باسيل يخرج من الباب..هل يعود من الشباك ؟!

جبران باسيل
لا تعكس تصريحات الوزير جبران باسيل في مؤتمره الصحافي امس ولا التسريبات والمصادر والعنتريات لكوادر التيار الوطني الحر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ان الرجل ذهب بملء ارادته الى المعارضة، بل بطريقة "زجرية" وقسرية من قبل "حزب الله".

على عكس ما جرت عليه العادة، لم يقف حزب الله على خاطر باسيل، ولم يلتقه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله كما اشيع. بل ان اوساط متابعة لملف الحكومة، تؤكد ان لا لقاءات بين حزب الله وباسيل جرت في الايام الماضية، وترجح فرضية لقائه بشخصية من الصف الثاني في حزب الله على مستوى العلاقات السياسية بين الاحزاب، حيث ابلغ باسيل حليفه بموقفه المعمم اصلاً من اسبوع عبر وسائل الاعلام والتسريبات والحلفاء والمحازبين.

خياران لا ثالث لهما

امام خيارين لا ثالث لهما: إما القبول بتمثيل تكتل “لبنان القوي” بغير رئيسه وإما المعارضة، لم يكن امام باسيل الا الاخيرة. وفي ظل تمسك الثنائي الشيعي بالحكومة المختلطة برئاسة الرئيس سعد الحريري ولو استدعى الامر إجبار باسيل على النزول من قطار الحكومة الجديدة، لم يبق امام باسيل الا “التشفي” بالحريري وتحميله مسؤولية ما جرى واتهامه بفساد الثلاثين عاماً الماضية.

ولم يكتف باسيل بذلك بل حاول ركوب موجة الحراك باعلانه انه كان المبادر وتكتله الى محاربة الفساد وسن القوانين لها، وانه ضحية تصفية سياسية من الحلفاء ومن الخصوم اي بإتفاق بين الثنائي والحريري.

إقرأ ايضاً: حسن نصرالله.. وحُسْن الظن والفطن!


وإذا كان من المبكر فك بعض “الشيفرات” الحكومية قبل آوانها ومن سيشارك في الحكومة، ومن سيسمي الحريري في الاستشارات الاثنين المقبل اذا بقيت في موعدها؟ لم يتضح بعد كيفية تعامل باسيل ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع اي حكومة بلا باسيل وبلا التكتل. وهل سيلجأ عون الى تسمية الوزراء المسيحيين من حصته لاضفاء الميثاقية اللازمة في حال لم يشارك باسيل ومعه القوات اللبنانية فيها؟ 

تبديل تحالفات؟

في المقابل وفي حين لم يعرف اذا كان موقف باسيل رد فعل على تخلي “حزب الله” عنه ام انه مخرج منه ومتفق عليه لتبرير خروجه بأقل خسارة من الحكومة، يطرح سؤال كبير نفسه: هل لدي باسيل القابلية لتبديل تحالفاته السياسية والتخلي عن تفاهم مار مخايل اذا كان هذا التفاهم لن يوصله الى رئاسة الجمهورية كما فعل حزب الله مع عمه الرئيس عون؟ وهل سنرى “بندقية” باسيل تنتقل الى غير كتف “حزب الله”، ولا سيما ان لديه الاستعداد للتكيف مع اي ظروف ومتطلبات تفرضها الظروف من التخلي عن السلاح والتوطين والحياد، وغيرها من القضايا التي يقاربها حتى اليوم بطريقة ملتبسة لارضاء “حزب الله”؟ فهل سيعود الى التفاهم مثلاً هذه المرة مع “القوات” على اسس ومرتكزات اخرى؟ 

السابق
«الشبيحة» تستبيح باحة منزله و«تعيث» تهديداً.. لقمان سليم لـ«جنوبية»: قمع التعدد الشيعي.. والدولة تحميني
التالي
حزب الله يهوّل بـ«صفقة القرن».. وهذا ما قاله عن الحكومة