ثورة ضد الفساد أم الشيعة؟!

قطع طريق
إستمعت إلى ردات الفعل الغاضبة التي عبّر عنها المحتجون على استشهاد حسين شلهوب وسناء الجندي، وبما أنني من الذين افتخروا بانضمامهم إلى الثورة وما زلت حريصا عليها لأنها أمل لبنان الوحيد، أضع أولا بين يدي اخواني الثوار بعض النقاط التي لا أخالهم بعيدين عنها، و ثانيا بعض النقاط بين يدي الجمهور الذي يعارض الثورة.

أولاً, في ما يعني الثوار: 

  • لا عودة الى الوراء واستشهاد  الأبرياء حسين وسناء هو جرح في جسد الثورة ونقطة سوداء في سجلاتها ولو أن الفيديو يُظهر براءة الثوار، لكنه لا يعني تراجع الثورة عن مطالبها المُحقّة.
  • إعتبار حسين وسناء من شهداء الثورة بغضّ النظر عن التفسيرات والتحليلات التي تعتبر أن الحادث حصل بعيدا عن نقطة الإعتصام.
  • التخلي عن الإسلوب السابق في قطع الطرق بعد أربعين يوماً من بدء الثورة واعتماد اساليب أكثر تأثيراً.
  • توضيح وتأكيد خطاب الثورة الذي يؤكد من البداية أن الثورة هي على الفساد والسرقة وليست ضد حزب الله او سلاحه وليست ضد أي مكوّن من مكوّنات الوطن بل هي من أجل كل المكونات وحقوقها.
  • دعوة الآخر المعترض على الثورة للحوار وتبديد الهواجس، مع الاستمرار في رفض الحوار مع السلطة.

اقرأ أيضاً: من يصدق سارقيه وجلاديه ؟

حسين شهلوب وسناء الجندي
حسين شهلوب وسناء الجندي

ثانياً, في ما يتعلق بالجمهور المعارض للثورة:

  • لماذا تعتمدون منطق “عنزة ولو طارت”؟ الحراك يؤكد من أول يوم، وفي كل يوم أنه ضد الفساد وأنه يطالب بالأمن الغذائي ووقف السرقات، فلماذا تعتبرون هذه المطالب مؤامرة عليكم؟ هل أنتم مع بقاء الحال كما كان؟
  • لماذا تستعملون تعبير (قطع الطريق على الجنوب)؟ بغض النظر عن صوابية خيار قطع الطرقات من عدمه، ألم تُلاحظوا أن طرقات لبنان كلها قُطعت؟ فكيف اعتبرتم ذلك موجها فقط لكم؟
  • هل أنتم مُقتنعون ببعض الشعارات المذهبية الفاقعة التي هتفتم بها، وهل هي صالحة في وجه خطاب الثورة السلمي واللاطائفي؟
  • يؤكد الحراك يوميا أنه لن يسمح لأحدهم باستغلاله لا داخلياً ولا خارجياً، وأنه لن يتحول لمواجهة الحزب أو سلاحه، وعندما حمى “السيد” في أول إطلالة له هذا النظام الفاسد لم ينزلق الحراك لمواجهته، حتى أنه تنازل عن التظاهر أمام قصر بعبدا كي لا تستغل الأحزاب هذا الموقع، فمن هو الذي يضللكم ولا زال عبر تخويفكم بأن هذا الحراك يُدار من جهات حزبية؟ 
  • هل تفكرتم بعمق في قول الإمام المغيّب: تجار السياسة يغذون النعرات الطائفية للمحافظة على وجودهم، بحجة المحافظة على الدين، في وقت انّ الدين بحاجة الى من يحميه منهم.

اقرأ أيضاً: في «أربعين الدولة».. لا الثورة!

لنلتقي جميعاً ومن كل الطوائف في مواجهة الفساد والبدء بالمحاسبة الفعلية غير الشكلية لعلّنا نصل بأسرع ما يمكن الى الدولة العادلة.

السابق
Dollar Surpasses 2000 L.L as Protests Target Exchange Shops
التالي
منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان ترفض «شرعنة الاستيطان».. غير قانوني!