منى فياض لـ«جنوبية»: المرأة الشيعية مناضلة ومقموعة في بيئتها

منى فياض
انتفضت المرأة اللبنانية وثارت ضدّ السلطة التي تحكمها طبقة سياسية طائفية فاسدة استنزفت لبنان لعقود خلت، فعبّرت قولا وعملا وانخرطت في الحراك الذي تحوّل الى ثورة عارمة لا ترضى بغير التغيير بديلا، ولكن ما دور المرأة الشيعية في ثورا 17 تشرين 2019؟

تقول الباحثة والناشطة السياسية الدكتورة منى فيّاض أن “المرأة اللبنانية برزت في كافة أشكال النضال، وخصوصاً عندما حمت المتظاهرين، ووقفت بينهم وبين الشرطة، واشتركت ببلورة المواقف، وكانت تعبّر بشكل جيد جداً، وأنا شخصيا تأثرت بعدد من الصبايا”.
وتضيف الدكتورة فياض “أنا أجد أن المرأة اللبنانية تقوم بكل أنواع النشاطات، وموجودة دائما، وهي تقود التظاهرات. وأنا أحييّ جهودهن على المستوى الفنيّ، وقد سمعت العديد منهن من يغني الرديات الجميلة التي يجب حفظها. واستطاعت السيدة اللبنانية ان تغيّر الصورة النمطية عنها لأنها حرة”.

اقرأ أيضاً: الثورة اللبنانيَّة والتنانين الأربعة

وتستطرد بالقول “الصورة السابقة أن المرأة اللبنانية هي المرأة المشغولة بعمليات التجميل التي لا يهمها شيئ، وأنها الخفيفة. وقد اتهمت بأكثر من ذلك، وصورتها مثلا في بعض دول الخليج كانت أسوأ من ذلك، صورة غير مشرّفة، ولا تنطبق على اللبنانيات، حيث يتم الخلط بين المظهر “المودرن” والأخلاق أنه كلما كانت المرأة مودرن وغيرمحجبة، وتُظهر أجزاءً من جسدها فإنها متفلتّة، وهذا مفهوم خاطئ جدا. فالأخلاق هي بالسلوك وبالإلتزام، كما اظهرت السيدة اللبنانية نفسها بالنضال الذي تقوم به، إنها سيدة حرة، وإنها تمارس الديموقراطية، وإنها مستقلة وإنها ستحمي الوطن”.  

ولكن أين تقف المرأة الشيعية إبنة الجنوب والبقاع والضاحية، ولماذا لم تخرج من طائفيتها رغم كل معاناتها مع السلطة؟

تبيّن الناشطة في الإطار السياسي والوطني، الجنوبية، منى فيّاض أن “المرأة الشيعية هي كالرجل الشيعي المتوسط والمقموع، وأولا هي مقموعة، واعتقد إنها تعيش بوضع تناقض وجداني لا تُحسد عليه. ومن المؤكد أنها تعرف أن ما تقوم به السيدة اللبنانية الأخرى هو الصحيح، ولقد إلتقيت بسيدات من خندق الغميق ومن الشيّاح خلال مسيرة عين الرمانة-الشياح. وقد عرفت إن سيدات الشيّاح هن من اقترحن المسيرة للمحافظة على سلميّة الشارع”.

وبرأيها “الأرحج أن الضغط عليها قويا، وهي محاصرة، بالطبع المرأة نحن لا نتحدث عن المؤدلجة والمستفيدة بشكل خاص، وليس عن زوجة مسؤول غيرالموافقة على ما يقوم به  زوجها أو إبنها”.

اقرأ أيضاً: أجمل الأمهات «الأنيقات والطيبات».. في «خندق العجائب»!

و”يبدو، بحسب فيّاض، الشارع الشيعي أنه يُحشر بالزاوية لأن معظم من ينزل معهم هم المستفيدين المباشرين، وهم فئات محددة، أي المستفيدين والأرجح أنهم من ضمن الوظائف التي علينا إلغاؤها لأنه إن أردنا بناء دولة علينا إلغاء هذه الوظائف، وهم يقبضون رواتب دون أية وظيفة، كما هو حال شرطة المجلس النيابي، الذين بلغ عددهم 5 ألاف شبيحة – وكان سابقا الفريق عبارة عن 40 موظفا فقط وللتشريفات، توظيفهم بدعة، وهم اليوم يقومون بالقمع دفاعا عن رئيس مجلس النواب دون أي وجه حق- وبالتالي نزلتهم إلى الشارع هي نوع من دفاع عن الذات، وهم يعرفون أن أنهم دون الحماية التي يشكّلها لهم رئيس المجلس أو حزب الله لن يتوظفوا”.

وتختم، منى فيّاض، بالقول “بالنسبة لي أن المرأة اللبنانية لا يناسبها اليوم أن تقول أن المتظاهرين هم طائفيون. وبالنسبة لي المخايرة بين الضغط وبين المصلحة الذاتية الأنانية الضيقة، فالأرجح هو الخوف من عزلهن، ولن ينزلوا لوحدهن خارج بيئتهن”.

السابق
إيران تتشبث بمليشياتها في العراق.. ودعوات أميركية لقتل سليماني!
التالي
مسيرة شموع رفضاً للطائفية.. من ساسين الى ساحة الشهداء!