لماذا يفضل حزب الله الحكومة «العميلة» على الحكومة المستقلة؟

حزب الله الحكومة

من غير المفهوم لماذا يرفض حزب الله حكومة المستقلين! فالمستقلون ليسوا عملاء أما الفاسدون فهم عملاء بحسب السيد حسن نصرالله. وإذا كان الفاسد عميلاً، فمشاركة العميل في الحكومة يجعل من الحكومة حكومة فاسدة، وحكومة “عميلة”! أليس كذلك؟ أم إننا “فهمانين القصة غلط”؟ أما المستقلون، فهم لم يتعاملوا مع إسرائيل. وإذا كان هناك أي شبهة حول أحدهم، فيجب استبعاده. أما شركاء السيد حسن نصرالله في السلطة فبعضهم تعامل مع إسرائيل مباشرة أو بشكل غير مباشر. صحيح أو “مغلطين”؟!

اقرأ أيضاً: من يقحم «الشيعة» في أعمال «البلطجة» ضد الحراك السلمي؟

ومن ناحية أخرى، إن الاستمرار في نهج المحاصصة في تشكيل الحكومة التي يمكن أن يمارسها المجلس النيابي، غير محسوب العواقب هذه المرة، فحكومة المحاصصة ستكون عرضة للسقوط في الشارع. ان حكومات “كلن يعني كلن” التي عرفت بحكومات الوفاق الوطني فشلت تباعا، منذ الإستشارات وصولاً إلى كاستينغ وزراء “حملة المباخر”، والتي من ثمارها يعرفها اللبنانيون والعالم الاجمع. فلماذا يسعى السيد نصرالله والبعض الى تكرار التجربة نفسها، في حين اعتبرها الكثير من حلفائه حكومات النفاق الوطني؟ ان تكرار التجربة، ليس “تحملا للمسؤولية” كما يصفه السيد حسن، بل هو سيؤدي إلى تكرار الأداء السيء نفسه وإلى تكرار النتيجة الكارثية نفسها التي أغرقت لبنان واللبنانيين في وحول الفقر والقهر. ولكن هذه المرة ستكون وللأسف زلزالاً مالياً واجتماعياً!

لماذا يعتبر السيد نصرالله أن الحكومة المستقلة غير قادرة على المواجهة؟ فهل اذا وقفت في وجه اعتداء صهيوني، أو في وجه اعتداء مالي دولي سيحاربها مجلس النواب أم سيلتف الجميع حولها؟! هل المطلوب إنجاح حكومات فاشلة أم تفشيل حكومة قادرة على النجاح؟ أما اذا كان السيد حسن نصرالله، من موقعه، يعتبر المستقلون أو الذين انتقلوا إلى الاستقلالية أيتاما في الوطن، وهم ملزمون بالانضواء إلى أحزاب طائفية مذهبية، مع أن الكثيرين منهم قد خاضوا هذه التجربة واقتنعوا بعدم جدواها، فهذه مشكلة! 

اقرأ أيضاً: حسن نصرالله.. وحُسْن الظن والفطن!

واستطراداً، من غير الصحيح تحميل الثورة أي تراجع سلبي للاقتصاد، باعتراف الهيئات التجارية، في حين أن أهل السلطة يريدون شماعة لتحميلها فشلهم. ومن غير الصحيح التذرع بقطع الطرق وتحميله أي مسؤولية. فالثورة كشفت عورات السلطة، ولم تتسبب بها!

إن الأفق مسدودا، طالما السلطة “مكمشة” بأعلام أحزابها على حساب العلم اللبناني، وهي تعيش على كوكب مختلف عن اللبنانيين وعن ثورتهم، وطالما المسؤولون ينظرون ولا يرون لا الناس ولا وجعهم. وبهذه الحالة، فالانهيار سوف يتسارع… لا محالة، والحكومة المستقلة بشرط التعاون معها، هي الخطوة الأولى، أن لم تكن الوحيدة، نحو الإنقاذ!

السابق
بالفيديو.. بعدما هزت قصته لبنان: محمد الزعبي يمشي أولى خطواته!
التالي
بسبب وضعه المادي الصعب.. ابن النبطية حاول الانتحار!