السفارة السورية في لبنان تذُل رعاياها: اعتقالات وضرب وإهانات

السفارة السورية لبنان
روايات مقلقة عن اعتقالات تحدث على باب السفارة السورية في لبنان بحق المخالفين في أوراق الإقامة والدخول، في مشهد يذكر باعتقال قوات الأسد للممطلوبين على الحواجز العسكرية

“طالع ع السفارة” كابوس يراود الشباب السوريين المقيمين في لبنان، على اختلاف ظروف إقامتهم وأساليب دخولهم عبر الحدود لكن المكان الأكثر رعباً في مخيلتهم داخل لبنان هو بناء السفارة السورية، حيث يمكن لشريط الذكريات أن يمر مسرعاً وفجأة يشعر السوري نفسه محتجزاً في سفارة بلاده ويمكن ترحيله بأي وقت، أي إعادته إلى الخدمة العسكرية وهو ما يسمى بـ”السوَق”.

“جنوبية” رصدت حالات متكررة من الذل والإهانة التي يتعرض لها شبان سوريين مؤخراً أمام باب السفارة السورية حيث يقبع حاجز للنظام يفتش أوراق المرتادين للسفارة، ليتأكد من صلاحيتها الزمنية وإذا ما تبين له أن الشاب السوري “كاسر” أي مخالف للإقامة في لبنان تظهر على وجه العسكري أمارات الغضب وينتقل إلى مرحلة ثانية من التحقيق.

باص يقف على الطريق المؤدي للسفارة يذكر السوريين بباص النقل الداخلي الذي استخدمه نظام الأسد لاعتقال المتظاهرين وتعذيبهم من قبل الشبيحة على الطريق نحو الفرع الأمني، وهو ما شكل حالة رعب لدى الشبان الذين يجدون في الحافلة مثالاً لطريق ذهاب دون عودة.

“لن تدخل السفارة إذاً” فأنت مطلوب، هنا النظام السوري يخطف الصلاحية من الحكومة اللبنانية والجهات المعنية بمساءلة السوري الأجنبي عن شروط إقامته وظروف مخالفته، بل يستولي النظام على المهمة التي يؤديها بكل تشبيح متقن ومدروس على مدى عقود في عنجهية بناها الأسد في رأس كل من يواليه.

وحسب روايات شبان تعرضوا للاعتقال المؤقت، فإن النظام يحتجز حريتهم مع أوراقهم الشخصية ويقتادهم بحافلة إلى بناء بعيد عن مبنى السفارة، ما يشبه “مفرزة للمخابرات السورية” وفي روايات أخرى أنه فرع يتبع لأمن المكافحة وهناك يجري التحقيق معهم من قبل ضابط يسألهم عن معلوماتهم الشخصية، وكيفية طريقة اجتيازهم الحدود، وما طبيعة عملهم في لبنان، قبل أن تسجّل كافة المعلومات ويعاد إطلاق سراحهم.

إقرأ أيضاً: ضجيج على أبواب السفارة.. هل يسرق النظام السوري مُجنديه «مجدداً»؟!

هذا ولا تخلو رحلة التوقيف والاقتياد والتحقيق من الاضطهاد اللفظي والانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان عبر الاقتياد إلى جهة مجهولة دون إنذار مسبق، والتحقيق في مكان مجهول دون وجود محامي، والتعنيف اللفظي الذي يمكن أن يتطور لتعنيف جسدي واعتداء إذا ما عارض الشاب الانصياع للأوامر.

لكن ذلك كله يبقى أخف وطأة، من حالة المخالفين لدخول لبنان أو ما يعرف “بالدخول خلسة” وهو اجتياز الحدود بشكل غير نظامي ويشمل عدم تسجيل الخروج على المعبر السوري أو الدخول على المعبر اللبناني أو الاثنين معاً، ما يعني بعرف النظام أن الشخص قد يكون مطلوباً أو فاراً من قبضة النظام ووصوله إلى السفارة بمثابة تسليم نفسه لفرع الأمن الذي ينتظره ليعيده من حيث هرب.

ومع تضارب في التعامل مع الحالات بين الاكتفاء بالإيقاف والتحقيق وبين التعنيف اللفظي والجسدي، تبدو القصص القادمة من السفارة والتي يتبادلها ناشطون على مواقع التواصل وفي غروبات مغلقة لوضع السوريين في لبنان إنذاراً واضحاً لعودة هيمنة نظام الأسد وتفشي استبداده دون أي تصرف من قبل السلطات اللبنانية المعنية بحماية الرعايا الأجانب وتطبيق اتفاقيات الأمم المتحدة التي تكفل احترام حقوق الإنسان وعدم اضطهاد حريته.

السابق
«Black Eagle Club» نظم حصة تدريبية خاصة بالقتال الحر والدفاع عن النفس!
التالي
الصحة العالمية: «كورونا» لا يمّثل وباء عالمياً ونشّنُ حرباً على الشائعات