المعارضة الروسية لبوتين: «التدخل في سوريا متى سينتهي؟!»

الاسد بوتين

كذبت روسيا، لن يستغرق تدخلنا في سوريا أكثر من عام،. ومع مرور أربع سنوات غيّرت خريطة النزاع وأعادت هيكلة نظام الأسد علت أصوات معارضة في الداخل الروسي بالرفض التام لممارسات الكرملين في الشرق الأوسط عموماً وفي سوريا على وجه التحديد، مطالبين بوتين بإيقاف كل ذلك.

وفي بيان أصدره البرلماني الروسي الأسبق “غريغوري يافلينسكي” رئيس اللجنة السياسية الفيدرالية لحزب “يابلوكو” اليميني المعارض، وجه يافلينسكي انتقادات حادة لسياسة الكرملين الخارجية تجاه الشرق الأوسط وأفريقيا، لافتاً إلى أن موسكو لم تكتسب بتدخلها في نزاعات المنطقة حلفاء “بل انخرطت في حـرب أهلية غريبة لا نهاية لها أودت بحياة الآلاف”.

العام تضاعف أربعة

وقال بأن القيادة الروسية تعهدت عام 2015 بأن العملية العسكرية في سوريا ستستغرق أقل من عام، مشيراً إلى أنه قد تم إعلان انتهاء العملية وسحب القوات مرات عدّة، “والآن يصرح فلاديمير بوتين بأن الجيش الروسي سيبقى في سوريا حتى تطلب منه القيادة السورية المغادرة، وهذا معناه، إلى الأبد”، على حد قول البرلماني المعارض.

وأشار يافلينسكي إلى فشل سياسة واستراتيجية روسيا في سوريا، موضحاً بأن القيادة الروسية قد صرحت مرارًا وتكرارًا أن الغرض من العملية هو منع تحول سوريا إلى مرتع للفوضى التي شهدها العراق وليبيا بعد تدخل الغرب، ومشيرا إلى أن “سوريا اليوم تحولت بالكامل إلى ما أراد الكرملين منعه”.

إقرأ أيضاً: روسيا تتوغل في الحسكة والرقة.. هل أحكمت القبضة على كامل سوريا؟!

وقال يافلينسكي بأن روسيا ليس لديها اليوم ثقل سياسي كاف للتوسط في أي نوع من التسوية السلمية في المنطقة، فعندما لا يكون بمقدور دولة ما أن تقدم مساعدات اقتصادية أو مساعدات إنسانية جادة، وتقوم فقط بتزويد منطقة تعج بالقوى المتصارعة بالجنود والمرتزقة والأسلحة، فإنها تكتسب سمعة مقاول الحرب الباحث عن استفادة لنفسه، والمهتم باستمرار الصراع.

كما انتقد يافلينسكي القصف الروسي الذي أدى إلى سقوط العديد من الضحايا، والذي يتم عرضه باستهزاء بمثابة “اختبار” لأسلحة جديدة، مشيرا إلى أن هذه الممارسات “تخلق جواً من الكراهية والتعـطش للانتقـام”.

الحرب على من؟!

وعن هدف روسيا المعلن المتمثل في “محاربة الإرهاب ومنع وصوله إلى روسيا”، يشير يافلينسكي إلى أن مواطني روسيا ومواطني رابطة الدول المستقلة المشاركين في أنشطة المنظمات الإرهابية، ينتقلون من سوريا إلى أفغانستان، لتشكيل مراكز للنشاط الإرهابي هناك بالقرب من الحدود الروسية، وذلك بالرغم من كل المزاعم الروسية بالقضاء على الإرهاب.

وأكد يافلينسكي ظهور خط تماس مع القوات التركية، وتزايد احتمال حدوث صراع مع تركيا، محذرا في الوقت نفسه، من خطر التعرض لقصف الأمريكيين ضمن قوات التحالف الدولي في سوريا، كما حصل مع بعض المرتزقة الروس في شباط فبراير 2018.

تحالف يثير الجدل

وأشار يافلينسكي إلى تحالفات روسيا مع دول وجهات في الشرق الأوسط تدعم الإرهابيين وتهدد أمن البلاد، مستغرباً من أن روسيا قد أصبحت الحليف العسكري لإيران في المنطقة، وفي الوقت نفسه تقترح إمداد العدو الرئيسي لها – المملكة العربية السعودية -بأنظمة الدفاع الجوي “اس 400”.

وفي ختام بيانه، اقترح يافلينسكي الكف عن اعتبار الصراعات الشرق أوسطية والنزاعات الأخرى بمثابة ساحة اختبار للأسلحة، وحلبة لتلبية الطموحات الشخصية للمسؤولين والعسكريين، كما دعا للكف عن تبذير الأموال الضرورية للتنمية الداخلية على هذه الأهداف.

إقرأ أيضاً: التحقيق بالكيماوي السوري مجدداً.. هل أخفقت روسيا في حماية الأسد؟!

ووضع خطة لإعادة القوات الروسية إلى الوطن والبدء في تنفيذها، بالإضافة إلى التخلي بجدية وبشكل كامل عن دعم الدولة للمرتزقة واستخدام الشركات العسكرية الخاصة من قبل الوكالات الحكومية، والتركيز على تعزيز أمن الحدود الروسية ومنع التهديدات الحقيقية للمتطرفين والإرهابيين.

وكان حزب “يابلوكو” المعارض الذي يترأسه يافلينسكي قد كشف في كانون الأول ديسمبر 2017 عن تكاليف الحملة العسكرية الروسية في سوريا، مؤكداً بأنها قد بلغت خلال عامين نحو 2.4 مليار دولار أي ما يعادل قرابة 3.4 ملايين دولار يومياً.

السابق
موسم «العودة إلى الجنوب».. هل ارتفع قلق إسرائيل من «رجال الرضوان»؟!
التالي
محاولة اغتيال الصدر بطائرة مسيرة.. إسكات المعارضة؟