عندما «يتلاعب» بري على حبال الإنتفاضة والحكومة والدستور!

نبيه بري
يبدو ان الرئيس نبيه بري لم ينعى الحكومة التي يشكلها الرئيس حسان دياب، انما يحسن "هرغلتها" من خلال عرض الخلافات بين اطراف الفريق المقاوم او الأكثرية التي اخذت على عاتقها تسمية الرئيس المكلف وتنصيب الوزراء.

يحيل الرئيس المزمن لمجلس النواب، عدم تشكيل الحكومة التي كان يفترض “ان تشكل قبل ١٥ يوما” الى “طرح اعراف جديدة” في عملية التشكيل، من دون ان يبرر للبنانيين كيف ان حلف المقاومة عاجز عن ان يؤلف حكومة؟

إقرأ أيضاً: بري يتسائل عن القواعد الجديدة في التشكيل.. وللحريري: «مش على خاطروا»!

لم ينعى الحكومة ولكنه افاض في تحميل مجهول وربما “راجح” مسؤولية التأخير والتسويف في نشكيلها. ولكنه لم ينس ان يبدي استغرابه “الامعان باصدار احكام الاعدام بحق الناس افتراء وتجريحا” وسأل لماذا إعدام الناس بالاتهامات بالفساد من الحراك وصولاً الى بعض السياسيين رافضاً تسميتهم. من دون ان يثير هو التساؤل الذي يسأله كل مواطن لماذا سكت الرئيس بري الذي يرأس البرلمان منذ ٢٨ عاما كيف لم يعرف من نهب الدولة والمال العام وصادر الاملاك العامة وكيف لم يحكم القضاء في امر فاضح ومكشوف ووقح.

إزدواجية رئيس المجلس

لم ينعى رئيس حركة امل ومجلس النواب الحكومة، لكنه كان ينعي الانتفاضة او ما سماه “الحراك” النعي لم يصدر في ورقة الصقت على جدران مجلس النواب، بل في هذا التجاوز لكل الصرخات والاحتجاجات التي امتدت على طول الوطن وعرضه، وكأن شيئا لم يحصل، يعود الرئيس بري ببساطة ليقول عمليا ان المشكلة ليست بالمحاصصة، بل بسوء التوزيع، يبشر اللبنانيين بأن العقلية لدى السلطة لم تتغير ولن.. ، اقصى ما يقدمه من كيس الطوائف لا “الشيعة” تمثيل الحراك، والأرجح وزير او وزيرين، وربما لاقتناعه بأن ذلك ليس مطلب الحراك قدم ما ليس مطلبا.

ربما اكتشف الرئيس بري الذي ناله من الانتفاضة ما بات معروفا من صور الى كل المناطق الجنوبية والبقاعية وغيرها من اوصاف، يسعى للرد باعتباره يحب وصف الثعلب السياسي ولعبة الارانب والأكمام، معتقدا ان ما يتم توزيعه من زيت زيتون وبضعة ليترات من مادة المازوت في بعض القرى الجنوبية، كفيل باستعادة الولاء وسبيل لقبول الناس بما هم عليه من انتهاك لكرامتهم ولمعيشتهم، الارجح ان درس الاستراحة في صور وسواه لم يزد الرئيس بري الا تمسكا بنهج المحاصصة والزبائنية ولا بالطبع نهج الامام الصدر.

دستورياً

في فلتاته الدستورية قال الرئيس بري في دردشته مع الصحفيين اليوم، كما نشرت معظم وسائل الاعلام، وفي رده على سؤال عن تصريف الاعمال وما اذا رفض الرئيس سعد الحريري ذلك، أجاب: مش  عخاطرو هذا امر دستوري ويفرضه الدستور. نبرة ابو مصطفى او الأخ نبيه مبررة على رغم ان ما يجب ان يقال قبل ذلك “هو مش عخاطرو اللي عم يشكل الحكومة يتأخر وما يشكل” ولكن احتراما للنص الدستوري الذي لا يحيد الرئيس بري عنه، فالرئيس بري محق. ولكن ما لا يُفهم ولا مبرر قانوني او دستوري هو رده على سؤال عن سبب عدم تسليمه اسماء مرشحيه للحكومة، قال: معروف انني لا اسلم اسماء الا عند طباعة المراسيم. فعلا جواب دستوري مفحم يجب ان يعتمد لدى الجميع من الكتل البرلمانية…هذا ما يبشر اللبنانيين به بعدما ظن انهم  استسلموا لسلطة الفساد والافساد…هيهات… 

السابق
الكهرباء ستعود.. في هذا الموعد!
التالي
كندا وبريطانيا تؤكّدان إسقاط إيران للطائرة الأوكرانية.. و«الحدث» تعرض فيديو الكارثة!