قيود مصرفية أكثر ضراوة.. هكذا «يهرّب» المودعون اموالهم!

مصرف لبنان

فوجئ المواطنون من الإعلان عن إجراءات مصرفية تُسهّل الأمور للمواطن في حين تبيّن أن الإجراءات جاءت مؤلمة أكثر من السابق، عكس ما كان ينتظره بعض المتفائلين من تأليف الحكومة الذي قد يسمح بانفراج مالي واقتصادي.

اذ عمدت المصارف قبيل صدور تعميم مصرف لبنان، الى خفض سقف السحوبات النقدية مجدّداً نتيجة لتفاقم أزمة نقص السيولة بالعملات الاجنبية، لتصبح عمليات السحب النقدي المسموح بها كلّ 15 يوماً وليس أسبوعياً، بمعدّلات أدنى تبلغ 600 و500 دولار شهرياً، حتّى انّ عدداً من المصارف يسمح بسحب 100 دولار فقط شهرياً، في حين يدفع مصرف آخر القيمة المسموح بها بأوراق نقدية من فئة دولار واحد.

العقارات

وكتبت رنى سعرتي في ” الجمهورية”: ان هذه العوامل المُخيفة دفعت المودّعين أخيراً الى التوجّه نحو خيارات بديلة ومبتكرة، تمكّنهم من إنقاذ أموالهم العالقة في المصارف عن طريق استثمارها في العقارات والذهب واللوحات الفنية وحتى السيارات الفخمة، خشية إنهيار القطاع المصرفي.

إقرأ أيضاً: زيارة الحريري الى المملكة: ترقب لبناني بانتظار التصعيد أو التهدئة!

يحتلّ القطاع العقاري صدارة خيارات المودعين، بسبب سهولة ايجاد مطور عقاري يقبل البيع مقابل شيكات مصرفية، نظراً لأنّ معظم المطوّرين العقاريين مضطرون الى تسديد استحقاقات كبيرة للمصارف شهرياً بفوائد مرتفعة تفوق قدراتهم المالية في ظل الركود الاقتصادي. وقد بدأت منذ تشرين الثاني الماضي تنتشر إعلانات ترويجية لعقارات للبيع في لبنان او في قبرص واليونان، على ان يتمّ الدفع في لبنان. حيث يُفضّل البعض شراء شقة أو حتى أرض في الخارج خوفاً من إنهيار الأسعار في لبنان.

الذهب

في محاولة لصرف مبالغ لا تزال محاصرة في الحسابات المصرفية، يستخدم بعض اللبنانيين ما يُسمح لهم من بطاقات ائتمانهم لشراء الذهب. ومن شأن ذلك أن يتيح لهم الحفاظ على قيمة اموالهم وأن يعود عليهم بأرباح لاحقاً.

وفيما يزداد الطلب على ليرات الذهب والاونصات، كونها لا تفقد من قيمتها كالمجوهرات الاخرى، إلّا انّ محلات المجوهرات لا تقبل دفع قيمتها ببطاقات ائتمانية او بالليرة اللبنانية، مما يدفع الزبائن مجبرين، إما الى تأمين الدولارات نقداً، او التوجّه نحو السلاسل والأساور وغيرها.

لوحات وخزنات

لا يستثني أصحاب الثروات الأعمال الفنية القيّمة، حيث قال صاحب معرض لبيع اللوحات الفنية في بيروت لـ”فرانس برس”: “زارني أخيراً أشخاص لم أرهم من قبل. وبعضهم ليس لديه أي اهتمام في الأعمال الفنية، لكنهم يريدون إنقاذ أموالهم من المصارف فيشترون اللوحات الأغلى ثمناً”.

 في المقابل، يُقبل كثيرون على شراء خزنات ووضعها في منازلهم خشية على أموالهم المقدّرة بـ3 مليارات دولار، والتي تمّ سحبها من المصارف وتخزينها في المنازل، من السرقات. وقد لفت صاحب محل لبيع الخزنات في بيروت الى انّ المبيعات ارتفعت بنسبة 50 في المئة.

السابق
باخرة قادمة من الشرق الأقصى الى لبنان.. وهذا ما كشفه وزير الصحة!
التالي
إيران تلتقط ذراع «حزب الله» لإنقاذ ما يمكن إنقاذه