فيلتمان يقرأ في ثورة لبنان: حذار من حزب الله والروس!

انتفاضة لبنان

ما كشفت عنه ثورة 17 تشرين لا ينحصر فقط بالجوع والفقر والبطالة بل بقمع الأصوات الحرة التي خرجت للمطالبة بحقوقها تحديداً في صور، النبطية وبعلبك. هذه المناطق المعروفة بأنها البيئة الحاضنة لحزب الله وحركة أمل، خرجت عن عباء التبعية وصرخت “نصرالله واحد منهم”، و”كلن يعني كلن” ولكن ما لبثت أن خمدت بسبب القمع التي تعرضت له والإعتداء الجسدي والنفسي على المتظاهرين بالإضافة الى حملات التخوين.

إقرأ أيضاً: حزب الله عينه على ايران.. والحريري يتوجس من فتنة مذهبية

حزب الله الغير راضخ لإرادة الدولة، جوّع مناصريه الى أن إنقلبوا عليه، ولم يكتفِ فقط بذلك بل جوّع الشعب اللبناني بأسره بسبب إرتباطاته الخارجية ودخوله في حروب لا تمت للدولة اللبنانية بصلة، لتدخل الدولة اللبنانية في دوامة عقوبات لا ناقة لها فيها ولا جمل، ليصل الوضع الإقتصادي الى ما هو عليه الآن.

في هذا الإطار، اوضح المسؤول في الخارجية الأميركية وسفير الولايات المتحدة السابق في لبنان جيفري فيلتمان أنه “لا نريد أن نرى انهيار لبنان ماليًا أو سياسيًا ولكن قدرتنا على حشد الدعم الإقتصادي والمالي تعتمد على قرارات يتخذها اللبنانيون بما في ذلك تشكيل الحكومة المقبلة في لبنان وسياستها، وفي حال عادت الحكومة الى عملها كالمعتاد فلن يكون بإستطاعتنا أن نحشد الدعم لتجنب الإنهيار، فاستمرار المحسوبيات والفساد وتدليل حزب الله سيؤدي إلى أسفل الدرك، بينما الإصلاحات والمحاسبة والشفافية والإعتماد على مؤسسات الدولة بدلًا من حزب الله سيجذب نوعا من الدعم الذي يقود الى وجهة أفضل، مع الولايات المتحدة الأميركية وآخرين الذين يقدمون الدعم والشراكة، وهذا الأمر يجب أن يكون رسالتنا”.

أضاف خلال جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي : “يبقى الأمر الأهم أننا نقوم بتقويض حجة حزب الله التي تقول بأنه وحده قادر على حماية لبنان، فصواريخ حزب الله لا تدافع عن لبنان بل تضعه في خطر الحرب، والروس يريدون أن يكونوا هناك وسيذهبون لملء الفراغ في حال لم نكن هناك”.

ورأى أنه “لا يمكن لحزب الله بعد الآن أن يزعم أنه بريء ونظيف، وسيكون على اللبنانيين اختيار المسار الذي يقود إما إلى الفقر الدائم وإما الى الإزدهار المحتمل، وذلك من خلال تحديد ما إذا كانوا سيستمرون في قبول سوء الإدارة”.

وتابع “قد لا يستطيع الناخبون اللبنانيون تجريد حزب الله من ترسانته بين ليلة وضحاها، ولكنهم يستطيعون اغتنام فرصة الانتخابات المقبلة لتجريد حزب الله من شركائه في البرلمان الذين يستعملهم كمضاعفي قوة لتأكيد ارادته سياسيًا. ولذلك، يضع نصرالله خطوطًا حمراء ضد الانتخابات المبكرة”.

وعن التدخلات الخارجية، لفت فلتمان الى أن “الروس يدعمون الجنرال حفتر في ليبيا، هل نريد حقًا أن يأخذ الروس كامل شرق البحر المتوسط؟ سأقول لا.”

وشرح أن “روسيا ترى في لبنان على أنه مساحة لمواصلة توسعها العدائي لدورها الإقليمي وفي البحر الأبيض المتوسط، بإختصار، يعتبر لبنان مساحة للتنافس الإستراتيجي العالمي”.

وشدد على أنه “على قدر ما هو لبنان محبط ومحتاج ومعقد، نحن بحاجة الى أن نلعب لعبة طويلة والا نسمح لإيران أو سوريا أو الصين أو روسيا بإستغلال غيابنا”.

وعن أداء الجيش اللبناني خلال التظاهرات، قال: “لقد رأينا خلال التظاهرات وحدات عدة منه تقوم بعمل جيد جدًا بما خص حماية المتظاهرين في بيروت، كما رأينا وحدات تقف بعيدًا وتنسحب بينما كانت فرق “البلطجية” تضرب المتظاهرين في النبطية في الجنوب”.

أضاف: “الجيش اللبناني هو على الأرجح المؤسسة الأكثر احترامًا في البلاد، لكن هذا لا يعني انها فوق أي نقد ولا يعني انها مثالية”.

وفي هذا السياق، قال “قد يسأل البعض في واشنطن ما إذا كان على الجيش اللبناني أن يستعد لمواجهة حزب الله حركيًا ولنزع سلاح حزب الله بالقوة. هذا الأمر قد يسبب حربًا أهلية، وكما ذُكر أعلاه، ايران ووكلاؤها كما القاعدة يميلون الى الإزدهار في الحروب الأهلية. لذلك يجب علينا التفكير أكثر على المدى الطويل”.

السابق
بعد الإدعاء عليه من قبل المدعي العام المالي.. هكذا ردّ الجراح
التالي
دعوى قضائية ضد قناة «الجديد».. ما السبب؟