محمد توفيق علاوي.. رجل دين أو علماني مستقل؟

محمد علاوي رئيس وزراء العراق

على الرغم من تعهده بتلبية مطالب المتظاهرين، خرج الشارع العراقي رافضاً تكليف رئيس الوزراء الجديد محمد توفيق علاوي. فبعد نحو شهرين من استقالة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي بضغط من المظاهرات الشعبية التي خرجت مطلع تشرين الأول الماضي، أعلن محمد توفيق علاوي وزير الاتصالات العراقي الأسبق السبت، أن رئيس الجمهورية برهم صالح كلّفه تشكيل الحكومة العراقية المقبلة.

وعلى الرغم من تعهده بإجراء عدة إصلاحات وملاحقة الفاسدين ومحاسبة قتلة المتظاهرين وتقديمهم للعدالة، وتأمين الحماية للاحتجاجات الشعبية، وتأكيد رفضه أي إملاءات من الأحزاب في ما يتعلق بوزراء حكومته، مهدداً بأنه سيرفض تكليفه في حال حصول ذلك، فإن الشارع العراقي طالب بإسقاطه فور الإعلان عن تكليفه.

إقرأ أيضاً: توافق واسع على مرشح لرئاسة وزراء العراق.. والمالكي يعترض

وبرزت انتقادات حادة تكللت بمظاهرات غاضبة انطلقت في الميادين وعبر مواقع التواصل الاجتماعي التي دشنت وسم #يسقط_محمد_توفيق_علاوي، معتبرين ترشيحه يتعارض مع مطالبهم، إذ إن علاوي تولى سابقاً مناصب رفيعة، وهو ما لا ينسجم مع شروط الاحتجاجات التي تطالب برحيل كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد ومحاستبها.

وكانت الجنسية البريطانية التي يحملها علاوي سبباً آخر لرفضه من قِبل الشارع، وقد تعهد بالتنازل عنها إذا رغب الشارع في ذلك، بالإضافة إلى انتماء الوزير السابق إلى أحزاب السلطة، وهنا تبرز أهم أسباب رفضه، لا لشخصه كما يقول المتظاهرون، بل للأحزاب التي تدعمه والتي يعتبرها الشارع سبباً في خراب البلاد، وفقاً لرويترز.

ويظهر التناقض في بيان رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر، الذي أبدى فيه تأييده لاختيار علاوي رئيساً للوزراء، إذ قال إن “الشعب هو من اختاره” وإن هذه “خطوة جيدة” للعراق، وعاد ليختم بيانه بكلام مناقض عندما قال: “أتمنى أن يكون تكليف رئيس الجمهورية للأخ محمد علاوي مقبولاً ومَرْضيّاً من الشعب”.

من هو علاوي؟

ودخل محمد توفيق علاوي (65 عاماً) السياسي الشيعي العلماني المستقل، المعترك السياسي ضمن قائمة إياد علاوي عام 2005، وبقي معها بمختلف أسمائها: القائمة العراقية، والقائمة الوطنية، وائتلاف الوطنية.

وفاز بعضوية البرلمان لدورتين متتاليتين، 2006 و2010، قبل أن يُكلَّف بحقيبة الاتصالات في الدورتين 2006-2007 و2010-2012، لكنه استقال من المنصب في المرتين احتجاجاً على “التدخل السياسي لرئيس الحكومة آنذاك نوري المالكي في شؤون وزراته”.

ويتصف علاوي بأنه متدين وذو طباع هادئة، ينتمي إلى الأرستقراطية الشيعية، وهو ابن عم إياد هاشم علاوي أول رئيس وزراء انتقالي بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، وعلي عبد الأمير علاوي وزير التجارة والدفاع الأسبق.

ولد علاوي في بغداد عام 1954، وأنهى دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية هناك، ثم التحق بكلية الهندسة المعمارية في جامعة بغداد، لكن في السنة النهائية ترك الجامعة بعد فراره من العراق إلى لبنان، خشية تعرضه للاعتقال خلال موجة اعتقالات في 1977 التي شملت معارضين لنظام الرئيس الراحل صدام، ليلتحق بالجامعة الأمريكية في العاصمة اللبنانية بيروت وينال شهادة البكالوريوس في الهندسة المعمارية عام 1980.

وكان توجهه إسلامياً وقريباً من رجل الدين الشيعي محمد باقر الصدر، أحد مؤسسي حزب “الدعوة” الذي أعدمه صدام عام 1980، وانتمى إلى هذا الحزب لفترة وجيزة، لكنه تركه عندما اختلف مع الصدر، وتنبى مفهوم الدولة المدنية وفصل الدين عن الدولة.

وتزايدت الخلافات بين علاوي والمالكي منتصف 2012، عندما شارك الأول في اجتماعين لقوى سياسية في مدينتَي أربيل والنجف لسحب الثقة من حكومة المالكي، حسب وكالة الأناضول.

ونتيجة هذه الخلافات شُكلت لجان تحقيق عديدة بشأنه، وأصدر القضاء، في وقت لاحق، حكماً بسجنه لمدة 7 سنوات بتهمة هدر المال العام، حسب علاوي الذي ترك العراق جراء هذه الخلافات، ثم عاد نهاية 2014، وواجه تلك التهم القضائية، وكان قرار المحكمة النهائي هو إسقاط جميع الأحكام الصادرة بحقه لعدم صحتها.

السابق
«رويترز» تُفصح عن مضمون البيان الوزاري:«أدوات علاج مؤلمة تجنبًا للانهيار»!
التالي
منذ بداية الثورة.. اليكم حصيلة الموقوفين!