هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية لليوم 07/01/2020

مقدمات نشرات الاخبار التلفزيونية المسائية

* مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون لبنان”

رئيس دولة روسيا الإتحادية فلاديمير بوتين لاحظ علامات جيدة على حياة سلمية مستعادة في شوارع العاصمة السورية.

انطباع بوتين تكون لديه في ثالث زيارة له لسوريا منذ اندلاع الحرب فيها وإذ لم يعلن عن الزيارة مسبقا،” إلا أنها حصلت في توقيت بالغ الدقة من حيث التطورات في المنطقة برمتها من الخليج الى ليبيا، خصوصا ما بعد الثاني من كانون الثاني 2020_ تاريخ الإغتيال الأميركي لقاسم سليماني وأبو المهدي المهندس في بغداد.

ووسط الإرتفاع المستمر لمستوى التحدي بين الولايات المتحدة وإيران، التي جدد مسؤولون فيها منهم أمير عبد اللهيان التوعد برد سيجعل الأميركيين ومن عاونهم استخباراتيا يندمون على فعلتهم.

لكن على رغم أن المواقف المتقابلة ساخنة، وأجواء التوتر عارمة وتظلل المنطقة، إلا أن مضامين تلك المواقف ومجمل التحليلات، تؤكد أن الأوضاع وما يمكن وينتظر أن يحصل. ميدانيا، لن يرقى الى مستوى اندلاع حرب .

اتصال هاتفي حصل بين الرئيس الايراني حسن روحاني والرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون استغرق ساعة….

في الغضون ،ال”سي.أن أن”، نقلت عن مسؤولين أميركيين معنيين بحركة القوات الأميركية أن هذه القوات وضعت في حال تأهب قصوى في الشرق الأوسط.

من جهة ثانية، أفادت معلومات أن إجراءات أمنية شديدة ستعتمدها السفارة الأميركية في بيروت، حيث ينضم حوالى سبعمئة عسكري أميركي اليها سيأتون من إيطاليا.

لبنان الواقع على ضفاف التطورات الأخيرة في المنطقة جغرافيا، وفي عمقها استراتيجيا، وتعتريه أزمات سياسية ونقدية وإقتصادية داخليا، يحاول تلمس بعض إيجابيات نتائج الإتصالات واللقاءات المعلنة وغير المعلنة على مسار تأليف الحكومة العتيدة، ويجهد لتغليب هذه الإيجابيات على سلبيات.

بعض المواقف المتشددة في مسار التأليف لجهة الجدل في شأن إسقاط أسماء على بعض الحقائب خصوصا وزارة الخارجية، لما يصيب هذه الحقيبة من تصاعد في الحساسية وتزايد في الدقة والتأثير، بفعل ارتفاع مستوى التوتر في المنطقة وتفجر العلاقات الاقليمية الدولية ذات الصلة.

وعلى ما يبدو، فإن الساعات القليلة الماضية، كما الأيام الثلاثة المقبلة، تحمل جهودا” كثيفة من أجل الوصول الى تحقيق هدف يفتح كوة في جدار الأزمة المحلية عبر النجاح_ ولو بشق الأنفس_في بلورة تصور شبه نهائي لتأليفة حكومية، على رجاء أن يحصل التأليف قريبا” بحسب التفاؤل الذي أبداه الرئيس المكلف د.حسان دياب بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد عون في قصر بعبدا عصر اليوم، وبالتالي أن يخترق الدخان الحكومي الأبيض المأمول .

الأجواء الملبدة بغيوم قاتمة جراء ما بلغته الأوضاع الداخلية قبيل وبعيد انطلاق الانتفاضة الشعبية المطلبية، القائمة منذ خمسة وثمانين يوما” وحتى الآن، إضافة الى تصاعد التطورات السلبية والحامية في الشرق الاوسط خصوصا” مع اغتيال المهندس وقاسم سليماني، الذي ووري اليوم في ثرى كرمان، حيث أن حجم تعبير الملايين من الايرانيين عن حسرتهم وحبهم لأقوى رجل في إيران، أسفر_بتدافع المشيعين_عن مقتل وجرح ثلاثمئة منهم.

تفاصيل النشرة نبدأها من لقاء قصر بعبدا بين الرئيس المكلف تأليف الحكومة د.دياب ورئيس الجمهورية العماد عون .

معلومات “تلفزيون لبنان” تشير الى ان اللقاء افضى الى حلحلة بعض العقد والامور تسير في اتجاه صحيح، وهناك وزارات عليها مطروح لها اكثر من اسم.

* مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون ان بي ان”

من دمشق الى طهران مرورا ببغداد… تقاسمت العواصم الثلاث الأحداث اليوم وحطت خرائطها على الطاولة.

فجأة وفي توقيت إستثنائي ليس على مستوى المنطقة فحسب بل على مستوى العالم بتوقيت طهران حط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في دمشق وعقد لقاء بالغ الدلالات شكلا ومضمونا مع الرئيس السوري بشار الأسد في مقر تجميع القوات الروسية بالعاصمة السورية.

وفي طهران التشييع الأستثنائي إختتم مسيرته التي امتدت بزخم مليوني على مسافة أيام متتالية وعلى مساحة الجغرافيا من إيران إلى العراق وكل البقاع الشاهدة على نضالات الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما.

في العراق كان الوداع الأخير للمهندس بمدينة البصرة بعد إعادة الجثمان من إيران.

وفي الجمهورية الإسلامية كان الوداع الأخير لسليماني في مسقط رأسه كرمان.

في محطتي التشييع الأخيرتين وكما في سابقاتهما ألف رسالة ورسالة حملتها الحشود التي عدت بين الأضخم في التاريخ وأنزلت منزلة الإنتقام المعنوي المزلزل قبل الرد الميداني الذي لا ريب فيه.

في مسقط راس سليماني تعهد جديد على لسان الحرس الثوري بالإنتقام: لا مكان آمنا للأميركيين في المنطقة والإغتيال هو بداية نهاية حضورهم فيها قال الجنرال حسين سلامي أمام الحشود التي قاطعته مرارا بهتافات: الموت لأميركا.

وعلى المستوى التشريعي كان البرلمان الإيراني يقر إجراءات للرد على العدوان الأميركي ويضع البنتاغون على لائحة الإرهاب.

البنتاغون – كما غيره من المؤسسات والمسؤولين الأميركيين – اصابتهم في الساعات الأخيرة لعنة التخبط والإرتباك بعد نشر وثيقة تؤكد إستعداد القوات الأميركية وحلفائها للانسحاب من العراق.

وإذا كان الأميركيون قد حاولوا نفي هذا الأمر فإن مياه الوقائع كانت تكذب الغطاسين فيكف يمكن تفسير عملية إعادة إنتشار قواتهم في مواقع قرب العاصمة العراقية؟ ولماذا أعلنت ألمانيا نيتها سحب جنودها وأكدت بريطانيا إرسال فريق إجلاء إلى العراق؟ وماذا يضمر شروع إدارة دونالد ترامب بإعداد صيغة أولية للعقوبات على العراق؟

وفي موازاة الغليان الحاصل في المنطقة حكومة لبنان هبة ساخنة وهبة باردة وقد أوحت الزيارة الخاطفة التي قام بها الرئيس المكلف حسان دياب إلى قصر بعبدا أن الأجواء إيجابية وأن العقدتين المتبقيتين أمام ولادة الحكومة جرى تذليلها.

وفي معلومات ال NBN ان عقدة الخارجية حلت وتم الاتفاق على ذهابها مجددا إلى التيار الوطني الحر فيما يتسلم الوزير السابق دميانوس قطار حقيبة الاقتصاد.

لكن هذه الإيجابية بحسب مصادر متابعة لا تعني أن الحكومة ستبصر النور غدا او بعد غد لأن الأمور تحتاج إلى مزيد من الوقت بسبب التغيير على بعض الحقائب كما ان التطورات الإقليمية فرضت نفسها عنصرا أساس للتريث لمعرفة مسار الأمور في الساعات المقبلة.

* مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون او تي في”

متى الحكومة؟

سؤال وحيد يطرحه اللبنانيون، القلقون اليوم أكثر من أي وقت مضى على مستقبلهم ومستقبل البلاد، في ظل الأزمة المعيشية الحادة، بمتفرعاتها السياسية والاقتصادية والمالية، من دون أن يجدوا حتى اللحظة الجواب الشافي، الذي ينتظر تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة القصر الجمهوري، بمرسوم يحمل توقيعي رئيس البلاد ورئيس الحكومة المكلف، علما أن الأخير التقى اليوم الرئيس ميشال عون، ليغادر بلا تصريح.

وفي الانتظار، تتكاثر الروايات، وتتضارب السيناريوهات، وأكثرها لا يمت إلى الحقيقة بصلة، بل ينطلق من أوهام وتخيلات، في وقت أبلغ الرئيس عون المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش أن الاتصالات قائمة لتحصين الوضع السياسي في البلاد، من خلال الاسراع في تشكيل حكومة جديدة لتعزيز الوحدة الوطنية، آملا في تشكيلها قريبا لتمكين السلطة التنفيذية من القيام بالمهام الوطنية الملقاة على عاتقها، وكاشفا عن إعداد خطة تواكب توصيات مؤتمر سيدر، بحيث يبدأ العمل بها فور تشكيل الحكومة الجديدة… مع الاشارة الى ان رئيس لجنة المال النائب ابراهيم كنعان وقع مساء كتاب احالة مشروع موازنة 2020 الى رئيس مجلس النواب بعد ورود الجداول المعدلة من المالية وفقا لتعديلات اللجنة.

أما إقليميا، وفي تطور لافت، توجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى سوريا حيث أجرى محادثات مع الرئيس بشار الأسد، في وقت كان وزير الشؤون الخارجية العمانية يوسف بن علوي يشير من طهران إلى ان الولايات المتحدة تريد تهدئة التوتر في المنطقة، على وقع اجتماع ثلاثي بريطاني-فرنسي-الماني عنوانه الأزمة الناتجة عن اغتيال الجنرال قاسم سليماني الى جانب الملف النووي الايراني.

* مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون المنار”

وصل الى كرمان ، وما كرم مثله في هذا الزمان، قائدا شهيدا واسطورة حب وجهاد.. وصل ليستريح محرزا احدى الحسنيين، وبها سنحرز ثانيتهما -احرز الشهادة، وبها سنحرز الانتصار- رددها الايرانيون في كل ساح، وأكدها القيمون على منابر العسكر والسياسة وفي كل بيان..

أوصل البحر البشري جثمان الشهيد القائد اللواء قاسم سليماني الى حيث محط الرحال، كرمان، لكنهم أبوا أن يتركوه، فاستمهلوه بعض الشيء..

أما رفيقه القائد ابو مهدي المهندس، فقد ودع الامواج البشرية في البصرة، وسارع الى جوار امير المؤمنين في النجف الاشرف، حيث وادي السلام، ليرقد بسلام منتظرا قدوم رفيق الدرب والجهاد الحجي قاسم..

غدا ينتهي التشييع ويبدأ المسار الجديد، لن تسلم اميركا وجنودها، سلم العالم بذلك، واول المراسم اعلان مجلس الشورى الايراني البنتاغون الاميركي منظمة ارهابية، ما يعني ان كل الجنود والضباط الاميركيين على وجه البسيطة ارهابيون، ومن هنا المسار الجديد.. فيما اختصر قائد الحرس الثوري في الجمهورية الاسلامية الايرانية حسين سلامي الرسالة: سندمر المكان المحبب الى قلوب الاميركيين اذا ردوا على انتقامنا للشهيد سليماني، قاطعا بذلك حتمية الرد، ومضيفا: ان قاسم سليماني الشهيد أخطر على الاعداء..

في العدو من المنطقة بعد سوء فعلتهم، بدأ الاميركيون وهم مربكون، اعادوا التمركز في بعض قواعدهم بالعراق، تمهيدا للانسحاب الذي اعلنوا عنه، ثم نفوه، ما يظهر حجم أزمتهم، فيما العراقيون سياسيين ومقاومين، يكملون القرار: لا للوجود الاميركي في العراق..

في سوريا حضور استثنائي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في دمشق، ولقاؤه الرئيس السوري بشار الاسد، بل التجوال بين الكنائس والمساجد والقواعد العسكرية الروسية، وخلاصة الزيارة، لا يختصرها مئة تصريح وبيان في هذا الظرف بالذات..

وعلى وقع الظروف المستجدة، مشى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية حسان دياب الى قصر بعبدا وفي يده مسودة وزارية تمت مناقشتها مع الرئيس العماد ميشال عون، وتحتاج الى مزيد من النقاش..

* مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون ال بي سي”

الخبر اليوم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إستقبل الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق، وتحديدا في مقر تجميع القوات الروسية في العاصمة السورية.

وتظهر الصور التي وزعتها الرئاسة السورية جلوس الرئيسين إلى طاولة إجتماعات، ولم يحضر مع الرئيس السوري سوى وزير دفاعه علي عبدالله أيوب.

يضيف الخبر أن الرئيسين استمعا إلى عرض عسكري من قبل قائد القوات الروسية العاملة في سوريا.

في مغزى الخبر، أنها المرة الثانية التي يستقبل فيها بوتين الأسد في سوريا، الأولى كانت عام 2017 في حميميم العسكرية التابعة لروسيا في اللاذقية.

وفي مغزى الخبر أيضا أن بوتين في سوريا في وقت تهدد إيران بإخراج أميركا من المنطقة.

الخبر الثاني الذي يحمل ابعادا إقليمية، التغريدة التي أطلقها شقيق ولي العهد السعودي الأمير خالد بن سلمان، أنه التقى في واشنطن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حضور صهره. وتضمنت التغريدة ايضا أنه حمل رسالة من الأمير محمد بن سلمان وبحث مع ترامب أوجه التعاون والتنسيق والعمل المشترك.

الخبر الثالث أن العالم يحبس أنفاسه لمعرفة الضربة التي سترد بها إيران على اغتيال الجنرال قاسم سليماني في بغداد.

لبنانيا، لا حكومة هذا الأسبوع، وإن كانت زيارة الرئيس المكلف حسان دياب لقصر بعبدا دفعت الأمور باتجاه جيد، وبحسب زميلتنا إلى قصر بعبدا، هدى شديد، فإن التوافق تم على أن تسند حقيبة الإقتصاد إلى دميانوس قطار بعدما رفض الوزير باسيل إسناد الخارجية لقطار باعتبار ان خليفته في الخارجية يجب ان يكون ممن يرتاح إليه حزب الله.

في المقابل، لفت موقف كتلة المستقبل التي تحدثت عن “معلومات متداولة عن محاولات وضع اليد مجددا على الثلث المعطل وعن دخول جهات نافذة من زمن الوصاية على خطوط التأليف والتوزير واقتراح اسماء مكشوفة بخلفياتها الأمنية والسياسية ، الأمر الذي يشي بوجود مخططات متنامية لتكرار تجربة العام 1998 وسياساتها الكيدية”.

كتلة المستقبل تلمح في هذا الموقف إلى أول حكومة في عهد الرئيس إميل لحود، وكانت برئاسة الدكتور سليم الحص، وفي عهدها كانت هناك بعض الممارسات في حق فريق الرئيس الشهيد رفيق الحريري… فهل هذا التلميح يعكس ما تتوقعه كتلة المستقبل من مؤشرات؟

هذه التعقيدات ترخي بظلالها على الوضع العام ولاسيما المالي والمعيشي حيث الأزمة تتعقد أكثر فاكثر.

* مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون الجديد”

موعد فلقاء، فمسودة لتشكيلة حكومية تركت لمزيد من التشاور، خمس وأربعون دقيقة حصيلة بحث صيغة من ثمانية عشر وزيرا، غادر بعدها الرئيس المكلف لمزيد من الدرس وإتمام فروض التأليف، بعدما عرض أمام عون أسماء الوزراء وأسقط الحقائب عليهم.

أجواء القصر وصفت اللقاء بالإيجابي والمريح، وبأن الأمور ذاهبة باتجاه جيد، وقد جرى حلحلة بعض العقد وأبرزها وزارة الخارجية التي ستسند إلى شخصية راضية مرضية من “حزب الله” في المرحلة التي دخلتها المنطقة ما بعد اغتيال قاسم سليماني.

لكن حسابات أهل السياسة واللعب في منطقة الوقت الضائع، لا تصرفان على بيدر الشارع، لأن القاعدة لا تزال ثابتة على أن ما بعد السابع عشر من تشرين لم يعد كما قبله.

وما بين الموعدين، وعود أطلقها حسان دياب من على منبر القصر نفسه بعيد التكليف، وعد دياب الشارع بالقول “استمعت إلى وجعكم وانتفاضتكم تمثلني كما تمثل كل الذين يرغبون في قيام دولة حقيقية”.

قدم دياب نفسه كمستقل وكشخص اختصاصي، وطرح تأليف حكومة من اختصاصيين على شاكلته، وعليه، فإن على الرئيس المكلف وهو يقلب الأسماء أن يغادر منطقة الضم والفرز الطائفي، وأن يجري جردة حساب وطنية بعيدة من التدخلات السياسية.

ومن الإتيان بظلال المحسوبين على هذا الفريق أو ذاك وتقديمهم كمستقلين، وعلى الرئيس المكلف أن يجري دورة في نزع الألغام التي تزرعها الأحزاب المتحكمة بالقرار منذ عقود، وأن يتحرر من كل الضغوط ويتصدى للدخيل بالوكالة أو بالأصالة، وألا يطرح أسماء مقنعة لوزراء انتهت مدة صلاحياتهم في إقامة مشروع الدولة واستعادة مقدراتها ومالها المنهوب، وألا يسلم حقائب الدولة السيادية لشخصيات غير مطابقة للمواصفات الوطنية الجديرة بإدارة البلاد، والانتقال بالسلطة من دويلات المزارع إلى دولة القانون والمؤسسات.

قلتها ونكررها على أبواب التأليف إنك تريدها حكومة مستقلة، ألف ولا تخلف الوعد واطرح صيغتك على بلاطة بلا مسودات، ستسود عليك ثقة الأيام التي مررتها الثورة على هيئة فرصة ثانية، فلا محو الإجابات ولا الاستعانة بأصدقاء سيحررك من التزامك اتجاه الناس، لأن الشارع وحده سيكون المسامح الكريم. أقدم وقدم تشكيلة تطرحها على مجلس النواب وليمنحك الثقة من يمنحها.

أما من يمتنع عن إعطاء الثقة، فسيرفع الغطاء عن نفسه بنفسه، وسيقع في شر الشعارات الرنانة في تلبية مطالب الشعب، وإذا كان السياسيون يضعون الفخاخ في طريق التأليف، فإن لفخ الشارع عواقب عليك لن تحمد عقباها.

الشرارة التي اندلعت منذ ثلاثة وثمانين يوما، لم تخمد جذوتها بعد، والشارع نفسه سيكون مصدر السلطة وصاحب القرار في أن يمنحك الثقة، أو أن يعيد الزمن إلى الوراء.

وإلى أن يسلم الرئيس المكلف أمره لنفسه ويتسلم مفاتيح السرايا ليدخلها من بوابة الشارع، ويمضي قدما في حكومة تعيد البلد واقتصاده إلى السكة، فإن الحدث وقع اليوم في دمشق التي فتحت أبوابها لزيارة غير معلنة أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث التقى نظيره السوري في قاعدة عسكرية روسية.

عاين بوتين شوارع دمشق بالعين المجردة وسيرا على الأقدام، زار الجامع الأموي والكاتدرائية المريمية.

زيارة الحج بوتين، تأتي في توقيت بالغ الدقة حيث تتخبط واشنطن بفعلتها، وفي بضع ساعات خرجت تصريحات أميركية رسمية متناقضة بصورة تعكس الاختلافات الكبيرة التي تشهدها أروقة الإدارة الأميركية، في إدارة ملف علاقتها بالعراق، لاسيما بعد اغتيال سليماني.

وما كلام قائد قوة المهمات الأميركية في العراق البريغادير وليام سيلي الثالث عن الانسحاب من العراق ونفي وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، فإن الدولة العظمى تتخبط بمسودة قرار لم يكن من المفترض أن يخرج إلى العلن.

* مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون أم تي في”

ماذا يحصل على الصعيد الحكومي؟ وهل صحيح ان التشكيلة الحكومية التي كان مقدرا لها ان تعلن اليوم اصبح الاعلان عنها بعيدا؟ الواضح ان اشكالات اللحظة الاخيرة عرقلت عملية التأليف موقتا على الاقل، لكن هذا لا يعني ان الرئيس المكلف لن يتمكن من تشكيل حكومة، وقريبا ربما.

ففي المعلومات ان حزب الله يريد الاسراع في عملية التأليف. السبب: ان قادته يريدون التفرغ لما يعتبرونه معركتهم الكبرى، اي هندسة الرد على الضربة الاميركية التي استهدفت قاسم سليماني وقادة في الحشد الشعبي، وهو ما ذكرته مصادر مقربة من الحزب لوكالة الانباء المركزية. والرغبة في الاسراع في تشكيل الحكومة ليست موقف حزب الله فقط، بل هي رغبة عدد كبير من القوى السياسية الداخلة في تركيبة الحكومة العتيدة، كحركة امل وتيار المردة وسواهما. فأين المشكلة اذا؟ ولماذا التشكيلة الحكومية المنتظرة بدت وكأنها مؤجلة حتى اشعارآخر، وعالقة في عنق الزجاجة؟

الاجابة عن السؤالين تمر حكما بمعرفة ما حصل ويحصل بين رئيس الحكومة المكلف ورئيس التيار الوطني الحر. فالوزير باسيل يريد أن تكون الخارجية لمن يختاره هو، فيما الرئيس دياب يريد لها دميانوس قطار. وعندما اصر دياب على مطلبه، قبل باسيل بشرط ان تكون الداخلية للتيار عوضا من الخارجية. لكن دياب رفض مشيرا الى انه هو الذي يشكل الحكومة مع رئيس الجمهورية، وانه لا يحق للقوى السياسية، مهما بلغ حجمها، وضع فيتوات وفرض شروط. عند هذا الحد توقف البحث الجدي في الحكومة. لكن بعد الزيارة التي قام بها دياب الى قصر بعبدا عصر اليوم ولقائه الرئيس ميشال عون ترددت معلومات ان عقدة الخارجية حلت ولن تكون لقطار، علماان الاخير سيوزر وقد تكون وزارة الاقتصاد من حصته. فهل يعني هذا ان ولادة الحكومة اضحت قريبة؟

اقليميا، زيارة لافتة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى دمشق. اهمية الزيارة انها تأتي بعد ايام قليلة على اغتيال قاسم سليماني. وأهميتها ايضا ان الرئيس الروسي التقى نظيره السوري في قاعدة عسكرية روسية، ما يعني ان روسيا تريد ان تقول للعالم عموما ولايران خصوصا: بعد اليوم في سوريا الامر لي. فهل بدأت وراثة الامبراطورية التي بناها سليماني حتى قبل أن يدفن؟

السابق
ناشطون وسياسيون يردون على باسيل: «مغالطات وهروب من المسؤولية»!
التالي
استهداف قاعدة الاسد الاميركية.. «الحرس الثوري» يتبنى!