المرأة اللبنانية والانتخابات النيابية: بين الجدارة والمظاهر الخادعة

المرأة اللبنانية
تتميز المرأة اللبنانية بأنها الاكثر أناقة في المحيط العربي والاكثر تعلما في المنطقة، والاقل تمثيلا في البرلمان والاقل امتيازات وحقوقا القوانين والتشريعات والاقل حضورا في المواقع الرسمية البارزة. هذا التناقض يحدثنا عنه كل من رئيسة جمعية "أبعاد" الحقوقية غيدا عناني، والمحلل السياسي المقرّب من حركة أمل طارق إبراهيم.

اول سيدة دخلت الى البرلمان اللبناني كانت ميرنا البستاني، كوريثة لوالدها، وظل وضع اللبنانية على هذه الحال وصولا الى انتخابات ما بعد الطائف، فلم تتغيّر طريقة دخولها الى مجلس النواب.
اذ لم يُتح للمرأة ان تُوصل أية نائبة باسم الجمعيات النسوية او عبر ضغط نسوي، فالسيدة ليندا مطر، مثلا لم تتمكن من دخول البرلمان، رغم ان نضالها النسوي عريق وبارز. لكن دخلته بهية الحريري منذ العام 1992 كونها شقيقة رئيس الحكومة، اضافة الى كل النائبات اللواتي بتن ممثلات للشعب.
لكن اللافت اليوم في دورة العام 2018 ان حركة السيدات اكثر من اية دورة سابقة، مما يدلل على ان للحراك المدني، الذي انطلق عام 2015 في وسط بيروت، دوره المُميز، والذي أدى الى هذه النتيجة.

اقرأ أيضاً: «ربة المنزل» و«أم الشهيد»… نموذج المرأة المثالية عند حزب الله!

فاليوم، نشهد اسماء كثيرة، وان كانت ذات نشاط في بيئتها العملية والمهنية، الا انها مغمورة سياسيا، تتصدى وبشكل قوي للشأن العام، أمثال: نعمت بدرالدين، وبولا يعقوبيان، وزينة مهنا، ومايا ترو، وجمانة حداد، وعبير رمضان الاسعد، وساندريلا مرهج، وميشال تويني، ولينا دوغان، ونايلة جعجع، وغادة عيد، ونجلاء ابو جهجاه، و…
ففي اتصال مع رئيسة جمعية “أبعاد” غيدا عناني، التي قالت لـ”جنوبية”، ردا على سؤال “اعتقد ان ارتفاع عدد المرشحات هو مؤشر لوعي النساء على دورها بصورة فاعلة اكثر في المجتمع، وثانيا لردم الفجوة بين ادوار النساء والرجال بشكل صار هناك انسيابية وقبول مجتمعي”.
وتتابع عناني بالقول “في لبنان كل شيء ممكن، خاصة انه في لبنان يوجد منظومة قانونية وطائفية أقوى من المنظومة المدنيّة، فالموقف العام مع هذه التوجهات، لكن بالنهاية تسيطر الهوية الطائفية، خاصة في المحافظة على البقاء، إذ اننا فقدنا الحس الوطني. فاليوم الهوية هي طائفية حيث اننا صرنا نرجع الى هويتنا الطائفية، والى طائفتنا في الانتخابات. لان المشهدية هي مشهدية مختلفة عن الدورات السابقة وبحجم التفاعل خاصة ان الاستاذة ليندا مطر، لم تنل اكثر من 100 صوت حينها، رغم الدعم النسوي الكبير لها”.

غيدا غناني
وتختم الناشطة النسوية غيدا عناني بالقول، ردا على سؤال، “لستُ مرشحة حيث اننا كجمعية نعمل ميدانيا، على الارض، وسوف نكمل وسوف نعمل على مناصرة المرأة ضد المنظومة السائدة، ولم ندخل كجمعية في موضوع الترويج لمرشحة محددة، ولكننا ندعم المرشحات كل في منطقتها”.

من جهة أخرى،، يرى المحلل السياسي، طارق ابراهيم، ان “الاعتبارات عند رئيس مجلس النواب نبيه بري تنبع من قناعاته حول دور المرأة، وهذه مسألة لها علاقة بالاساس بثابتة عند حركة أمل، وهو دور المرأة في صياغة القرار السياسي. واعتقد ان الرئيس نبيه بري عندما عيّن عناية عزالدين وزيرة، فهذا يؤشر الى انه أخذ بعين الاعتبار انه يجب ان تكون نائبة، وهي تمتلك المواصفات اللازمة. وهذه المسألة تحصل للمرة الاولى في لبنان، وهي صاحبة مناقبية عالية، وامرأة ناجحة في اختصاصها، وبرأيي مطلوب ترشيح عنايات كثيرات”.

اقرا أيضاً: الأعراف الدينية تنتصر و«المنقبة الدرزية» ستقترع بتسوية…

ويرى ابراهيم “وهذا مؤشر ايجابي، سيّحرض بقية الاطراف، وخاصة حزب الله، على اختيار وزيرة، وإن لم يُقدم على ترشيح نائبة.
ويختم، الصحفي طارق ابراهيم، بالتأكيد على ان “حركة أمل أجرت استفتاءا في مناطق الجنوب والبقاع وبيروت، تبيّن من خلاله ان خطوة تعيين الوزيرة عناية عزالدين، وترشيحها أيضا للنيابة هي خطوة متقدمة، خاصة انها تتمتع بالصفات الخلقية والعلمية والمهنية المناسبة. ولا تنسي انها أول محجبة، ملتزمة، ومتعلمة دخلت مجلس الوزراء، وستدخل مجلس النواب ايضا”.

فهل سيستمر حال النساء اللبنانيات، كما هو الوضع منذ حوالي 100 عام، الا وهو عدم مشاركة المرأة الحياة السياسية الا بدعم من جهات سياسية ما في لبنان.

السابق
انا دانا أنا دندن… تعود عراقية!
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 2 اذار 2018