السيستاني يوجّه «ضربة قاضية» للحكومة العراقية ويدعو البرلمان إلى سحب الثقة

واخيرا اصدر المرجع الأعلى للطائفة الشيعية السيد علي السيستاني حكمه المبرم على حكومة عادل عبد المهدي، واسقطها بالضربة الشرعية القاضية، ومن المتوقع بذلك ان تتقدم الحكومة العراقية باستقالتها في الساعات القليلة المقبلة.

دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني في خطبة صلاة الجمعة، مجلس النواب (البرلمان) إلى سحب الثقة من الحكومة إثر موجة احتجاجات مطلبية تضرب البلاد منذ شهرين دون مبالاة من الطبقة السياسية.

وقال السيستاني في خطبة الجمعة التي تلاها ممثله أحمد الصافي في كربلاء، إن “مجلس النواب الذي انبثقت منه الحكومة الراهنة مدعو إلى أن يعيد النظر في خياراته بهذا الشأن ويتصرف بما تمليه مصلحة العراق والمحافظة على دماء أبنائه، وتفادي انزلاقه إلى دوامة العنف والفوضى والخراب”.

اقرأ أيضاً: نيران الغضب تتصاعد ضد النظام الإيراني في العراق

مليونية سحب الشرعية

وبالتزامن مع خطبة الجمعة للمرجع الأعلى التي سحبت الشرعية الدينية عن الحكومة نهائيا، توافد آلاف المتظاهرين بدأو من ساعات الصباح الأولى من مختلف مناطق العاصمة بغداد، فضلاً عن وصول متظاهرين من محافظات أخرى لانطلق مليونية كبرى، بحسب ناشطين”.

وأصدر معتصمو ساحة التحرير، بياناً قبل أيام دعوا فيه إلى مليونية جديدة يوم الجمعة، أسموها “مليونية سحب الشرعية”.

وقال المعتصمون في بيان، إن “قوى الظلم اجتمعت في قصور الظلام، واتفقت على إصلاحات وتوقيتات لترقيع ثوب الحكومة الممزق بدماء الشهداء وأنين الجرحى من المتظاهرين، وعلى الرغم من أن إجماع التظاهرات الشعبية على ضرورة إقالة حكومة القنّاصين أولاً قبل أي إصلاح وتفاوض، إلا أن الكتل السياسية الفاسدة تصر على تمسكها بالحكومة، وبذلك تصر السلطة على قتل المتظاهرين وقمعهم وترويعهم بالخطف والاعتقال والتهديد.”.

وأضافوا ،”كما اجتمع الفاسدون على باطلهم، اجتمع المعتصمون على حقهم، ووحدوا كلمتهم بوجه الفساد وأهله، وعاهدوا بعضهم على المضي بالاعتصام حتى يعود الوطن الذي أراده الشهداء”.

وتابع معتصمو التحرير في بيانهم إن “لقاء عددٍ من الشيوخ برئيس الحكومة المسؤولة عن قتل اخواننا يُعد فعلاً قبيحاً، واستهانةً فاضحةً بتضحيات أبطال هذهِ الانتفاضة، لكن هذه السقطة لا تُحسب على جميع عشائرنا الأصيلة، وها هم شيوخنا الأفاضل يعتصمون مع أبنائهم ويُساندونهم، ويقفون خلف مطالبهم، فمن شاء أن يسقط في وحل القتلة فليسقط مع السلطة، ومن شاء أن يرتقي إلى صف الشرف، فليلتحق بالأحرار”.

وتابع: “بما أن السلطة وأحزابها، تتبجح بشرعيتها من خلال صناديق الانتخابات المزوّرة، والتي قاطعها معظم العراقيين، ندعو كل أبناء شعبنا العراقي، في جميع محافظاتنا العزيزة من الجنوب إلى الشمال، لوقفة مليونية تَسحب هذهِ الشرعية “الباطلة” من كل أحزاب السلطة، في يوم الجمعة القادم، 29 تشرين الثاني، رافعين شعار (#نازل_أسحب_شرعيتكم)”.

ودعا المعتصمون “جميع العراقيين لنصرة الوطن رافعين الأعلام العراقية في ساحات الاعتصام، وفي الشوارع والمناطق والمنازل، في الأسواق والحدائق العامة، وعلى السيّارات والتكاتك، ليتوشح عراقنا العظيم بعلمهِ، كسراً لشرعية الفاسدين، وإعلاناً لرفض الحكومة وإصلاحاتها ومن يقف خلفها”.

اقرأ أيضاً: انتفاضة لبنان والعراق وآفاق الدولة المدنية

تشييع الضحايا

وجرت الجمعة اليوم مراسم تشييع كبيرة في النجف حيث قتل 16 متظاهرا الخميس بحسب مصادر طبية، بعدما قام متظاهرون بإحراق مبنى القنصلية الإيرانية في المدينة المقدسة الواقعة جنوب العراق.

تشييع الضحايا في العراق

وغداة أحد الأيام الأكثر عنفا خلال شهرين من الاحتجاجات المناهضة للحكومة والرافضة للنفوذ الإيراني في البلاد، ساد الهدوء في النجف وكذلك في الناصرية حيث قتل 25 متظاهرا وفقا لمصادر رسمية، في غضون ساعات قليلة أطلق خلالها الرصاص من قبل قوات أمنية بقيادة ضابط رفيع أرسل من بغداد ثم تم سحب يده من الملف.

ومع سقوط 43 قتيلا الخميس وحوالي ألف جريح، يصل العدد الاجمالي لقتلى الاحتجاجات التي بدأت قبل شهرين، حوالى 400 قتيل، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة الأنباء الفرنسية استنادا لمصادر طبية.

السابق
بالصورة.. وقفة محبة لأمهات الخندق – التباريز: «الجار قبل الدار»
التالي
هل تكون أصالة بديلة أحلام في «آراب أيدول»؟!