبدو ان “حزب الله” لمس خطورة وجدية الأزمات التي يعيشها لبنان، مع تنفيذ المجتمع الدولي والدول العربية تهديداتهم بحجب المساعدات المالية الموعودة والتي وحدها قادرة على انقاذ لبنان من الكارثة الاقتصادية والمالية التي بلغت مستويات خطيرة.

وبالفعل قرر “حزب الله” المهادنة واتباع نهجا جديدا عبر خفض سقوف المواجهة بغرض التخفيف من الضغوط الدولية التي باتت تنال من بيئته الحاضنة مباشرة. في هذا السياق، قالت مصادر مطلعة، لـ”العرب اللندنية”، إن “حزب الله” لم يعد يدفع، كما فعل في عهد حكومة سعد الحريري السابقة، إلى تطبيع العلاقات السياسية بين بيروت ودمشق، وهو متحفظ على طرح هذه المسألة هذه الأيام على نحو يتناقض مع حماس العهد في هذا الشأن”.

وتسرّب مصادر حزب الله التسليم بما يقرّره حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري في شأن مسائل ترسيم الحدود، البرية والبحرية، بين إسرائيل ولبنان.

وترى المصادر أن هدوء الحزب قد يكون مؤقتا وسيعود عنه إذا ما تطلبت الرغبة الإيرانية ذلك، إلا أنه أمام امتحان مهمّ أمام اللبنانيين خلال الأسابيع المقبلة، خصوصا الشيعة منهم، لتقديم الدليل على قدرته على إنجاح مهام حكومة كان وراء ولادتها.

إقرأ أيضاً: «حزب الله» يتبرأ من «حكومته» ويتنبأ بفشلها!

ولفتت “العرب” إلى أن حزب الله يجنح إلى التهدئة في مواقفه السياسية بالنسبة إلى الخارج بناء على تقييم أجراه الحزب داخل دوائره القيادية ولم تكن إيران بعيدة عن هذا القرار.

ويدفع حزب الله نحو تبرئة الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة حسان دياب من تهمة التبعية له ولأجنداته، وترى مصادر سياسية أن الحزب لا يتحرك بمعزل عن الدور المطلوب منه إقليميا وفق خارطة الطريق التي توضع في إيران، وأن هدوء خطابه هذه الأيام ليس وليد قرار ذاتي، بل هو جزء من نتائج المداولات التي تجري في الداخل الإيراني بعد العملية الأميركية التي قتلت قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني.

وكشفت المصادر أن التهدئة تأتي أيضا بعد أن نشطت القنوات الدولية مع طهران في محاولة لتخفيف التصعيد، والتي كان أبرزها الزيارة التي قام بها منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى طهران

ويسعى الحزب للتخفيف من خطابه المعادي للخارج، لاسيما ضد دول الخليج، لما لهذا الخارج من أهمية قصوى في توفير الدعم المالي العاجل الذي يحتاجه البلد للخروج من مأزقه.

ويدرك الحزب أن بيئته باتت تعاني كثيرا من ثقل الأزمة الاقتصادية وأنها تنظر بعيون غاضبة إلى المواقف التي يطلقها الحزب ضد المجتمعيْن العربي والدولي دون أن يكون للحزب بديل، خصوصا وأن العقوبات الأميركية جعلت إيران عاجزة عن لعب الدور الداعم ماليا.

وأكدت على أن حزب الله يسعى إلى عدم الانجرار في الانخراط في ملفات قد تعتبر مستفزة للمجتمع الدولي.

السابق
لا سيادة للأسد.. «الفُرات» نهر تقاسمت ضفافه أمريكا وروسيا
التالي
بعد الاساءة الطائفة الشيعية وآل البيت.. هذا جديد قضية سامر الصيداوي!